أولت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية اهتماما بالأزمة السورية، في ضوء تطورات الموقف بعد الضربة الصاروخية الأمريكية، واتفاق تبادل البلدات الأربع بين الحكومة والمعارضة المسلحة، وزيارة وزير خارجية قطر إلى موسكو، إضافة إلى زيارة وزير الدفاع الأمريكي للمنطقة.
"فهم ما يجري"
يقول ناصر منذر في صحيفة الثورة السورية: "من العدوان على سورية، والتهديد والوعيد بتقديم المزيد من الدعم للتنظيمات الإرهابية، إلى عمليات استعراض العضلات ضد كوريا الديمقراطية، مرورا برسائل القنابل 'الذكية' في أفغانستان، وإجراء التجارب على القنابل 'النووية التكتيكية' في صحراء نيفادا، تعمل إدارة ترامب اليوم على فرد كل أوراقها الإرهابية، لمحاولة إعادة هيبتها كدولة عظمى، بعد أن اصطدمت مشاريعها التقسيمية المرسومة للمنطقة بجدار الصمود السوري، وحائط الصد الممانع لمحور المقاومة".
وأضاف أن "صلابة الموقف السوري الروسي الإيراني، كانت أحد الأسباب التي دفعت ترامب لإرسال وزير حربه إلى عدة دول في المنطقة"... وذلك بهدف "حشد أكبر دعم ممكن لاستكمال العدوان على سورية ، ولكن عبر التنظيمات الإرهابية، والترويج 'للمناطق الآمنة'".
وفي الأهرام المصرية، تساءل مصطفى السعيد "هل ستربح أمريكا الحرب في سوريا؟"
وقال إنه بعد أن "تأكدت واشنطن أن الرياح لا تتحرك في صالحها، وأن نتائج الضربة الصاروخية لم تحقق أهدافها، وأن استمرار التصعيد ربما سيورطها في الحرب التي أرادت التلويح بها، وليس خوض غمارها، لهذا خففت من حدة لهجتها".
وأضاف أنه تبعا لذلك عاد ترامب إلى القول "بأنه يمكن التوصل إلى تسوية لا تتضمن تنحية الرئيس السوري، وتعهدت واشنطن لموسكو بألا تكرر الهجوم على الجيش السوري، ليتنفس الجميع الصعداء لبعض الوقت".
وفي صحيفة رأي اليوم الإلكترونية اللندنية، قال زيد محمد النوايسة إن "أمهر العرافين وأحذق الاستراتيجيين 'يَحار' في فهم ما يجري في المشهد السوري الذي يعتبر من أعقد الصراعات في المنطقة وربما العالم لتداخل اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين ولتضارب المصالح وتعارض الأولويات".
وأضاف أن "المؤكد أننا مقبلون على مرحلة خطيرة بما فيها فرض مناطق آمنه وإدارات محلية بدءاً من الجنوب السوري وصولا للشمال في ادلب وحظر طيران وربما قطع الطريق الدولي بين دمشق ودرعا وتواجد أمريكي على مقربة من العاصمة، لا سيما وأن الأخبار الواردة تشي بقرب هجوم للفصائل المسلحة من ادلب نحو حماة وحلب".
وأشار إلى أن هذا السيناريو قد حذر منه وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان ووزير الدفاع السوري جاسم الفريج في اتصال هاتفي مع سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي.
"أخطر ما يحدث في سوريا"
من ناحية أخرى، وصف فهد الخيطان في الغد الأردنية ما يحدث من عمليات الإجلاء المتبادل بين الحكومة والمعارضة لبلدات وقرى سورية بأنه "أخطر ما يحدث في سوريا".
وقال: "لا يختلف الطرفان السوريان؛ النظام والمعارضة المسلحة، على وصف عمليات الإجلاء المتبادل لبلدات وقرى سورية بالتهجير. الرئيس السوري بشار الأسد قال إنه 'تهجير إجباري مؤقت ولا يقلقنا'، أما المعارضة فاعتبرته 'تهجيرا قسريا' يسعى النظام من خلاله إلى تغيير ديمغرافي في البلاد".
وأضاف: "أيا تكن التوصيفات، فنحن إزاء عملية غير أخلاقية وغير إنسانية تورط فيها الطرفان، وبتواطؤ من أطراف إقليمية ورعاية دولية".
وأضاف: "في مقابل حصار قوات النظام لبلدتي الزبداني ومضايا التي يغلب الانتماء السني على سكانهما، كانت جماعات المعارضة المسلحة تحاصر بلدتي الفوعة وكفريا التي تقطنها أغلبية شيعية. ما يعني، ببساطة، أن طرفي النزاع أخذا المواطنين العزل رهائن في إطار سعيهما لتسجيل نقاط في معركة دموية لا تنتهي بينهما".
"الحلول السلمية"
وفي سياق متصل، علقت الصحف القطرية على زيارة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى موسكو ومحادثاته مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.
فقالت صحيفة الشرق في افتتاحيتها إنه بجانب الاتفاق بين الجانبين على زيادة التعاون الاقتصادي، فقد اتفقا كذلك على "ضرورة الحلول السلمية للنزاعات في سوريا واليمن وليبيا وفلسطين".
وأضافت أنه "كان واضحا أن البلدين يتجهان من خلال الحوار المستمر والمنتظم للتوافق على نقاط أساسية بالنسبة للملف السوري، من حيث التأكيد على وحدة سوريا وضرورة وضع حد لمأساة الشعب السوري"
وقالت صحيفة الراية في افتتاحيتها إن المحادثات بين الجانبين "أكدت على وجود نقاط اتفاق كثيرة بين قطر وروسيا بشأن القضية السورية".
وأضافت أن قطر نقلت رسالة واضحة بأن الأزمة السورية "لن تحل ألا وفقاً للمرجعيات الدولية وخصوصاً بيان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن الدولي 2254 وأن دعمها لمفاوضات أستانا التي ترعاها روسيا وتركيا جاء باعتبار أنها رافد مهم يسهم في نجاح مفاوضات جنيف".
التعليقات