واشنطن: توحي اشادات دونالد ترامب تارة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتارة اخرى بالتركي رجب طيب اردوغان، ان الرئيس الاميركي معجب بالقادة الاقوياء، الا ان الدعوة التي وجهها اخيرا الى الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي اثارت ذهول المدافعين عن حقوق الانسان.

وقبل وصوله الى البيت الابيض كرر ترامب مرارا اعجابه ب"ذكاء" نظيره الروسي، قبل ان تجبره الاحداث على اخذ مسافة من سيد الكرملين.

وبعد ان انهى المئة يوم الاولى من حكمه، يبدو ان رجل الاعمال الاميركي المعدوم الخبرة بالسياسة الخارجية، لا يزال ينجذب الى رؤساء الدول والحكومات المتهمين من شعوبهم بالتسلط، حتى ولو كان انتخابهم ديموقراطيا على غرار الرئيس التركي.

وفي آخر تصريحاته التي تصب في هذا الاطار، اعرب ترامب الاثنين عن استعداده للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون. وقال في مقابلة "اذا كان مناسبا ان التقي به، فسأفعل بكل تأكيد. سيشرفني ذلك". وكان ترامب وصف الاحد الزعيم الكوري الشمالي ب"المحنك" مشيدا ب"تمكنه في سن مبكرة من تولي السلطة".

وبعد ان استقبل ترامب الرئيس الصيني شي جينبينغ في منزله في فلوريدا مطلع نيسان/ابريل، وصفه ب"الرئيس المحترم جدا" مشيرا الى "الكيمياء" المشتركة معه.

اما الدعوة الرسمية الاكثر اثارة للجدل التي وجهها الى زعيم اجنبي، فكانت للرئيس الفيليبيني دوتيرتي خلال حديث هاتفي معه قبل يومين.

ويتعرض الرئيس الفيليبيني، الذي يقدم نفسه على انه "اشتراكي"، للكثير من الانتقادات من العواصم الغربية خصوصا بسبب حملته العشوائية على مهربي المخدرات.

كما نددت بممارساته غالبية المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان، على غرار منظمة العفو الدولية بسبب حملته على مهربي المخدرات التي اودت بحياة الاف الاشخاص خلال اقل من سنة.

وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت في تقريرها السنوي في اذار/مارس الماضي عن وضع حقوق الانسان في العالم، ان "عناصر الشرطة والميليشيات قتلوا منذ تموز/يوليو الماضي اكثر من ستة الاف مهرب مخدرات او مدمن".

ويبدو ان هذا التقرير قد اعد في عهد الوزير السابق جون كيري، لكنه نشر خلال تسلم وزير الخارجية الحالي ريك تيلرسون مهامه.&

وتندد واشنطن ب "اعدامات خارج القانون تزداد وتيرتها سريعا" في الفيليبين.

مجزرة في الشوارع

واثارت دعوة ترامب الى نظيره الفيليبيني غضب المعارضة الديموقراطية في الكونغرس، واستهجان منظمات الدفاع عن حقوق الانسان.

وحض اليوت انغل عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي ترامب على عدم استقبال الرئيس الفيليبيني في البيت الابيض نظرا "لازدرائه الفاضح للحياة البشرية ودولة القانون (...) في الوقت الذي يقتل فيه الاف الفيليبينيين في الشوارع".

واعتبر المتخصص بشؤون آسيا لدى منظمة هيومن رايتس ووتش الاميركية ان ترامب بدعوته هذه "يوجه رسالة مفادها ان الولايات المتحدة لم تعد تهتم بحقوق الانسان".

تبقى الاشارة الى ان ترامب ليس سباقا في الاشادة بقادة متسلطين، فقد انتهجت الادارات الاميركية سياسة مماثلة تجاه انظمة ديكتاتورية في اميركا اللاتينية ابان فترة الحرب الباردة تحت شعار محاربة الشيوعية.

كما ان ادارة الرئيس السابق باراك اوباما التي كانت تعتبر نفسها سباقة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان، لم تتردد احيانا في اتخاذ مواقف لا تصب في هذا الاتجاه.&

فقد غضت النظر على سبيل المثال لا الحصر عن قمع جماعة الاخوان المسلمين عام 2013 &ما اوقع مئات القتلى خلال تفريق تجمعين في القاهرة.

لكن ترامب ذهب ابعد من ذلك عندما اشاد ب"العمل الرائع" الذي يقوم به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عند استقباله اياه في البيت الابيض مطلع نيسان/ابريل.