مع تواصل التحقيقات والمطاردات الأمنية على خلفية هجوم "لندن بريدج" الإرهابي مساء السبت الماضي، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن مستوى التهديد الأمني في البلاد سيبقى عند "حاد"، بينما أعلنت متحدثة باسمها عن خطة أمنية لتأمين الانتخابات البرلمانية. 

إيلاف: أعلنت رئيسة الوزراء عن اتخاذ إجراءات أمنية إضافية، خصوصًا عند عدد من الجسور في وسط لندن. وأوضحت ماي لتلفزيون (بي.بي.سي) بعد اجتماع للجنة الطوارئ الحكومية "أن مركز التحليل المشترك المستقل للإرهاب أكد أن مستوى التهديد الوطني لا يزال عند (حاد)، ما يعني أن الهجوم الإرهابي مرجّح جدًا".

وأضافت "بات واضحًا الآن أن الضحايا للأسف هم من جنسيات عدة. هذا كان هجومًا على لندن والمملكة المتحدة وهجومًا أيضًا على العالم الحر".

حماية الانتخابات
وقالت متحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يوم الاثنين إن الحكومة البريطانية والسلطات المحلية تعمل عن كثب مع الشرطة لضمان تأمين الانتخابات العامة، وإن خططًا قوية جرى وضعها منذ أسابيع.

ومن المقرر إجراء الانتخابات يوم الخميس بعد أيام من قتل متشددين لسبعة أشخاص وإصابتهم لما يقرب من 50 آخرين في هجوم على جسر لندن ليل السبت، هو الثالث في بريطانيا، في غضون أقل من ثلاثة أشهر.

وقالت المتحدثة للصحافيين: "توجد خطط للانتخابات العامة. تعمل الشرطة عن كثب مع السلطات المحلية في هذا الصدد. جرى تطوير تلك الخطط مع مستوى التهديد (الحرج). لذا فهي خطط قوية جدًا". وأضافت "الشرطة تراجع (إجراءاتها) الأمنية في كل مناسبة، لكننا نعمل عن كثب معهم ومع السلطات المحلية لبعض الوقت".

مخططات داخلية 
إلى ذلك، قالت قائدة شرطة لندن كريسيدا ديك يوم الاثنين إن الهجمات التي نفذها إسلاميون متشددون في بريطانيا في الأشهر الثلاثة الأخيرة كانت مخططات داخلية إلى حد بعيد، وإن غالبية التهديدات التي تتعرّض لها البلاد ليست من الخارج.

وأضافت ديك لـ (بي.بي.سي) "أعتقد أن الهجمات الأخيرة مخططات داخلية في الأساس". وقالت "هناك بعض الأبعاد الدولية من دون شك في الهجمات الثلاث الأخيرة. سنظل نبحث ما إذا كان هناك أي توجيه من الخارج، لكنني أرى أن غالبية التهديدات التي نواجهها في الوقت الحالي لا تبدو موجّهة من الخارج".

هوية الإرهابيين
وكانت الشرطة البريطانية التي تحقق في الهجوم الإرهابي الذي استهدف لندن السبت قالت إنها حددت هويات المهاجمين الثلاثة الذين قتلوا 7 أشخاص وجرحوا 48 آخرين. ومن ضمن الجرحى أربعة من أفراد الشرطة، اثنان منهم جراحهما خطيرة.

وقالت شرطة العاصمة إنها "ستسمح بنشر أسماء المهاجمين في أقرب وقت ممكن تسمح به قوانين العمل" في ظل سعي أفراد الشرطة إلى معرفة ما إذا كانوا جزءًا من شبكة أوسع أم لا.

موقف أكثر شدة
على صعيد متصل، دعا سياسي بريطاني مسلم بارز المسلمين في المملكة المتحدة إلى موقف أكثر من التنديد بالهجمات التي ينفذها الإسلاميون المتشددون.

وقال الوزير السابق ساجد جاويد في مقال نشره في صحيفة (التايمز): "نحن البريطانيين المسلمين ندين الهجمات الإرهابية، ولكن هذا ليس كافيًا، على المسلمين أن يتصدوا لها كذلك. فجميع المجتمعات مطالبة بنبذ التطرف متى رأوه بينهم".

يضيف جاويد المرشح عن حزب المحافظين عن دائرة برومزغروف للانتخابات البرلمانية التي ستجري يوم الخميس المقبل، أنه "ما من شك أن هؤلاء يعتقدون أنهم مسلمون، ويقترفون الهجمات باسم الإسلام، ولذلك فإن مواجهة الإرهاب مسؤولية الجميع، ولكن مسؤولية المسلمين خاصة، وهذا لا يعني أبدًا أن المسلمين مسؤولون عن الإرهابيين، فهم في الخطوط الأمامية في الحرب على الإرهاب، في مختلف مناطق العالم".

دور الشباب المسلم
ويرى جاويد أن المسؤولية الخاصة التي يتحملها المسلمون هي أن هذه الحرب لن تحسم في ساحة المعركة، أو بمفاوضات، ولكن عندما يقرر الشباب المسلم في بريطانيا أن هذه ليست الطريق التي يرتضونها، ويديرون ظهورهم لدعاة الكراهية.

فالمطلوب، حسب الوزير البريطاني، الذي كان أول وزير مسلم للثقافة في تاريخ بريطانيا، هو ألا نكتفي بدحض أفكار المتطرفين، وإنما ننشر الأفكار الإيجابية المبنية على التعددية والقيم والبريطانية. فالحرب التي نقودها، يقول ساجد، ليست ضد جيش، وإنما هي ضد أفكار. وستكون المعركة على قلوب وعقول الأجيال المقبلة ضارية، في المدارس والمساجد وفي الشوارع وفي المجتمع.

يختم جاويد بالقول إن الأمر لن يكون سهلًا، ولكن الحاجة ماسّة، على حد تعبيره، إلى أن نتحدّ كأمة وكمجتمع على قيم التعددية لنجعل من بريطانيا أعظم دولة في العالم.