طهران: قتل 12 شخصًا وجرح 39 آخرون في أول اعتداءات يتبناها تنظيم داعش في إيران، وقد استهدف خلالها مسلحون وانتحاريون مجمع مجلس الشورى الإيراني في طهران ومرقد زعيم الثورة الاسلامية آية الله وروح الله الخميني، الواقع على بعد عشرين كيلومترًا من العاصمة في وقت متزامن تقريبًا.

واعلن التلفزيون الحكومي أن قوات الامن استعادت السيطرة على الموقعين، اللذين يرتديان طابعاً رمزياً كبيراً، بعد الهجمات غير المسبوقة في العاصمة الإيرانية التي نفذها سبعة او ثمانية اشخاص.

ونشرت قوات امنية كبيرة في محيط المكانين، وما بينهما، وأغلقت محطات المترو. وقال وزير الداخلية الإيراني عبد الرحمن فضلي لوكالة الانباء الطلابية "ايسنا" انه دعا الى اجتماع خاص لمجلس الامن الإيراني. 

وقال تنظيم داعش، بحسب ما ذكرت وكالة "أعماق" التابعة له، إن مقاتلين "من الدولة الإسلامية هاجموا ضريح الخميني ومبنى البرلمان الإيراني وسط طهران". وتحدثت الوكالة عن "استشهاديين بسترتين ناسفتين داخل ضريح الخميني".

في مجمع البرلمان، قتل شخصان أحدهما رجل امن في هجوم شنه أربعة مسلحين، قام احدهم بتفجير حزامه الناسف. وذكرت وسائل اعلام إيرانية أن قوات الامن هاجمت "الارهابيين" المتحصنين في الطبقات العليا من احد مباني البرلمان.

انتحارية في المرقد

وقالت إن النواب واصلوا اجتماعهم رغم الهجوم. ويرأس جلستهم رئيس المجلس علي لاريجاني. وقالت وكالة أنباء "تسنيم" إن احد المسلحين غادر المبنى بعد ذلك، واخذ يطلق النار في الشارع لكنه اضطر للعودة الى الداخل بسبب رصاص الشرطة التي اطلقت النار عليه.

وفي مرقد الامام الخميني، حيث اطلقت عيارات نارية، قام رجل وامرأة بتفجير نفسيهما خارج الضريح الواقع جنوب طهران. ونشرت وكالات الانباء الإيرانية صورًا للانفجار وكذلك انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي.

ونشرت وكالات عدة صورة رأس مقطوع، موضحة انه لأحد مهاجمي مرقد الخميني، مؤسس الجمهورية الاسلامية الإيرانية.

وقال مسؤول في مرقد الخميني إن "ثلاثة او اربعة اشخاص" دخلوا من المدخل الغربي للموقع وفتحوا النار، ما ادى الى سقوط قتيل وعدد من الجرحى. وتوفي شخصان مصابان بجروح خطيرة، بعد نقلهما الى المستشفى.

وجرح 39 شخصًا في هجومي المرقد والبرلمان. وقالت وكالة الاستخبارات الإيرانية انه تمت السيطرة على مجموعة أخرى "لإرهابيين" في طهران قبل أن تنتقل الى العمل.

تنظيم داعش يهدد إيران

وهي المرة الاولى التي يستهدف فيها تنظيم داعش طهران بهجمات. والهجمات من هذا النوع نادرة في إيران ويعود آخرها الى مطلع العام 2000 ونفذت معظمها حركة مجاهدي خلق.

وتدعم إيران ذات الغالبية الشيعية العراق ونظام الرئيس السوري بشار الاسد. ويواجه تنظيم داعش خسائر في البلدين في مواجهة هجومين واسعين يستهدفان معقليه، الرقة في سوريا والموصل في العراق.

وكان التنظيم نشر في مارس تسجيل فيديو نادرًا باللغة الفارسية حذر فيه من انه سيقوم "بفتح" إيران ويعيدها "مسلمة سنية كما كانت من قبل". 

وحمل الشريط الطويل الذي يستغرق اكثر من 36 دقيقة، عنوان "بلاد فارس بين الامس واليوم"، وتضمن هجومًا عنيفًا على "الدولة الرافضية" و"الدين الرافضي"، والشيعة الذين يقاتلون في سوريا والعراق. 

وتنشط جماعات أخرى في محافظة سيستان بلوشستان في جنوب غرب إيران على الحدود مع باكستان، التي تضم عددًا كبيرًا من السنة.

وكان تنظيم "جيش العدل" الذي تتهمه طهران بالارتباط بتنظيم القاعدة، تبنى عددًا من الهجمات المسلحة في الاراضي الإيرانية في السنوات الماضية.