هاجم نائب رئيس الجمهورية العراقية اياد علاوي قطر متهما إياها "بتقسيم العراق ودعم الإقليم السني" وقرن بينها وبين ما تقوم به ايران.

إيلاف من بغداد: حمل نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي بشدة على قطر واتهمها "بتعميق الانقسام العربي والعمل واحتضان فكرة تقسيم العراق الى مجتمع سني واخر شيعي ودعم إقليم سني في البلاد"، وقال انه "ينبغي مواجهة النهج الذي تتبعه دولة قطر في دعم الجماعات المتطرفة، لمنع تدهور الأوضاع في المنطقة".

وأكد علاوي انه "يجب عزل كل من يخرج عن الصف والإجماع العربي والعبث به"، لافتاً الى ان "قطر تدخلت في الصراع بين الفصائل الفلسطينية وأرادت تقسيم العراق".

وهذا اول موقف علني رسمي عراقي حيال الازمة القطرية حيث كان العراق يتحفظ رسميا على ابداء موقف منها.

ارفض نهج قطر 

وقال علاوي خلال مؤتمر صحافي في القاهرة السبت، إنه يجب التصدي لمحاولات شق الصف العربي مبينا انه "كان يتوجب مواجهة النهج القطري في دعم الجماعات المتطرفة في وقت مبكر لمنع تدهور الأوضاع في المنطقة".

وأضاف: "انا اعرف ما الذي فعلته قطر في العراق واي مشروع تقسيمي تبنته في العراق كانت تفعله تماما كما كانت ايران تفعل، احتضنت فكرة إقامة إقليم سني في مقابل إقليم شيعي وانا قلت لهم (للقطريين) اننا لن نسمح بهذا الامر والسكوت من قبل بعض الدولة العربية عما كانت تفعله قطر ما كان سكوتا في مكانه".

وفيما اعتبر ان صمت الدول العربية على أفعال قطر خلال الفترة الماضية كان خطأ كبيرا، فانه اكد قائلا "انا رفضت هذا النهج تماماً". أضاف: "حان وقت الصراحة والمواجهة ووقت الكلام المباشر عن المخالفات التي ترتكبها بعض الدول لكون ان المؤامرة كبيرة على المنطقة العربية".

ودعا علاوي إلى ضرورة تعزيز الهدوء والحكمة بين كافة الأطراف عن طريق اتخاذ الإجراءات الصريحة، داعياً إلى عقد لاجتماعات عاجلة تؤدي إلى حل الخلاف وتضع النقاط على الحروف.

لا انتصار عسكري على داعش من دون انتصار سياسي 

وشدد علاوي على أن الوقت الحالي لابد أن يكون وقت الصراحة والمكاشفة دون أي مجاملات.

وحول إعادة الاعمار في العراق، أكد علاوي أنه لابد أولاً الانتصار في الحرب الدائرة في العراق والقضاء على الإرهاب والحفاظ على النسيج الاجتماعي العراقي، ثم بداية العمل على إعادة الإعمار.

وأكد علاوي أن هناك احتراق كبير لداعش في العراق وادى الى نشوب الطائفة السياسية وانه يجب مواجهة ذلك عن طريق التكاتف.

وأضاف علاوي أن الانتصار العسكري في العراق يجب أن يواكبه مصالحة وطنية شاملة بين كافة الاطياف، لافتاً إلى أن العراق يحاول أن يقوم بدوره في استعادة الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.

الطائفيون يعرقلون المصالحة 

واتهم رئيس ائتلاف الوطنية، ونائب رئيس الجمهورية، اياد علاوي، "طائفيين" بعرقلة تنفيذ المصالحة الوطنية في البلاد، وفيما رفض التدخل من تركيا وايران، في العراق، دعا الى علاقات اوسع مع مصر.

وقال علاوي ان "الطائفيين والمتمترسين خلف الطائفية في العراق، هم وراء عدم تنفيذ المصالحة الوطنية في البلاد"، موضحا ان "القضاء العسكري على داعش غير كاف والمطلوب الانتصار السياسي باقامة دولة المواطنة".

ايران تعزز الطائفية

وعبر علاوي عن رفضه لـ "التدخل الايراني والتركي في العراق"، داعيا الى "علاقة متوازنة مع البلدين".

وابدى استعداده لـ"الحوار البناء معهما وزيارة ايران فيما بعد"، لكنه رأى ان دعم إيران لجماعات شيعية في العراق يعزز الانقسامات الطائفية قبل الانتخابات التشريعية المقررة في العام المقبل.

ودأب علاوي على انتقاد إيران كثيرا قائلا إن تدخلاتها في العراق لم تكن ايجابية، واتهمها مرارا برسم خط أحمر على توليه منصب رئاسة الوزراء رغم فوزه.

وتقدم علاوي على نوري المالكي في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2010 إلا أن غريمه، الذي له صلات جيدة بإيران، شكل الحكومة وفق اتفاق مسنود بقرار المحكمة الدستورية.

وقال علاوي من القاهرة إن "إيران تتدخل حتى في قرار الشعب العراقي؛ لا نريد انتخابات قائمة على الطائفية وإنما عملية سياسية شاملة... نتمنى أن يختار العراقيون بأنفسهم دون أي تدخل من أي قوى خارجية".

وشدد علاوي قائلا "هذا هو الوقت المناسب لإجراء انتخابات نزيهة لا يتدخل فيها أحد.. لا إيران ولا غيرها... ولا تركيا ولا سوريا ولا الولايات المتحدة".

فيما اشار الى ان "مصر ستبقى العمود للامتين العربية والاسلامية ولا احد يأخذ دورها".

ودعا الى "تبادل الزيارات بين مصر والعراق على مستوى الشعبي وليس الحكومي فقط لتطوير العلاقات بين البلدين ودعم الاقتصاد".

والتقى نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي، الأربعاء الماضي، الرئيس المصري وثمن موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة العراق ورفض التدخل في شؤونه الداخلية.

وطالب إياد علاوي، نائب رئيس جمهورية العراق، الجميع بمساندة مصر لتقوم بدورها في الاعتدال الذي تميزت به على مدار التاريخ. 

وأضاف "علاوي" خلال كلمته في مؤتمر صحفي، السبت، أن مصر لها ديون في أعناقنا لدفاعها عن العرب بشكل مستمر وتضحياتها الكبيرة من أجل الأمة العربية والإسلامية.

العبادي الى السعوية بعد تأجيل 

وافاد مصدر سياسي مطلع، بأن رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، سيقوم بداية الاسبوع المقبل بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية ودول أخرى.

وقال المصدر لـ"ايلاف" أن "العبادي سيتوجه على رأس وفد رسمي يوم الاثنين إلى الرياض بناء على دعوة وجهها له العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز لبحث العلاقات بين البلدين".

وأضاف أن "العبادي سيتوجه بعد اختتام زيارته في السعودية إلى الكويت، ومنها إلى إيران".

وكانت مصادر، قد تحدثت، الاثنين الماضي 12 حزيران 2017، عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء حيدر العبادي إلى المملكة العربية السعودية، لبحث عدة ملفات منها ملف الأزمة الخليجية العربية القطرية، وملف القضاء على داعش في العراق وسوريا.

وكان جبار العبادي، وهو نائب مقرب من رئيس الوزراء إن الزيارة التي كانت مقررة يوم الأربعاء الماضي تأجلت لأن "العراق لا يريد أن تفسر الزيارة تفسيرا خاطئا على أن العراق يأخذ جانبا على حساب جانب آخر".

وتستهدف زيارة العبادي للسعودية تعزيز المصالحة بين المملكة والعراق والمساعدة في رأب صدع عميق وانقسامات حادة بين الشيعة والسنة في العراق.

وأكد مكتب العبادي أن الزيارة، التي كان من المقرر أن يلتقي خلالها العبادي بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تأجلت ربما إلى الأسبوع المقبل. ولم يقدم أسبابا للتأجيل.

يذكر ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سيزور الرياض الاثنين المقبل.

وقال الجبير للصحفيين في العاصمة البريطانية لندن، "نرحب بالزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الإثنين ونسعى لإعادة العلاقات مع العراق الى افضل حال".

وتأتي الزيارة في وقت تواجه فيه دول الخليج أزمة نجمت عن قطع السعودية وعدد من الدول الأخرى علاقاتها مع قطر بعد اتهامها بمساندة الارهاب وايران.