في الحلقة الثانية من اللقاء مع موشيه بوغي يعالون وزير الدفاع السابق ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي يتحدث عن إمكانية تحقيق السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب، كما يتطرق إلى الأزمة المتعلقة في قطر، بالإضافة إلى الملف السوري وحيثياته، والكثير من القضايا الهامة، وإليكم نص الحوار:

من تجربتكم مع الدول المعتدلة، هل هناك امكانية للعمل معاً مع السعوديين او الامارات او غيرها؟

يمكن الفهم من الأمور التي لا تقال أن المصالح المشتركة بيننا كثيرة جداً، والمشكلة الرئيسية أنهم غير مستعدين للقيام بأي تعاون علناً.

أنتم تريدون العلنية بالعلاقات؟

من ناحيتنا الأفضل أن يكون كل شيء علنياً، أنظر أليس من الواضح أن الأردن وإسرائيل شريكان استراتيجيان، الأردن تحصل منا على مياه وغاز وتعاون أمني ومصر نفس الشيء، ولكن مع مصر العلاقات جيدة ولكن العلاقة اليومية مجمدة. مثلا ضابط إسرائيلي يستطيع الحديث باللاسلكي مع نظيره الأردني، ولكن مع مصر الأمر معقد أكثر وهذه تركة مبارك الذي أراد سلاماً باردًا، فمثلاً أنا عندما كنت رئيس الاستخبارات العسكرية إلتقيت نظيري المصري مرة واحدة، وذلك مع عيزر وازمن، الذي كان رئيس الدولة وطلب من مبارك شخصيًا وأنا سافرت معه والتقيت نظيري سرًا حينها. ولكن مع الرئيس السيسي أفضل بكثير وهناك علاقات جيدة اكثر وتتحسن ولكن ليس كل شيء بالعلن.

وماذا مع الدول الأخرى؟

بدون تفاصيل يمكن الفهم أن هناك مصالح مشتركة.

هذا يعني تعاونا أمنيا؟

لا أريد الخوض بهذا الأمر.

كوزير دفاع سابق ولديك الكثير من المعلومات ، كيف ترى الازمة الخليجية مع قطر؟

السعودية هي من يقود العالم العربي اليوم وليس مصر، وبالأخص الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وسيصبح ملكاً عشرات السنين، وهو شخص مهم، فهو يتحدث عن تحسينات اقتصادية وسننتظر لنرى تحقيقها. ومن جهة أخرى، يرى الأمر بشكل صحيح وللمرة الأولى هناك تحالف عربي يقاتل على الأرض بدون وسطاء في اليمن وهم مستعدون للقتال وهذا جيد، ومن ناحية ثانية قطر دائماً شكلت تحدياً لهم عبر قناة الجزيرة والعلاقة مع تركيا والإخوان المسلمين، فالدول الخليجية تريد التكتل معا ضد إيران والإخوان وتركيا وضد الإسلام الجهادي وغيره مع أنهم أيضًا مولوا بعض الجهات وقطر خارج هذا الأمر.

أنتم أيضًا دعمتم منظمات جهادية مثل النصرة وشهداء اليرموك في سوريا وتحديدا القنيطرة؟

لا هذا غير صحيح بتاتًا، فهذه دعاية غير صحيحة وقادة الدول المعتدلة يعرفون ذلك جيدا، وفي سوريا هناك مليشيات جنب السياج الحدودي ونحن أعلنا عن مساعدتنا الإنسانية لهم وليس للنصرة ولا لليرموك .. فنحن نعطيهم مساعدات إنسانية ولا نتدخل بالقتال الدائر هناك ولا يوجد قصف إسرائيلي مساند للمعارضة او لغيرها، فنحن قلنا لتلك المليشيات السنية السورية أننا مستعدون لمساعدتهم بشرطين الأول عدم السماح للتنظيمات الإرهابية بالعمل من قراهم ضدنا وثانيًا عدم التعرض للدروز في منطقة الجولان السوري.

ألا ترون أن الحرب طالت؟ وهل تريدون نهاية النظام مع أن هناك من يقول إنكم تساعدون النظام بالخفاء؟

نحن لا نتدخل ولا نريد أن نتدخل بالأمر فمن نصرح معه ينقلبون ضده والعكس.

لكن الكثير من الوزراء صرحوا ضد النظام؟

هذه عدم مسؤولية وقلة انضباط. وقررنا عدم التدخل وخطوط حمراء وهذا ما يجب أن يكون.. المسألة السورية معقدة.

يتحدثون عن اتفاق أميركي _ روسي؟

لا أعتقد أن ذلك سينجح فهناك الكثير من الدماء التي سفكت ولن تنجح الأمور. فمثلاً كيري كان يقول إن هدف أميركا هو إعادة توحيد سوريا، وأنا قلت له يمكن عمل عجة من بيضة ولا يمكن عمل بيضة من عجة. لكنّ هناك تغييراً في السياسة الأميركية منذ مجيء ترمب مثل قصف الشعيرات وقصف قوات النظام والمليشيات الشيعية ومنع إيران من فتح طريق اتصال برية بين العراق وسوريا. وهناك الكثير من المساعدات للمعارضة السورية في الرقة وغيرها وبالأخص ضد أطماع إيران بسوريا وأيضا مقابل إيران فهو لا يتغاضى عن التجارب الصاروخية الإيرانية وهناك للمرة الثالثة قرارات لعقوبات على إيران بهذا الصدد على كل حال فاللقاء بين ترمب وبوتين مهم ولكنه لن يحل الأزمة السورية.

ماذا تقول عن كل النشر حول وجود مصانع صواريخ إيرانية في لبنان؟

إنني آسف لان ذلك تم نشره بهذا الشكل، ما كان يجب أن ينشر هو أن تلك المصانع تم تدميرها وليس أنها موجودة وآسف أنهم تحدثوا عن ذلك قبل تدميرها.

يتحدثون أن هذه المصانع بين صور وصيدا؟

الأمر وارد .

كيف ترون حزب الله بلبنان في ظل الأزمة السورية وقدراته في لبنان؟

لا يوجد اليوم لبنان.. هناك مستعمرة إيرانية.. لبنان تم اختطافه على يد خامنئي وإن كان لبنان سيخرج إلى أي حرب فهذا لن يكون بحسب قرار حكومة لبنان أو حتى لن يكون قرار حسن نصر الله إنما قرار لخامنئي، وحزب الله هو ذراع إيرانية، وفي سوريا أيضا ولذلك لبنان خطف، لم يعد لبنان للبنانيين (قالها بالعربية) إنما لبنان لإيران ومرة كان للفلسطينيين ومرة للسوريين.

هل إسرائيل مستعدة لحرب مع حزب الله في حال تقرر ذلك من ايران، كما تقول؟

نعم بالطبع مستعدون ولبنان سوف يدفع ثمنًا باهظاً جداً، ففي ابان حرب لبنان الثانية تأسفوا انهم لم يضربوا البنى التحتية للدولة لانهم قالوا إن ذلك حزب الله وليس حكومة لبنان وكلام من هذا القبيل. هذا الوهم انتهى الان فحزب الله هو لبنان ولبنان هو حزب الله فانظر الى الجيش اللبناني وحتى ميشال عون الرئيس يقول إن حزب الله يدعم الجيش.

لكن الجنرال عون كان صديقًا لكم؟

كان مرة صديقاً ولكنه غيّر موقفه وكلامه بشأن حزب الله يعطي الامكانية لحزب الله بفعل ما يراه مناسبًا لذلك هذا يعطي إسرائيل حرية عمل في حال الحرب. فمثلا في حرب لبنان الثانية قالوا إن إسرائيل دمرت سبعين مبنى في الضاحية الجنوبية وفي غزة هل تعلم لماذا يسود الهدوء؟ ! لأننا نعتقد أنه تم هدم عشرة آلاف بيت بالكامل من طابق واحد إلى ثمانية عشر طابقًا، هذا الثمن الذي دفعته حماس، وحزب الله رأى أيضا ذلك ورأى أن إسرائيل لم تخشَ من استمرار الحرب 51 يوماً لأن مشعل أعتقد أننا أن نتحمل أكثر من أسبوعين لذلك لم يقبل المقترح المصري بعد ثمانية أيام واضطر قبول نفس المقترح بعد 51 يوماً وبثمن كبير جدا من قتلى ودمار وحزب الله رأى ويفهم كل ذلك فمثلاً سلاح الجو دمر أكثر من 7 آلاف هدف في قطاع غزة وعندنا الذخيرة الكافية لهدم كل شيء لذلك على حزب الله إجراء حساباته إن كان من المفيد أن يقوم بحرب ضدنا أم لا ، ولكن إن اتخذت إيران قراراً فهذا لن يكون الحساب لدى حزب الله الذي سيضطر للتنفيذ.

أفهم أن إيران هي التي تسيطر في العراق وسوريا ولبنان واليمن، فما العمل؟

أمل أن تفهم الإدارة الأميركية الجديدة ما يجب فعله واليوم يجب أن تكون هناك عقوبات.

وماذا عن القيادة الاسرائيلية؟

لدينا أزمة قيادة ولكن لن ادخل في ذلك .. على كل يجب أن تكون هناك عقوبات ضد إيران بسبب نقض الاتفاقات ونشر السلاح في الشرق الاوسط ..الا توجد اثباتات أن إيران تزود الحوثيين بالسلاح وحزب الله وهناك عدم احترام لحقوق الإنسان وإعدامات بدون محاكمة وهذه ثلاثة امور لعقوبات بدون مسألة النووي بعد عشر سنوات.

تعتقد أنهم سيمتلكون النووي بعد عشر سنوات؟

الإتفاق يضمن لهم ذلك ولكن من جهتنا ممنوع أن تكون لهم قدرة على تركيب النووي بكل طريقة وأما أن يفهم ترمب ذلك ويقوم بشيء.

يعني الاتفاق ليس جيدا؟ يمكنهم من امتلاك القنبلة؟

نعم الاتفاق الذي توصل إليه أوباما سيئ ويمنحهم القدرة لانتاج القنبلة، عندما وصل خامنئي إلى المفاوضات وصله مرغما أخاك لا بطل ولكن مع بداية المفاوضات تصرفت أميركا وكأنها هي مرغمة واداروا مفاوضات غير جيدة يمكن أنه بعد عشرات السنوات يدرس بالتاريخ كيف يجب أن لا تقود مفاوضات بهذا الشكل، وإيران جاءت بعد أن كانت تشعر باختناق اقتصاديا ولكن منحوهم بعض الأمور .. فمثلا لماذا إبقاء أجهزة الطرد المركزي؟؟ وكان يجب أن لا يتركوا أي جهاز.

هذا يعني ان الاحتمال العسكري ما زال قائمًا ضد إيران؟

نعم صحيح كل شيء ما زال قائماً ومن جهة إسرائيل ممنوع لأي دولة عدوة ان تحصل على قدرات نووية، فصدام حسين حاول وتلقى الإجابة وبشار الأسد حاول و.. اليوم والإيرانيون لا يزالون بالاتجاه هذا، وممنوع أن يحصلوا على القدرة.

نعود الآن إلى محمد دحلان فهو اتفق مع اعدائه من حماس؟

انا غير متفاجئ من ذلك.. فإن عبد الفتاح السيسي يدعمه بعد ان سئم من أبو مازن واليوم يقول السيسي عن أبو مازن أموراً أصعب مما قاله الرئيس مبارك في حينه عن ياسر عرفات فهو، أي أبو مازن، خذل السيسي وهرب من مسؤولية غزة التي اقترحناها عليه كما ذكرت سابقا بعد عملية الجرف الصامد بغزة عام 2014 ولذلك بدأ مع دحلان وهو لا يحب قطر والإخوان. ومن ناحيته دحلان أفضل وهو مع أموال إماراتية يدخلها إلى غزة، وحماس بأزمة لذلك وافقوا على الاتفاق مع دحلان وبعدها يكون هناك تأثير مصري في غزة ولمصر حساب كبير وطويل مع حماس بما في ذلك العملية الأخيرة في رفح ودعم حماس لداعش في نقل الصواريخ من غزة لسيناء.

هل تعتقد أن دحلان قد يكون الوريث بعد أبو مازن؟

لا أعتقد.. ولا اعتقد أنه يمكن الإعتماد عليه فهو فشل في غزة معنا وفشل مع الأميركيين فهو كان يدعم الإرهابيين ضدنا وعرف عن العمليات وشجع بعضها فبعد اغتيال يحيى عياش ذهبت مع بيرس إلى عرفات وهو جلس مع عرفات وأنا جلبت قائمة من ثلاثة عشر اسماً يخططون لسبع عمليات وأول اسم كان اسم محمد ضيف فنظر عرفات الى دحلان وسأله محمد شو؟ ونحن علمنا أن محمد ضيف قبل يومين كان في مكتب عرفات مع محمد دحلان ...هذا هو الشخص ولا يمكن الوثوق به من ناحيتنا. فمحمد ضيف ومحمد دحلان كانا صديقين. وهو لم يقدم شيئاً في غزة بالرغم من كل الأموال الأميركية ومن السي اي ايه ولا أعتمد عليه، ولكن سيكون هناك صراع بعد أبو مازن وهو لاعب مدعوم من الامارات والسيسي، ولكن لا توجد لديه قاعدة في الضفة ففيها جبريل الرجوب وماجد فرج ومن حوله .

في النهاية، كيف ترى إمكانية العلاقات بين إسرائيل والسعودية قائدة العالم العربي اليوم؟

هذا يتعلق بما يريدون أن يكشفون عنه، وأنا من من يؤمنون بالمصالح وتعلمت ذلك من الراحل الملك حسين وأعتقد أن هناك الكثير من المصالح المشتركة بيننا وعلينا العمل سوياً، وأقول أنه عندما توجد مصالح فلا حاجة لمحامين واتفاقيات، وإن لم تكن هناك مصالح، فالمحامون لن يساعدوا أبدا.

يرى بالمصالح المشتركة أساسا للعلاقات مع دول الخليج 1-2

وزير الدفاع الإسرائيلي السابق: قرار لبنان بيد خامنئي وليس نصرالله