إيلاف من لندن: بالتزامن مع التصريحات الروسية بأن اتفاق جنوب سوريا مع الأميركيين سوف يتم تنفيذ آلياته بعد الاتفاق على التفاصيل، رصد ناشطون تحركات مكثفة في الجنوب حيث شرعت موسكو ببناء قاعدة جديدة لها شمال درعا، بعد أيام على إنشائها أول قاعدة عسكرية في بلدة موثبين شمال&محافظة درعا.

وأكدت مصادر متطابقة أن قوات النظام أفرغت خلال الأيام الماضية كتيبة الإشارة 110 في مقر قيادة الفرقة التاسعة بمدينة الصنمين، وتم وضع كرفانات جاهزة داخل الكتيبة خصصت للقوات الروسية.

ومنذ الأسبوع الماضي، بدأت القوات الروسية بالتمركز داخلها، ووصلت قوات روسية جديدة وذاك بعد أقل من أسبوع على تمركز القوات الروسية في مدرسة السواقة التابعة للفرقة التاسعة في بلدة موثبين شمال درعا.

تواجد كثيف&

‎الى ذلك تواجد الجيش الروسي على حاجز قوات النظام في بلدة دير البخت شمال درعا، بدءًا من أمس السبت رغم ان هذا الحاجز من أهم الحواجز التي تفصل المناطق المحررة شمال درعا عن مواقع قوات النظام والميلشيات الموالية في شمال درعا.

‎وكان لافتاً أن يستولي الجيش الروسي على حاجز بلدة دير البخت الجنوبي، بحسب ناشطي الداخل، وأن يتم رفع العلم الروسي عليه، بعد أن كان الحاجز تحت سيطرة قوات النظام والفرقة التاسعة.

‎وشبهها السوريون بما يشبه عملية احلال كاملة، فهي المرة الأولى التي تنتشر قوات روسية على أحد الحواجز في محافظة درعا. ‎ولكنهم توقعوا السبب أن الحاجز على مقربة من القاعدة الروسية الجديدة في بلدة موثبين شمال درعا، ولذلك بدت مهمة&للقوات الروسية ميدانيًا.

‎وما قبل الانتشار الكامل تمت عملية إزالة الألغام من المنطقة من قبل قوات النظام وبإشراف ضباط روس، وقد تسبب انفجار أحد الألغام بمقتل عدد من قوات النظام وإصابة عناصر من الجيش الروسي، ويعتبر الناشطون أن من زرع الألغام هو حزب الله فور سيطرته العام 2015 على المنطقة.

وتمت ‎تحضيرات مماثلة متعددة في مدينة الصنمين وبلدة القنية لنشر القوات الروسية، وكل ذلك يأتي عقب اتفاق هدنة 9 يوليو&الماضي، والتي نصت على تثبيت الجبهات في محافظة درعا وإبعاد الميلشيات الموالية لإيران لمسافة تبلغ 50 كم عن المناطق الحدودية في المحافظة.

توسيع الهدنة لتشمل الغوطة&

وكانت روسيا والولايات المتحدة أعلنتا اتفاقاً لوقف النار في جنوب سوريا&تشارك في تطبيقه الأردن، ويشمل مناطق في أرياف القنيطرة والسويداء ودرعا. وأكد الطرفان أنهما يعملان على توسيع هذه التجربة وإعلان هدن مماثلة في بقية مناطق سوريا .

‎وما لبث بعد ذلك الا أن أعلن تيار الغد السوري في بيان ليل أمس، وتلقت "إيلاف" نسخة منه، إنه بالتنسيق مع حكومة جمهورية مصر العربية الشقيقة ووزارة الدفاع الروسية، وفي إطار المساعي من أجل حقن دماء السوريين وتحسين أوضاعهم الإنسانية، عمل أحمد الجربا رئيس التيار على إنجاز وساطة من أجل تحقيق وقف إطلاق نار كامل في منطقة الغوطة الشرقية بين النظام والمعارضة في سوريا.

‎وتم التوقيع على الاتفاق في القاهرة بتاريخ 20 يوليو 2017، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاثة أيام بحضور أطراف المعارضة السورية المسلحة المعتدلة في الغوطة الشرقية ومسؤولين من كل من الحكومتين المصرية والروسية.

‎ومما نص عليه الاتفاق توقف كامل للقتال وإطلاق النار من جميع الأطراف، وعدم دخول أي قوات عسكرية تابعة للنظام السوري أو قوات حليفة له إلى مناطق الغوطة الشرقية وفتح معبر لدخول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية وتنقل المواطنين بشكل طبيعي، على أن تقوم الشرطة العسكرية الروسية بالتمركز في نقاط مراقبة على مداخل الغوطة الشرقية الرئيسية من أجل مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار.

‎ودعا منذر آقبيق الناطق باسم التيار في تصريحات لوكالة نوفوستي كافة الأطراف الالتزام الكامل بهذه الاتفاق الذي من شأنه التخفيف من المآسي الإنسانية التي يعاني منها شعبنا منذ سنوات، كما قدم التيار جزيل الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأشقاء في الحكومة المصرية على رعايتهم الكريمة والبناءة للمفاوضات والاتفاق، وكذلك الأصدقاء في الحكومة الروسية ووزارة دفاعها على مشاركتهم المحورية والضامنة لهذا الاتفاق.

‎وتمنى تيار الغد أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار في هذه المنطقة الحساسة من سوريا إحدى الخطوات التي يجب أن تتبعها خطوات أخرى لتحقيق وقف القتال في كامل الأراضي السورية تمهيدًا لترسيخ السلام وإنجاز الحل السياسي المنشود بحسب بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

تنسيق التفاصيل&

‎وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق في توضيحات لما يجري داخل سوريا جنوباً، إن عملية تنسيق التفاصيل المتعلقة بآليات العمل في المنطقة قريبة من نهايتها.

‎وأكد "انتهاء العمل على تنسيق الأبعاد الرئيسية لآلية منطقة تخفيف التوتر جنوب&سوريا ووعد بانطلاق الآلية في أقرب وقت".

‎وقال أيضًا "إن المشاورات حول التفاصيل مستمرة، والحديث يتعلق بكيفية الرقابة على التزام الأطراف بنظام وقف النار بين الجيش السوري وقوات المعارضة المسلحة، من أجل ضمان الوصول الإنساني من دون أي عوائق والتنقل الحر للمدنيين الوافدين إلى المنطقة والخارجين منها".

‎وأشار الى ان الخبرة التي نكتسبها ونستخدمها لدى إقامة المنطقة الجنوبية لتخفيف التوتر تمثل أفضل تأكيد لقدرتها على تحقيق النتيجة عندما نهتم بتنفيذ مهمات محددة بدلاً من القيام بمناورات.

‎وبالتزامن مع كل ذلك أيضًا، أعلنت واشنطن إلغاء البرنامج السري لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية لتسليح المعارضة السورية.

‎فيما أضاف لافروف لدى سؤاله عّن التواجد الأميركي بشكل عام "لا أعارض على وجود قواعد أميركية في سوريا، شريطة سحب الأميركيين وجودهم غير الشرعي في الجمهورية العربية السورية، لأنهم جاؤوا غير مدعوين، وذلك ما يميزهم عنا".

‎وبشأن مستقبل الوجود الأجنبي العسكري في سوريا، أجاب أنه بعد هزيمة المجموعات الإرهابية في سوريا&والتوصل إلى اتفاق يلائم كافة المجموعات الإثنية والطائفية في البلاد، ستكون دمشق الجهة الوحيدة التي يمكنها اتخاذ القرار الشرعي حول وجود عسكريين أجانب وقواعد أجنبية.

و‎شدد لافروف على أنه ينطلق دائماً من تطابق الأهداف الاميركية الروسية في ما يخص تحقيق المهمات الرئيسية، التي تكمن في محاربة الإرهاب واجتثاث تنظيمي داعش وجبهة النصرة وأخواتهما في الأراضي السورية، إضافة إلى تنفيذ الاتفاقات حول التسوية السياسية على أساس القرار الدولي رقم 2254، الذي يسجل بوضوح أن السوريين وحدهم يمتلكون الحق في تقرير مصيرهم.