أفادت الأنباء الواردة من لبنان ببدء عملية تبادل الأسرى بين جماعة حزب الله اللبنانية ومسلحي "جبهة فتح الشام" - المعروفة سابقا باسم (النصرة) - في سوريا.

وأوردت وكالة الأنباء الرسمية في لبنان أن الصليب الأحمر اللبناني بدأ برعاية المدير العام للأمن العام بمبادلة المحتجزين في منطقة عرسال.

ويأتي هذا في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وهيئة تحرير الشام في منطقة جرود عرسال الحدودية بين لبنان وسوريا.

وتضمن الاتفاق بين الجانبين أيضا مغادرة مسلحي الجبهة من منطقة الحدود اللبنانية حول بلدة عرسال، مع أي مدنيين آخرين موجودين حاليا في مخيمات اللاجئين القريبة ويرغبون في المغادرة.

ويماثل الاتفاق اتفاقات أخرى تمت داخل سوريا، نقلت بناء عليها دمشق مسلحين ومدنيين إلى محافظة إدلب، ومناطق أخرى.

لبنان
BBC

وقد ساعدت عمليات الإجلاء تلك الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة عدة مناطق من معاقل المعارضة خلال العام الماضي.

وأدت جماعة حزب الله دورا كبيرا في قتال المسلحين إلى جانب القوات السورية خلال سنوات الحرب الست الماضية، بعد أن أرسلت مقاتلين لدعم الحكومة السورية.

وتمكن مقاتلو حزب الله الأسبوع الماضي من استعادة السيطرة على منطقة جرود عرسال الجبلية في هجوم مشترك مع الجيش السوري لطرد مسلحي الجبهة من آخر معقل لهم في المنطقة.

وكانت الجبهة تعد فرع تنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت علاقاتها مع التنظيم واختارت لنفسها مسارا آخر. وهي تقود الآن تحالف أحرار الشام الإسلامي في الحرب الدائرة في سوريا.

ولم يشارك الجيش اللبناني، الذي يتلقى دعما عسكريا كبيرا من الولايات المتحدة وبريطانيا، مشاركة فعالة في الهجوم، ولكنه أقام مواقع دفاعية حول عرسال.

ويتوقع أن تستهدف المرحلة التالية منطقة أخرى قريبة لا تزال تقع تحت سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وكانت جماعة حزب الله، المدعومة من إيران، قد أعلنت في 27 يوليو/ تموز وقف إطلاق النار على جميع جبهات في جرود عرسال عن الاستعداد لتسليم المناطق التي تسيطر عليها إلى الجيش اللبناني متى طلب منها ذلك.

وحقق مسلحو حزب الله تقدما سريعا منذ شن حملة عسكرية تركزت في ضواحي بلدة عرسال اللبنانية على عناصر جبهة فتح الشام.

وكشف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في خطاب له عن "مفاوضات جادة" بين المسؤولين اللبنانيين والجبهة بشأن انسحاب بقية عناصر التنظيم إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا.