اعتقلت السلطات الإسرائيلية الثلاثاء الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الإسلامية في إسرائيل بتهمة "التحريض على العنف".

وكانت السلطات الإسرائيلية قد أفرجت عن الشيخ صلاح في 17 يناير/كانون الثاني الماضي بعد اعتقال دام 9 أشهر ولكنها فرضت قيودا على حركته بما في ذلك المنع من السفر، والمنع من الدخول إلى القدس والمسجد الأقصى.

وأكد الشيخ صلاح في أكثر من مناسبة تمسكه بقيادة الحركة الإسلامية على الرغم من قرار الاحتلال بحظرها.

من هو الشيخ رائد صلاح؟

ولد رائد صلاح في قرية أم الفحم شمال إسرائيل عام 1958، وهو من مؤسسي الحركة الإسلامية الأوائل داخل إسرائيل في بداية السبعينيات.

عام 1989 خاض انتخابات رئاسة بلدية أم الفحم عن الحركة الإسلامية، ونجح فيها وأصبح رئيسا للبلدية وعمره 32 عاما ليفوز بنفس المنصب مجددا عامي 1993 و1997.

وانتخب صلاح عام 1996 رئيسا للحركة الإسلامية، ثم أعيد انتخابه عام 2001 وفي تلك الفترة تولى رئاسة مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية ورئاسة مؤسسة الإغاثة الإنسانية.

وكان قد أعرب عن رفضه لاتفاق أوسلو واعتبره ضربة ثقيلة للقدس والمسجد الأقصى، ويعطي فرصة أطول لتهويد القدس، وعلى مستوى الداخل الإسرائيلي رفض التدخل في الشؤون الدينية للمسلمين والمسيحيين من طرف الإسرائيليين.

الحركة الإسلامية

تعد الحركة الاسلامية في اسرائيل بقيادة الشيخ رائد صلاح من أقوى الحركات الفلسطينية داخل إسرائيل والتي تقود حملة للضغط على السلطات الاسرائيلية لوقف أعمال الحفر في محيط الحرم القدسي.

في المقابل تتهم السلطات الاسرائيلية الحركة الاسلامية بالتحريض وبإثارة الشغب وبتضليل الجمهور بل وتعتقل قادة الحركة بين الحين و الآخر على خلفية احتجاج الحركة على أعمال الحفر.

رائد صلاح
Reuters
دأب الفلسطينيون على الصلاة خارج الأقصى احتجاجا على الإجراءات الإسرائيلية

ومع غياب الحركات الاسلامية الفلسطينية كحماس و الجهاد الاسلامي في القدس بسبب التضييق الاسرائيلي فإن الحركة الإسلامية في إسرائيل المتمركزة في قرى وبلدات عربية في شمالي إسرائيل تقود المظاهرات والاحتجاجات لأن أعضاء الحركة يحملون الجنسية الاسرائيلية ويعيشون داخل إسرائيل.

والحركة تركز في نشاطاتها على حماية المساجد والمقابر الإسلامية في إسرائيل للحفاظ على الهوية الاسلامية .

و يرتدي رائد صلاح زيا اسلاميا تقليديا باستمرار وسجن أكثر من مرة حتى أنه اتهم بالانتماء لمنظمة القاعدة ولكن لم يثبت عليه ذلك.

ويقول رائد صلاح: "نحن لسنا هواة مظاهرات ولكن هناك جريمة لا تزال تنفذها المؤسسة الاسرائيلية وهي هدم جزء من المسجد الاقصى المبارك وبما أن الجريمة مستمرة فسنواصل فعاليتنا".

انقسام

والحركة الإسلامية انقسمت قبل سنوات ففرقة صلاح الشمالية تعارض الدخول إلى الكنيست أما الجنوبية فلها نواب منذ سنوات في الكنيست و ترى الفرقة الشمالية أن الديمقراطية الاسرائيلية لن تحافظ على الوجود العربي والإسلامي وبالرغم من الانقسام بسبب الرؤية السياسية إلا أن الفرقة الجنوبية تواصل دعمها المباشر لصلاح ورفاقه .

ويقول المحلل السياسي الاسرائيلي ايلي نيسان عن صلاح: "رائد صلاح منظم لأنه يستغل الجانب الديني وكذلك المشاعر التي تتعلق بالمسجد الاقصى وأي زعيم يستغل هذه المشاعر يستطيع أن يثير المشاعر ضد الدولة و الحكومة".

وفي 5 سبتمبر/أيلول عام 1999 وقع حادثا تفجير في مدينتي طبريا وحيفا حيث انفجرت سيارتان مفخختان، قيل إنه كان يقودهما أشخاص اتهمتهم الشرطة الإسرائيلية بالانتماء للحركة الإسلامية.

رائد صلاح
AFP
رائد صلاح يقول : "نحن لسنا هواة مظاهرات ولكن هناك جريمة لا تزال تنفذها المؤسسة الاسرائيلية وهي هدم جزء من المسجد الاقصى المبارك وبما أن الجريمة مستمرة فسنواصل فعاليتنا."

ومنذ ذلك الحين بدأت موجة من الإجراءات ضد الجناح الشمالي وتبع ذلك تقديم توصيات من جهاز الأمن العام "شاباك" والشرطة تبناها وزير الأمن الداخلي آنذاك شلومو بن عامي ضد الجناح الشمالي.

ومن بين هذه التوصيات التي لا زال معمولا بها حتى الآن، منع خطب الجمعة في المساجد، ومنع أيضا دخول زعيم الجناح الشمالي الشيخ رائد صلاح ونائبه الشيخ كمال الخطيب إلى قطاع غزة أو الضفة الغربية، كما يتم منعهما من الخروج من البلاد.

ويجرى فحص المصادر المالية التي تمول الحركة ومراقبة الأموال التي تدخل إلى المناطق الفلسطينية، ومنع المهرجانات والتجمعات الكبيرة للجناح الشمالي، إغلاق صحيفة "صوت الحق والحرية"، والمؤسسات التربوية التعليمية.

الحظر

وقد حظرت إسرائيل الجناح الشمالي في الحركة الإسلامية في نوفمبر/تشرين ثاني عام 2015 متهمة إياه بأنه أحد الجماعات التي تحرض على العنف الذي زادت وتيرته خلال الأسابيع الأخيرة. وأعلن بيان إسرائيلي حينئذ أن "أي شخص ينتمي إلى هذه الحركة، أو يقدم خدمات لها، أو يعمل في إطارها، بات يرتكب جريمة عقوبتها السجن".

وأضاف البيان أن "الجناح الشمالي للحركة الإسلامية يقوم منذ سنوات بحملة تحريض على العنف تحت شعار "الأقصى في خطر"، تتهم إسرائيل جزافا بأنها تريد التعرض للمسجد وانتهاك الوضع القائم".

ودأبت السلطات الإسرائيلية على سجن صلاح منذ عام 1981 لأسباب متعددة منها الارتباط بمنظمة محظورة، والتحريض على الشغب، والتعامل مع حماس، والتحريض على العنف في القدس، وإعاقة عمل الشرطة، والبصق على شرطي، كما أنه اعتقل لدى زيارته لبريطانيا عام 2011 حيث حاولت السلطات ترحيله.