طهران: أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني الجمعة أن بلاده تعتزم تعزيز قدراتها العسكرية والبالستية رغم انتقادات الولايات المتحدة وفرنسا. وتأتي تصريحاته في وقت استعرضت إيران صاروخًا جديدًا خلال عرض عسكري نظم في ذكرى اندلاع الحرب الإيرانية-العراقية عام 1980. 

وقال روحاني في خطاب نقله التلفزيون الرسمي، "شئتم أم أبيتم، سنعزز قدراتنا العسكرية الضرورية على صعيد الردع"، مؤكدًا "لن نطور صواريخنا فحسب، بل كذلك قواتنا الجوية والبرية والبحرية".

وأضاف: "لن نطلب إذناً من أحد من أجل الدفاع عن وطننا".

وتركزت انتقادات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة، على برنامج إيران البالستي المستمر. 

وتعتبر طهران أن الصواريخ مشروعة بشكل كامل بموجب بنود الاتفاق، إذ أنها غير مصممة لحمل رؤوس نووية. 

ولكن واشنطن التي تصر على أن طهران تنتهك روح الاتفاق، كون لدى صواريخها البالستية القدرة على حمل رأس نووي، فرضت عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية بسبب مواصلتها إطلاق الصواريخ وإجراء الاختبارات. 

 وأبدت فرنسا بعض التعاطف مع الموقف الأميركي، وأكد رئيسها ايمانويل ماكرون أن بالإمكان توسيع الاتفاق ليشمل حظر الاختبارات الصاروخية وإلغاء بند فيه يتيح لإيران معاودة بعض عمليات تخصيب اليورانيوم اعتبارًا من العام 2025. 

إلا أنه أصر كذلك على ضرورة عدم إلغاء الاتفاق الأساسي. 

استعراض صاروخ جديد

في هذه الأثناء، استعرضت إيران صاروخاً جديداً أطلقت عليه اسم "خرمشهر"، وهي مدينة واقعة في جنوب غرب البلاد، خلال عرض عسكري جرى في العاصمة. 

ونقلت وكالة "ارنا" الرسمية عن قائد القوات الجو فضائية في الحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زاده، ، قوله إن "لدى صاروخ خرمشهر مدى يبلغ 2000 كلم وبإمكانه حمل رؤوس حربية عدة". 

وتقول إيران إن جميع صواريخها مصممة لحمل رؤوس حربية تقليدية فقط، وأن مداها محدود لا يتجاوز 2000 كلم كأقصى حد، رغم أن قادة في الجيش يؤكدون توافر التكنولوجيا اللازمة لتجاوز ذلك.

وبذلك، تعد الصواريخ الإيرانية متوسطة المدى، أي أنها لا تزال كافية لبلوغ اسرائيل أو القواعد الأميركية في الخليج. 

ولكن روحاني ردد الجمعة أن "قوتنا العسكرية (...) ليست مصممة للتعدي على دول أخرى".

وحتى الآن، أفادت كل من هيئة الرقابة النووية التابعة للأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية أن طهران لا تزال ملتزمة ببنود الاتفاق. 

ولكن ترمب الذي وصف الاتفاق هذا الأسبوع بأنه "معيب" للولايات المتحدة، سيبلّغ الكونغرس في 15 اكتوبر، إن كان يعتقد بأن إيران تمتثل لبنوده. 

وفي حال وجد أنها لا تلتزم، وهو الأرجح، فسيفتح ذلك المجال أمام عقوبات أميركية جديدة بحق الجمهورية الإسلامية ولربما ينتهي الأمر إلى انهيار الاتفاق. وقال ترمب الأربعاء إنه اتخذ قراره ولكنه ليس جاهزًا للكشف عنه. 

وانتقدت واشنطن كذلك ما اعتبرت أنه فشل طهران في تلبية التوقعات بأن تلعب دورًا يحقق الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل أكبر. 

وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لصحافيين في الأمم المتحدة، "للأسف، منذ إقرار الاتفاق، رأينا كل شيء عدا منطقة أكثر سلاماً واستقراراً. وهذه قضية أساسية".

وأثار تدخل إيران بشكل كثيف في سوريا لصالح حكومة الرئيس بشار الأسد ودعمها المتمردين الشيعة في اليمن، الذين يسيطرون على صنعاء في تحدٍ للحكومة المدعومة من السعودية، مخاوف الولايات المتحدة. 

ولكن روحاني استبعد أي تغيير في سياسة بلاده في المنطقة قائلاً: "شئتم أم أبيتم، سندافع عن الشعوب المستضعفة في اليمن وفلسطين وسوريا".