الرباط: قال عبد الرحيم شيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح المغربية، الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية ، متزعم الائتلاف الحكومي بالبلاد، إن الحركة تتجه نحو تعميق المزيد من التمايز مع الحزب، نافيا أن تكون للأزمة التي يعيشها الحزب أي تأثير على الحركة.

وأضاف شيخي، في حوار أجرته معه "إيلاف المغرب" عشية انطلاق المؤتمر الوطني السادس للحركة، بالرباط، أنها تسعى نحو المزيد من ترسيخ "الطابع الدعوي والتربوي والإصلاحي، بعيدا عن ما هو سياسي حزبي وليس سياسي عام".

وشدد شيخي على أن "التوحيد والإصلاح" أدخلت مجموعة من التغييرات على ميثاقها، من ضمنها التخلي عن مفهوم "الخلافة الإسلامية" بمعناه التقليدي، كما أكد أن عبد الإله ابن كيران كغيره من أعضاء مجلس الشورى "يحق له تولي رئاسة الحركة إذا رشحه أعضاء الجمع العام".

وفي ما يلي نص الحوار:

@تعقدون الجمعة المؤتمر السادس لحركة التوحيد والإصلاح، ما هي رهاناتكم في المرحلة المقبلة؟

-على مستوى الرهانات، هذه مرحلة عادية لها بعض الخصوصيات. عادية لأنها تأتي في نهاية المراحل التي قطعها المخطط الاستراتيجي الذي بدأ سنة 2006 وسينتهي في سنة 2022، أي يناقش فيها ما هو عادي من مناقشة التقرير الأدبي والمالي للمرحلة ، ورسم توجهات المرحلة المقبلة، وانتخاب القيادة الجديدة كما دأبت على ذلك حركة التوحيد والإصلاح.&

وخصوصية المؤتمر تكمن في أنه سيشهد المصادقة على وثيقة الميثاق التي تمت مراجعتها، والتي تم إعدادها بعد 20 سنة مضت عليها، وهناك صيغة جديدة ستعرض على الجمع العام من أجل المصادقة عليها، وستشهد بعض التغييرات سواء في بنيتها أو في عدد من مضامينها.

@ما هي أهم هذه التغييرات؟

-أهمها، قسم جديد حول الخصائص المنهجية والتي كانت موضوع ندوة لمجلس شورى الحركة حاولت من خلالها الحركة أن ترصد ما يميز كسبها النظري والعملي ويميزها عن غيرها من مدارس العمل الإسلامي وهذا سيكون فصلا قائما بذاته.كما سيشهد الميثاق تعديلا كبيرا في القسم الأخير، الذي كنا نصطلح عليه بمجالات العمل، والذي ترد تحته كافة المجالات التي تشتغل فيها حركة التوحيد والإصلاح منذ بداية تأسيسها، واليوم أصبحنا نتحدث عن &مداخل الإصلاح، لأن حركة التوحيد والإصلاح تعرف نفسها بأنها حركة دعوية تربوية إصلاحية. تؤمن بأن مداخل الإصلاح متعددة ومتنوعة، منها ما هو دعوي -تربوي -تكويني -فكري، وأيضا ما هو سياسي ونقابي.

وعلى مستوى مجال اشتغالها، هي تشتغل وفق فلسفة التخصص وخاصية الرسالية، وتشتغل على مجالات عمل تعتبرها وظائفها الأساسية ومجال اشتغالها، وفي المجالات الأخرى لها نظرتها ولها رؤيتها للإصلاح فيها، وتتعاون فيها مع الفاعلين في تلك المجالات من أحزاب سياسية وهيئات نقابية وفاعلين مدنيين وغيرهم.

إذن ، أصبحنا نتحدث عن مداخل الإصلاح أكثر مما نتحدث عن مجالات العمل حتى نوضح الصورة أكثر لمختلف الفاعلين والناس الذين يريدون معرفة هوية هذه الحركة ومجالات اشتغالاتها.

@هل يمكن القول إن هناك توجها لدى الحركة في المستقبل نحو المزيد من المدنية؟

-هو توجه نحو المزيد من ترسيخ الطابع الدعوي والتربوي والإصلاحي، بعيدا عن ما هو سياسي و حزبي وليس سياسي عام.

@هل تخليتم عن مفهوم الخلافة الإسلامية في الميثاق الجديد؟&

-الآن، لن تجد عددا من الإشكالات الإصطلاحية التي كانت مثار نقاش ليس خارجي فقط، بل على المستوى الداخلي أيضا، وعبر الزمن طورت الحركة ونضجت رؤاها ونظرتها لعدد من المفاهيم، فمثلا مفهوم الخلافة، ستجد إشارات ليس للمصطلح، ولكن حديث المجال السياسي ، وكيف نتعاطى معه، في قضية إقامة الدين على مستوى الدولة، وهناك أمور أكثر تدقيقا بخصوص &بعض المصطلحات التي إما كانت بنت بيئتها في الماضي أو تجيب عن إشكالات تاريخية في الماضي، أو أصبحت بحكم التجربة والتاريخ تلتبس بها مجموعة من التمثلات السلبية.

فمثلا العمل الجماعي المنظم كان في مرحلة معينة مجالا للنقاش عند مجموعة من المدارس خصوصا السلفية منها، حول كون العمل الجماعي المنظم ليس شرعيا، فكنا نورد مصطلح &العمل الجماعي المنظم لندلل على شرعيته ومشروعيته، اليوم نتحدث عن مبدأ العمل المؤسساتي، وفيما يخص الطاعة والانضباط كمصطلحين كانت تعج بهما أدبيات العمل الإسلامي في الماضي، اليوم نتحدث في إطار تنظيم رسالي مدني عن الالتزام والمسؤولية، وقضية المخالطة الإيجابية، رغم أن المصطلح موجود في الحديث النبوي إلا أننا نتحدث اليوم عن المشاركة الإيجابية.&

@يعني مفهوم "الخلافة" لم يعد موجودا في الميثاق؟

-نعم، بذلك المعنى . والمفهوم القديم لم يعد موجودا.

@حليفكم السياسي حزب "العدالة والتنمية" يعيش أزمة داخلية منذ مدة، هل سيؤثر ذلك في مؤتمر "التوحيد والإصلاح"؟

-بالنسبة لنا في حركة التوحيد والإصلاح أصبح مجال التمايز واستقلالية الهيئتين على مستوى الخيارات واتخاذ القرارات أو اختيار المسؤولين ، متقدما ومعمقا بشكل كبير، وليس هناك أي أثر بالنسبة لي لحد الآن لما حدث في الحزب على مسار الحركة، لأن ما حدث داخل الحزب كان نقاشا بين أعضائه ، صحيح تأثر به بعض أعضاء الحركة عندما تم إقحام الحركة من دون موجب حق بأنها طرف في الموضوع، وهي لم تكن طرفا في ذلك، وما أثار اللبس هم بعض الأعضاء المشتركين بين الهيئتين من خلال تصريحاتهم.
وبالنسبة لنا ، ليس هناك أي تأثير، وطبعا هناك أخذ بعين الاعتبار للتحولات &التي تقع ، وللتطورات والاختلالات التي قد يقع فيها أعضاء الحركة وليس غيرهم، والتي نفكر دائما في الآليات والوسائل المناسبة كي يستمر أعضاء الحركة أينما حلوا وارتحلوا في اصطحاب الأبعاد الدعوية والتربوية والأخلاقية والإيمانية التي يدعو لها ديننا الحنيف ومبادئه وقيمه.

@هل نفهم من هذا أن الحركة ماضية في مسارها ومشروعها ، ولن تتأثر بأي أمور يمكن أن تحدث للحزب في المستقبل؟

-مسار الحركة واضح . فهي لم تتأثر بما جرى للحزب ، وإن كانت تستحضره وتهتم به، وفي المستقبل سيكون المزيد من تعميق هذا التمايز ، بحيث إذا كان الأثر في المستقبل يكون محدودا وغير مؤثر.

@هل تقصد بأن التوجه سائر نحو فك الارتباط النهائي مع الحزب في المستقبل كما يرى البعض؟&

-لا نتحدث عن فك الارتباط مع الحزب، ولكن نتحدث عن المزيد من تعميق التمايز وتعميق حالات التنافي أكثر في المرحلة الحالية. يمكن في المستقبل أن تتغير الأمور لأن المرحلة المقبلة ستشهد نقاشا حول المخطط الاستراتيجي الجديد . وبدأ اليوم نقاش حول حركة المستقبل ومستقبل الحركة، ويمكن أن يفضي هذا النقاش إلى توجهات تعمق هذا المسار وليس قضية فك الارتباط كما قلتم.

@هل ترى بأن عبد الإله ابن كيران يمكن أن يصبح رئيس حركة التوحيد والإصلاح ، كما سبق أن صرحت في السابق ؟

أنا أجبت على سؤال صحافي مفاده : هل يمكن أن يكون عبد الإله ابن كيران رئيسا لحركة التوحيد والإصلاح؟، فقلت إنه بحكم عضويته في مجلس الشورى وعضويته في الجمع العام (المؤتمر)، إذا رشحه الجمع العام آنذاك فإن التداول قد يفضي الى ذلك، أما هو فيبقى واحدا من المرشحين المحتملين إذا رشحه أعضاء الجمع العام.

@في المؤتمر السابق كان أحمد الريسوني ، المرشح الأقوى لنيل رئاسة الحركة قبل أن يتم اختياركم لهذه المسؤولية، هل تعتقد أن الوقت حان لعودته للقيادة مجددا؟

-الله أعلم. هذا موضوع مرتبط بالاختيار &العام للمرشحين فهو الذي يحدد، وأنا شخصيا لم أكن أتوقع اسمي ضمن المرشحين، وعندما يكون الترشيح يتم التداول في الأسماء ، ويسمع الجمع التوضيحات والاعتذارات التي يمكن أن تكون. ورغم ذلك، يبقى وضع الأستاذ الريسوني كباقي أعضاء الجمع العام ومن بينهم الرؤساء السابقون مثل الأستاذين ابن كيران والحمداوي وغيرهما.

@ما هي أبرز الهيئات والجماعات التي استدعيتموها لحضور المؤتمر؟

ركزنا في دعواتنا الخارجية على البعد الأفريقي بحكم عضويتنا في منتدى الوسطية بإفريقيا، وطبعا هناك الإخوة من فلسطين وغيرهم.&

@ما سر التركيز على الجماعات الإسلامية لدول أفريقيا؟

لدينا تقارب كبير مع هذه الجماعات الوسطية المعتدلة وتجمعنا مع بعضهم اتفاقيات تعاون وشراكة، إضافة إلى الفضاء المشترك الذي نعيش فيه والاختيارات.