بيروت: بعد قمة هلسنكي بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين تم التوافق على حل موضوع اللاجئين السوريين بمبادرة روسية، ما مدى أهمية هذه المبادرة اليوم وهل تنجح حيث فشلت مبادرات أخرى؟

يؤكد الكاتب والإعلامي عادل مالك في حديثه لأ "إيلاف" أنه ليس متوافرًا حتى الساعة الكثير من التفاصيل حول قمة هلسنكي لكن في ما يتعلق بالحالة السورية، يبدو أن تفاهمًا عريضًا قد تم بين الرئيسين، ويلاحظ ذلك بعد الذي أعقب قمة هلسنكي، من حيث الدفع بعملية إعادة اللاجئين السوريين من لبنان والأردن وفي كل الأمكنة، &بأنها كانت مبادرة مهمة بالنسبة للوضع العام في لبنان، وعلينا أن نشير إلى أنه في الوضع الحالي، رئيس الجمهورية ميشال عون كان مبادرًا في التشجيع على عودة النازحين السوريين إلى بلادهم في المناطق التي انتهت فيها اشتباكات الحرب في سوريا، وهذا التفاهم لديه أهمية كبيرة من حيث أنه اسفر على عملية إعادة النازحين السورين، وأعطى غطاءًا دوليًا لرعاية هذه العملية، لكن يبقى الوضع غامضًا بالنسبة للظروف التي تحيط بإعادة النازحين إلى بلادهم.&

ويعتبر مالك أنه على لبنان ان يرحب من حيث المبدأ بالمبادرة الروسية، كي تعطي قوة دفع جديدة لإعادتهم إلى بلادهم، في حين أن هنالك بعض التساؤلات التي ترافق هذه العملية، ومنها، مثلا أنه عندما يعطي لبنان لائحة من السوريين الراغبين بالعودة الى سوريا، الأمور تأخذ بعض الوقت، وبعض الأحيان يتطلب الأمر أكثر من 4 أشهر، وفي بعض الأحيان، مع الموافقة على بعض الأسماء للعودة، تبقى أسماء أخرى قد تكون أغفلت، الأمر الذي يطرح علامة استفهام كبيرة ما هو مصير هؤلاء الذين اغقلت أسماؤهم، ولم يتم الموافقة على عودتهم إلى بلادهم، وهذا الأمر يخيف بعض الأوساط في لبنان، من حيث العودة الى الحديث عن توطين النازحين السوريين أو بعضهم على الأقل، وهذا قد يشكل موضوعًا إشكاليًا لمعظم الفرقاء في لبنان.

ويتابع مالك، إلى جانب ذلك هناك علاقة جديدة نشأت أو يمكن أن تنشأ بين لبنان وسوريا، هذا موضوع إشكالي كبير، وبالأمس قال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري كلامًا بالغ القوة والحزم، إذ قال أنه لا يمكن أن يعترف أو يقوم باتصال مع النظام في سوريا، وإذا تم الإصرار عليه في هذا الخصوص من الطرف الآخر "أبحثوا حينها عن رئيس حكومة جديد."

ويبقى هذا الكلام لافتًا ويلقي الضوء على الزمن الآتي الذي يتعلق بالنازحين السوريين في لبنان، حيث تتحول إعادتهم حينها إلى مشكلة كبيرة.

عملية صعبة

ولدى سؤاله بمعنى أنه حتى مع المبادرة الروسية عملية إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم ستكون صعبة؟ يجيب مالك بالطبع عملية إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم ليست سهلة على الإطلاق، إنما يهم لبنان أن يبعد عن نفسه إمكانية إحتمال مخطط دولي ترعاه الأمم المتحدة لتكريس تواجد النازحين في لبنان، وهي قضية إشكالية ستطرح نفسها في القريب العاجل، سواء تألفت الحكومة بين ساعة أو أخرى &أو مع عدم تأليف الحكومة ستظهر إشكالات معروف بعضها لكنها تتعلق بأي معيار يجب اعتماده في تأليف الحكومة اللبنانية المقبلة.

ويشير مالك إلى أنه من حيث المبدأ خرج المجتمع الدولي بشخص ترمب وبوتين ورقة عودة النازحين إلى أحضان دولية، الأمر الذي كان يمني نفسه فيه الرئيسين بنوع من وضع اليد على هذه العملية.

وهذه القضية تعطي حيزًا سياسيًا الى السلطات الروسية، واطلق على هذا التحرك المتعلق بالنازحين بأنه اتفاق في صلب العلاقات الأميركية والروسية في الوقت عينه، وعلينا انتظار بعض الوقت لنشهد كيفية إعادة النازحين وما هو الأمر الذي يوافق عليه النظام في سوريا لعودة النازحين، وهذه قضية قد تأخذ وقتًا طويلاً لا يخلو من التعقيد، وما للأمر من انعكاسات على الداخل اللبناني.