الريحانية: تواصل القصف المدفعي الجمعة على مدينة عفرين التي يسيطر عليها الاكراد في شمال سوريا، في حين يبدو الهجوم التركي على هذه المدينة وشيكا مع زيادة التعزيزات العسكرية التركية على الحدود بين البلدين.

وما زاد من حدة التوتر في المنطقة اتهام قوات سوريا الديموقراطية باكثريتها الكردية بقصف مستشفى للامراض العقلية في مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي. وتقع اعزاز تحت سيطرة فصائل سورية معارضة تدعمها تركيا.

وكانت الولايات المتحدة اعلنت الاحد الماضي عزمها تشكيل قوة جديدة في شمال سوريا من نحو ثلاثين الف مقاتل، نصفهم من المقاتلين الاكراد السوريين في وحدات حماية الشعب الكردية الذين تعتبرهم انقرة "ارهابيين".

وقال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي في مقابلة مع تلفزيون "الخبر" ان "هذه العملية ستنفذ (...) سيتم القضاء على الشبكات والعناصر الارهابية في شمال سوريا. ليس هناك من حل آخر".

وارسلت انقرة في الايام الماضية الى المنطقة الحدودية قوافل مدرعات وقطع مدفعية.

- هجوم "الامر الواقع"-
وامام تزايد التهديدات التركية حاولت الولايات المتحدة تهدئة انقرة. واعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان التحالف لا ينوي انشاء "جيش" كردي، في حين قال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون ان الشرح الذي صاحب فكرة انشاء هذه القوة كان "سيئا".

الا ان هذه التطمينات الاميركية لم تقنع المسؤولين الاتراك.

فقد اكد وزير الدفاع التركي ان "العملية بدأت بحكم الامر الواقع" في اشارة الى القصف المدفعي التركي المتواصل منذ ايام.

وتكثف القصف المدفعي الجمعة حيث اعلنت جريدة حرييت ان الجيش التركي اطلق 40 قذيفة خلال النهار على منطقة عفرين.

ومع ان اي موعد لم يحدد لبدء الهجوم التركي، فان مراسلي فرانس برس شاهدوا عصر الجمعة قافلة من نحو ثلاثين حافلة تقل عناصر بلباس عسكري في محافظة هاتاي متجهة الى الحدود السورية.

وقبل الظهر عبرت نحو عشرين حافلة تقل مقاتلين سوريين الحدود من تركيا متوجهة الى مدينة اعزاز السورية الواقعة على بعد 20 كلم شمال شرق عفرين، حسبما نقلت وسائل اعلام عدة.

وتسعى تركيا للاعتماد على فصائل سورية دربها الجيش التركي لشن الهجوم البري، كما حصل عندما توغلت داخل الاراضي السورية عام 2016.

وفي اعزاز، التي تسيطر عليها فصائل سورية موالية لانقرة، اصيب 14 شخصا بجروح مساء الخميس نتيجة قصف بالهاون استهدف مستشفى للامراض العقلية في هذه المدينة. واتهمت هذه الفصائل قوات سوريا الديموقراطية بالقصف، الامر الذي نفته بشدة.

وتظاهر مئات الاشخاص الجمعة في اعزاز حاملين صور اردوغان والاعلام التركية تعبيرا عن دعمهم لاي هجوم تركي محتمل، وفقا لمراسل فرانس برس.

وبموازاة الوضع الميداني المتوتر، اوفدت الحكومة التركية الخميس قائد جيشها ورئيس جهاز استخباراتها الى موسكو للحصول على موافقة روسيا على العملية العسكرية التركية المرتقبة.

يشار الى ان روسيا تنشر قوة مراقبة في عفرين.