بعد أن حصلت 19 جامعة&مصرية على مراكز متقدمة ضمن تصنيف التايمز البريطاني "Times Higher Education"، من بين أفضل 1200 جامعة دخلت التصنيف، وضعت الحكومة خطة جديدة للارتقاء بالبحث العلمي، وربطه بالتنمية واحتياجات المجتمع المصري.

ارتفع عدد الجامعات المصرية بأكثر من 100%، في تصنيف التايمز البريطاني للجامعات، وحصلت 19 جامعة على مراكز متقدمة في التصنيف الدولي، بعد أن كان الرقم 9 جامعات فقط العام الماضي 2017. وجاءت الجامعات المصرية كالتالي: "الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبنها، وبني سويف، وكفر الشيخ، والمنصورة، وقناة السويس" في المرتبة من 601 – 800، وجاءت جامعات "الإسكندرية، والقاهرة، والفيوم، وسوهاج، وطنطا" في المرتبة من 801 – 1000، بينما جاءت جامعات "عين شمس، والأزهر، وأسيوط، وحلوان، والمنوفية، والمنيا، وجنوب الوادي، والزقازيق" في المرتبة من 1001 - 1200.

واعتبر الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي أن فوز الجامعات المصرية ضمن هذا التصنيف الدولي، يأتي تأكيدًا لـ"التكليفات المستمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي بالارتقاء بموقع الجامعات المصرية في التصنيف الدولي للجامعات، وما تحقق هو نتيجة تنفيذ هذه التكليفات"، مشيرًا إلى أن "هذا النجاح للجامعات المصرية في التصنيف الدولي يرجع إلى إصرار منظومة التعليم الجامعي في مصر على تنفيذ هذه التكليفات والارتقاء بموقع الجامعات المصرية في التصنيف الدولي للجامعات، ضمن خطة الدولة للتنمية المستدامة "2030.

ووفق&رئيس جامعة القاهرة، الدكتور محمد عثمان الخشت، فإن الجامعات المصرية حققت تقدمًا ملحوظًا في التصنيفات العالمية في العام الحالي، مشيرًا إلى أن جامعة القاهرة في مقدمة تلك الجامعات.

وأضاف أن دخول جامعة القاهرة وعدد من الجامعات المصرية التصنيفات الدولية، ومنها تصنيف "تايمز" البريطاني يؤكد على أن الدولة تولي اهتمامًا واضحًا بالبحث العلمي، وتسعى إلى الإرتقاء به.

وأشار إلى أن التصنيفات الدولية تعتمد على عدة معايير موضوعية، تتمثل في، حجم الأبحاث العلمية التي ينشرها أعضاء هيئات التدريس في الموسوعات والدوريات العلمية المعتمدة دوليًا، في مختلف الجامعات حول العالم.

وأفاد أنه من ضمن المعايير أيضًا، قياس جودة الأداء أثناء المحاضرات والدروس، ومستوى الخريجين بمختلف الجامعات، ومدى ارتباط الأبحاث بالصناعة وسوق العمل، ومساهمتها في التنمية المستدامة.

&وقال إن جامعة القاهرة تصدرت الجامعات المصرية في مختلف التصنيفات الدولية، مشيرا إلى أنها حصلت على المركز الأول في تصنيف "كيو إس" الدولي.

ولفت إلى أن كلية الطب القاهرة تفوقت على جميع نظيراتها في الشرق الأوسط وحصدت المركز 251، بينما حلت كلية الهندسة في المركز رقم 231 عالميًّا، وجاءت كلية الصيدلة بالمركز 101 من إجمالي 150 على مستوى العالم.

وأوضح أن جامعة القاهرة تحتل موقع الصدارة في بين الجامعات المصرية في التصنيف الإسباني وتصنيف "ليدن" الهولندي، والتصنيف الأميركي "US news"، مشيرًا إل أنها الجامعة المصرية الوحيدة ضمن أفضل 500 جامعة عالمية في تصنيف شنغهاي 2018.

وذكر أن تصنيف شنغهاي يعتبر أقوى التصنيفات العالمية ويعتمد على معايير موضوعية يمكن قياسها، وتلك المعايير تتضمن حجم ونوعية البحوث العلمية المنشورة لأعضاء هيئة التدريس في الدوريات والموسوعات العلمية الدولية، إلى جانب جودة هيئة التدريس، ومستوى الأداء الأكاديمي، ومستوى الخريجين. وينشر أغسطس من كل عام.

وأضاف أن الجامعة تُولي اهتمامًا كبيرًا بالباحثين والنشر الدولي من خلال زيادة ميزانية البحوث بشكل دوري، موضحًا أن تحسين ترتيب الجامعة بالتصنيفات الدولية جزء أصيل من استراتيجة الجامعة نحو التحول لجامعات الجيل الثالث، مشيرًا إلى أن الجامعة تقدم الدعم الكامل لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم الذين يقومون بنشر أبحاثهم في مجلات علمية دولية وتحفزهم لزيادة جهود النشر الدولي باسم الجامعة في الدوريات المصنفة دوليًّا ذات معامل التأثير.

وقال رئيس جامعة سوهاج، أحمد عزيز، &إن الجامعة حصلت على المركز السابع ضمن 19 جامعة مصرية حلت في التصنيف العالمي لـ"التايمز"، مشيرًا إلى أنها في المرتبة ما بين 801 و1000 ضمن أفضل 1200 جامعة على مستوى العالم، من بين 25 ألف جامعة.

وأضاف لـ"إيلاف" أن جامعة سوهاج حصلت على هذا التصنيف بسبب تميزها في مجموعة من المعايير أو التقييمات العلمية، ومنها ارتفاع نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى نسبة لطلاب ووصولها إلى المعايير القياسية، بالإضافة إلى زيادة دخل الجامعة من الأبحاث التي تم تنفيذها بالجامعة وخدمت قطاع الصناعة في مصر، لافتًا إلى أن الجامعة حققت نحو 5 ملايين جنيه من الأبحاث التي تحولت إلى مشروعات صناعية.

ولفت إلى أن الجامعة دخلت ضمن التصنيف الدولي، بسبب تحقيق الريادة في مجتمع الأعمال التكنولوجية، مشيرًا إلى أنها أول جامعة لديها نادي ريادة الأعمال التكنولوجية يضم 120 طالبًا، منوهًا بأن الجامعة لديها 6 طلاب حصلوا على براءات اختراع ومجموعة أخرى سجلت للحصول على براءات اختراع في هذا المجال.

وقال إن من ضمن المعايير التي ساهمت في فوز الجامعة بالتصنيف الدولي، هو ارتفاع معدلات النشر العلمي، مشيرًا إلى أن تطوير الموقع الإلكتروني للجامعة وزيادة حجم البيانات المتاحة عليه، وزيادة عدد الزوار له.

وأوضح أن الجامعة قدمت مجموعة من الأبحاث المهمة التي أفادت الصناعة المصرية، ومنها بحث لتطوير أنظمة التكييف الصحراوي، ليعمل بدون مياه، بالإضافة إلى مجموعة بحوث في النباتات الطبية والعطرية، منوهًا بأن هناك بحثا مهما استفادت به المصانع في تحويل المخالفات إلى أخشاب، فضلًا عن أبحاث في علاج الأمراض المتوطنة، وأبحاث في الهندسة الوراثية، وأبحاث عن معالجة مياه الصرف الصحي.

ورسم رئيس جامعة سوهاج خارطة لتطوير البحث العلمي في مصر، من أجل ارتقاء الجامعات في التصنيفات الدولية، وقال إنه يجب أن يتم ربط البحث العلمي بالصناعة، وأن تكون الأبحاث العلمية موجهة نحو حل المشاكل التنموية الصناعية، وأن تكون مساهمة في خدمة المجتمع.

وشدد على ضرورة أن تتحول الجامعات إلى العمل بنظام الأبحاث العلمية التطبيقية، التي تخدم المشروعات التنموية، مشيرًا إلى أن هذا ما ينادي به الرئيس عبد الفتاح السيسي دائمًا، وخاصة في مجالات الزراعة والطاقة والمياه، ومنها استغلال الطاقة الشمسية وتحويلها إلى طاقة كهربائية، وتحيله مياه البحر، لتكون صالحة للشرب والري، واستخدام النانو التكنولوجي في الصناعة وعلاج الأمراض.

ودعا عزيز إلى ضرورة التوسع في التواصل مع المدارس الأوروبية في البحث العلمي والاستفادة من خبراتها وتجاربها، وعقد شراكات معها.

وقال &رئيس جامعة بني سويف، الدكتور منصور حسن، إن الجامعة حصلت على تصنيفين، الأول الترتيب 601 – 800 عالميًا ضمن 1200 جامعة، والآخر هو الترتيب 101- 150 عالميًا ضمن الجامعات الشابة.

وأضاف أن فوز 19 جامعة مصرية ضمن تصنيف "التايمز" الدولي يؤكد أن الاستراتيجية التي تبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي، للارتقاء بالبحث العلمي في مصر، صحيحة ودقيقة، مشيرًا إلى أن الرئيس دعا إلى ضرورة ربط البحث العلمي بالتنمية، وتطوير مختلف القطاعات سواء الزراعية أو الصناعية.

ولفت إلى أن التصنيفات الدولية، وخاصة تصنيف "تايمز" تعتمد بشكل أساسي على معايير موضوعية، ومنها حجم النشر العلمي في الدوريات والمجلات الدولية المعترف بها، ومدى مساهمة الأبحاث في الارتقاء بالمجتمع، وعدد الاستشهادات بالأبحاث على المستوى الدولي، مشيرًا إلى أن فوز الجامعة في هذا التصنيف يؤكد أنها قدمت أبحاثا علمية متميزة على المستوى الدولي، وأنها حققت جميع المعايير أو القياسات الموضوعية المتعارف عليها دوليًا.

وقال الدكتور خالد سمير، المدرس بجامعة القاهرة، إن الجامعات المصرية موجودة بالتصنيفات الدولية دائًما، مشيرًا إلى أن عددها زاد هذا العام في تصنيف التايمز الدولي، إلى أكثر من الضعف، فبعد أن كان 9 جامعات العام الماضي بلغ العدد هذا العام 19 جامعة.

وأضاف لـ"إيلاف" أن زيادة عدد الجامعات المصرية في التصنيف الدولي "تايمز" تؤشر على أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بالبحث العلمي، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كثيرًا ما يؤكد على أهمية الارتقاء بالبحث العلمي وأن يسهم في خدمة المجتمع وأن يشارك في التنمية التي تسعى الدولة إلى تحقيقها في مختلف المجالات.

ولفت إلى أن ربط الأبحاث العلمية بسوق العمل، والتنمية، يسهم في تحقيق عدة أهداف، منها توفير تمويلات ذاتية للجامعات، وعدم الاعتماد بشكل كلي على الميزانية المقدمة من خزانة الدولة، بالإضافة إلى الارتقاء بالصناعة، والزراعة ومختلف المجالات، وخلق فرص عمل للشباب، وزيادة دخول أعضاء هيئات التدريس.

ودعا إلى ضرورة الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في البحث العلمي، ومنها دول اليابان وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى دول أوروبا وأميركا، في هذا المجال، حيث تخدم الأبحاث العلمية المجالات التنموية لهذه الدول، وساهمت في صناعة نهضتها.