واشنطن: لطالما قارن الزملاء الجمهوريون لرئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب ديفين نيونس مع المفتش الشهير كلوزو في الروايات البوليسية الفرنسية، والذي كان وراء آخر فضيحة سياسية في واشنطن.

ولانه يتمتع بموقع نافذ في اللجنة، ساهم حليف الرئيس دونالد ترمب الثابت في صياغة وثيقة تفصّل ما وصفه عدد من الجمهوريين بانه استغلال للنفوذ من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) ووزارة العدل بعد اتهامهما بالتنصت على اتصالات عضو في فريق حملة ترمب للانتخابات الرئاسية.

ومبادرة نيونس (44 عاما) تعيد هذه الشخصية الى الواجهة بعد أن كان وسط جدل في آذار/مارس الماضي. وفي حينها اتهم باستخدام نفوذه كرئيس لجنة يمكنه الاطلاع على المعلومات الحساسة في عالم الاستخبارات للدفاع عن ترمب الذي اكد ان باراك اوباما أمر بالتنصت على فريقه خلال حملة الانتخابات الرئاسية.

وكان ديموقراطيون انتقدوه بشدة وكذلك بعض الجمهوريين. وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام ساخرا "وضع نفسه في مأزق من خلال اطلاق تحقيق كالمفتش كلوزو".

ونيونس الاب لثلاثة اولاد لم يكن ينتمي دائما الى كتلة ترمب في الحزب الجمهوري. فقد انتخب في 2002 في مقاطعة من جنوب كاليفورنيا لكنه لم يبرز سوى في العام 2013 عندما تم مكافأته لقدرته على جمع الاموال لصالح الحزب الجمهوري بحصوله على منصب رفيع في لجنة الاستخبارات.

ودان في حينها تعنت زملائه في حزب الشاي.

وفي نهاية 2014 عين رئيسا للجنة الاستخبارات التي بحسب التقليد الاميركي تهيمن عليها اجواء زمالة اكثر من الحزبية بين الغالبية والمعارضة خلافا لباقي الكونغرس.

لكن كل الامور تغيرت في 2016 مع انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة. وانضم نيونس الى الفريق الرئاسي الانتقالي وعندما خضعت لجنته لضغوط لفتح تحقيق حول تآمر محتمل بين فريق ترمب وروسيا رفض في بداية الامر لكنه قبل لاحقا ذلك. وما حصل في مارس 2017 سجل قطيعته مع الديموقراطيين في لجنة الاستخبارات واضطر الى فتح التحقيق المتعلق بتورط روسيا.

لكنه لا يزال يصر على حيادية مكتب التحقيقات الفدرالي المفترضة في التعامل مع ملف دونالد ترمب.

وهذا الاسبوع قال العضو الديموقراطي في اللجنة مايك كويغلي "لطالما قلت ان رئيس لجنة الاستخبارات نيونس عميل للبيت الابيض بدلا من ان يكون محققا مستقلا".

الا ان المدافعين عن الرئيس الاميركي ال45 يعتبرون نيونس بطلا.

وقال الجمهوري مات غايتز لصحيفة "نيويورك تايمز" ان نشر مضمون الوثيقة "سيعيد له الاعتبار".