نصر المجالي: أعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تخدم رؤيتنا لبريطانيا العالمية هي أننا بلد منفتح على الخارج ونعزز علاقاتنا في أنحاء العالم وندافع عن قيمنا، ولسنا منطوين على أنفسنا رافضين للتواصل مع الآخرين. 

وأكدت ماي أن زيارة ولي العهد هي فرصة لفعل ذلك تحديداً لما هو في مصلحة شعبنا والشعب السعودي، كما إن علاقاتنا المتينة مع السعودية تتيح لنا الحديث بصراحة وبشكل بناء حول مواضيع تثير القلق لدى بلدينا، كأمن المنطقة والصراع في اليمن.

وستتحادث رئيسة الحكومة وعدد من الوزراء في الحكومة البريطانية مع ولي العهد السعودي الذي ينتظر أن تستقبله الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكينغاهم وسط اهتمام كبير. 

أكثر أمناً

وفي تصريحات نشرها موقع وزارة الخارجية، قالت رئيسة الوزراء البريطانية قبيل الزيارة التي تبدأ يوم 7 مارس الحالي، إن الشراكة بين المملكة المتحدة والسعودية تساعد بالفعل في جعل كلا بلدينا أكثر أمانًا من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية التي أنقذت حياة مواطنين بريطانيين.

وأضافت: وأكثر ازدهارًا من خلال توفير آلاف فرص العمل في المملكة المتحدة وفتح فرص هائلة للشركات البريطانية في السعودية. وزيارة ولي العهد سوف تؤسس منصة لتعزيز هذه العلاقات.

مرحلة تغيير

وأشارت ماي إلى أن السعودية تمر الآن في مرحلة من التغيير. فقد شهدنا قرارات صدرت مؤخرا للسماح للنساء بقيادة السيارات اعتبارا من يونيو من العام الحالي، وهدف أن تمثل المرأة السعودية ثلث نسبة القوى العاملة في المملكة بحلول 2030، والتوجه نحو تطوير قطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية والترفيه والسياحة. وهذه جميعها قطاعات تعتبر المملكة المتحدة رائدة عالميا فيها، وتتوفر فيها فرص جديدة للتعاون ما بين بلدينا.

مصالح بريطانيا

وقال بيان على موقع وزارة الخارجية إن زيارة الأمير محمد بن سلمان تبنى على أسس زيارة رئيسة الوزراء إلى السعودية في الخريف الماضي، وهي إيذان ببدء حقبة جديدة من العلاقات الثنائية التي تركز على شراكة تحقق فوائد واسعة النطاق لكل من المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية. كما سنعزز التعاون في ما بيننا لمواجهة تحديات دولية كالإرهاب والتطرف، والصراع والأزمة الإنسانية في اليمن، وغير ذلك من قضايا المنطقة مثل العراق وسوريا.

وأشار الموقع إلى أن هذه أول زيارة يقوم بها ولي العهد إلى المملكة المتحدة منذ مبايعته في شهر يونيو 2017، ومنذ مضيّ السعودية في برنامج كبير للإصلاح المحلي الذي يشمل رفع الحظر على قيادة النساء للسيارات اعتبارًا من شهر يونيو من العام الحالي، والسماح لهن بحضور فعاليات رياضية كبيرة، والسماح بفتح دور السينما في المملكة.

رؤية 2030

ونوه إلى أن السعودية طرحت خارطة طريق - متمثلة بالرؤية 2030 - لتحفيز اقتصاد المملكة وفتحه على مدى الـ 15 سنة القادمة، وذلك سيوفر فرصًا للشركات البريطانية للمساعدة في تحقيق الرؤية في مجالات كالتعليم والترفيه والرعاية الصحية، حيث لدى الشركات البريطانية خبرة عالمية المستوى بهذه المجالات.

وتشمل خارطة الطريق هذه خططًا لأن تصبح السعودية مركزًا عالميًا للاستثمار لديه اقتصاد أكثر تنوعًا، وهذه الزيارة تتيح فرصة لبحث السبل التي تمكن للمملكة، بالعمل مع حي المال في مدينة لندن، من تحقيق هذا الهدف، وتنمية استثماراتها هنا في المملكة المتحدة في قطاعات مثل البنية التحتية.