الترحيب الدولي باتفاق تطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل عارم، والكل يعتبره خطوة إلى الأمام نحو استقرار دائم في منطقة الشرق الأوسط. وحدها إيران والسلطة الفلسطينية وحماس ترفض هذا الاتفاق.

إيلاف من بيروت: توالت الردود على الإعلان الأميركي عن اتفاق بين البحرين وإسرائيل، وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ"الإنجاز التاريخي". فترمب غرد على حسابه الرسمي عبر تويتر: "إنجاز تاريخي آخر اليوم.. صديقانا العظيمان إسرائيل ومملكة البحرين يتفقان على اتفاق سلام. ثاني دولة عربية تصنع السلام مع إسرائيل في 30 يومًا"، مؤكدًا أن البحرين ستنضم الثلاثاء للتوقيع على معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل التي تعد خرقًا وتحولًا تاريخيًا إقليميًا... "وهذا ما كنا نطمح إليه"، معتبرًا أن المستقبل مليء بالأمل ولا يجب أن تقرره الخلافات السابقة.

إجراء سيادي
في البحرين، أكد الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وزير الداخلية البحريني، السبت أن إعلان تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وإسرائيل "يعد إجراء سياديًا ويمثل موقفًا شجاعًا يعكس حكمة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد ورؤيته الثاقبة"، مؤكدًا أن المعاهدة ستنعكس على خدمة المصالح العليا لمملكة البحرين، داخليًا وخارجيًا وتساهم في تعزيز الأمن والاستقرار ونشر مظاهر النماء والازدهار.

وأوضح أن البحرين تبقى وطن السلام والأمان ومهد التعايش والانفتاح على الآخر وهو نهج أصيل وممتد في إطار عهد الولاء والانتماء والروح الوطنية الأصيلة.

وقال وزير الإعلام البحريني على الرميحي: "كافة السوابق التاريخية تؤكد أن جميع مبادرات مملكة البحرين وقراراتها كانت دائمًا تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، وحماية مقدراته، ولا يمكن أحد المزايدة على المملكة في هذا الشأن"، موضخًا أن إعلان البحرين تأييد السلام مع إسرائيل يمثل "إحدى الجهود الدولية للمملكة لنشر ثقافة السلام والتعايش السلمي في العالم".

شرق أوسط جديد

قال جاريد كوشنير، مستشار الرئيس الأميركي، إن الاتفاق سريع جدا.. "فالمنطقة تستجيب بشكل إيجابي للغاية لاتفاق الإمارات وإسرائيل، ونأمل أن تكون علامة على أن المزيد سيأتي".

قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، إن في الذكري الـ19 لأحداث 11 سبتمبر 2001 نبدأ عهدًا جديدًا للسلام بإعلان البحرين إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مؤكدًا أن خطوة إقامة علاقات دبلوماسية بين دول عربية وإسرائيل دفعة لـ "شرق أوسط جديد".

ووجه بومبيو الشكر إلى عاهل البحرين ورئيس الوزراء الإسرائيلي "لتحليهما بالشجاعة كي يغيرا مصير الأمم".

أكد السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام أن هذا الاتفاق يضع الشرق الأوسط على مسار جديد من التعاون والتكامل الاقتصادي.

أشادت المملكة المتحدة بإعلان السلام، ورحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بإقامة علاقات دبلوماسية بين البحرين وإسرائيل، متمنيا أن يتبع هذا الاتفاق بلدان عربية أخرى لتوقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل. وقال جونسون عبر حسابه الرسمي على تويتر "قرار البحرين وإسرائيل بإقامة العلاقات بين البلدين هو نبأ مرحب به للغاية وآمل أن يتبعه الآخرون للمساعدة في تأمين شرق أوسط أكثر سلما".

قال وزير الخارجية البريطاني دومنيك راب، إن بلاده ترحب باتفاق السلام بين البحرين وإسرائيل، "وبريطانيا تتمنى أن تخطو مزيد من الدول خطوات مماثلة من أجل التقدم بعملية السلام في الشرق الأوسط".

تعزيز أسس الاستقرار

أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين خطوة هامة نحو السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وفي بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية الألمانية، أعرب الوزير عن سروره بهذا الاتفاق بين البلدين وعن ثقته بأنه سيعطي دفعة جديدة لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأكد أن بلاده والاتحاد الأوروبي ككل يدعمان هدف التوصل إلى حل الدولتين كأساس للسلام العادل والشامل، وأن الجهود ستتواصل من أجل تحقيق ذلك.

وأعلنت وزارة الخارجية الكندية عن ترحيبها بمعاهدة السلام، وأكدت في تغريدة على حسابها الرسمي على موقع تويتر، على أن هذه خطوة إيجابية وهامة نحو تعزيز أسس الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.

أثر إيجابي

    ورحبت الإمارات بقرار البحرين إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل ومباشرة العلاقات الدبلوماسية بينهما، فأشادت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها بقرار مملكة البحرين وأعربت عن أملها في أن يكون لهذه الخطوة أثر إيجابي على مناخ السلام والتعاون إقليميا و دوليا، مشيرةً إلى أن قرار البحرين مباشرة العلاقات مع إسرائيل "خطوة مهمة لتعزيز الأمن والازدهار في المنطقة، وهذه الخطوة من شأنها توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي والدبلوماسي".

    وصف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اتفاق السلام بـ"الخطوة التاريخية". وذكر السيسي في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر: "تابعت باهتمام بالغ البيان الثلاثي الصادر من الولايات المتحدة الأميركية والبحرين وإسرائيل بشأن التوافق حول إقامة علاقات دبلوماسية بين مملكة البحرين وإسرائيل. أثمن هذه الخطوة الهامة نحو إرساء الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وبما يحقق التسوية العادلة والدائمة للقضية الفلسطينية".

    وأكد الرئيس المصري في اتصال هاتفي مع العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، أن معاهدة السلام بين البحرين وإسرائيل ستفتح آفاق تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وكذلك التسوية الشاملة للقضية الفلسطينية.

    وأكّد الأردن أنّ "زوال الاحتلال" الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وفق حلّ الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة، معتبراً أنّ أثر اتّفاق البحرين وإسرائيل يعتمد على ما ستقوم به الأخيرة.

    رافضون
    في المقابل، دانت وزارة الخارجية الإيرانية السبت اتفاق التطبيع الذي أعلنت عنه البحرين وإسرائيل برعاية أميركية الجمعة، معتبرة انه يجعل من حكام المملكة الخليجية شركاء في جرائم النظام الصهيوني".

    واعتبرت الوزارة في بيان وزعته أن "حكام البحرين سيصبحون من الآن وصاعدًا شركاء في جرائم النظام الصهيوني باعتباره التهديد الدائم لأمن المنطقة وكل العالم الإسلامي، والأساس لعقود من العنف، الذبح، الحرب، الإرهاب، وسفك الدماء في فلسطين المظلومة والمنطقة".

    ودانت تركيا اتفاق التطبيع، معتبرة أنه "يوجه ضربة جديدة" للقضية الفلسطينية.

    إلى ذلك، أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات استدعاء سفير السلطة الفلسطينية لدى البحرين "فورا" بتعليمات من الرئيس محمود عباس. وأضاف: "سيتم استدعاء السفير من أي بلد مطبع".

    وأكد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي "الاستدعاء الفوري للسفير الفلسطيني المعتمد لدى مملكة البحرين للتشاور ومن أجل اتخاذ الخطوات الضرورية حيال قرار البحرين للتطبيع مع دولة الاحتلال".

    وقالت حركة حماس إن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والبحرين "إصرار على تطبيق بنود صفقة القرن التي تصفي القضية الفلسطينية".