أعلن دونالد ترمب عن "اتفاق سلام" بين البحرين وإسرائيل، ووصفه بأنه إنجاز تاريخي جديد.

واشنطن: أعلن الجمعة عن اتفاق لتطبيع العلاقات بين البحرين وإسرئيل بعد شهر على اتفاق مماثل بين دولة الإمارات والدولة العبرية.

وكان ترامب أول من اعلن الاتفاق عبر تغريدة على تويتر كتب فيها أنّ البحرين وإسرائيل توصلتا الى "اتفاق سلام". وتحدث عن "خرق تاريخي جديد اليوم".

ويعتبر هذا التطور نجاحا دبلوماسيا مهما على مشارف انتخابات رئاسية يتطلع من خلالها ترامب إلى الفوز بولاية ثانية.

ثم قال ترامب في تصريح من البيت الأبيض "إنّه فعلاً يوم تاريخي". وتابع "تحصل أمور في الشرق الأوسط لم يكن أحد يتوقع حصولها".

ويعدّ تطبيع العلاقات بين إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بمن فيهم دول الخليج، هدفاً رئيساً ضمن الاستراتيجية الإقليمية لترامب من أجل احتواء طهران، عدو واشنطن والدولة العبرية اللدود.

وقال الرئيس الأميركي "كلما طبّعت دول أخرى علاقاتها مع إسرائيل، ما سيحصل (...) أنّ المنطقة ستصير أكثر استقراراً، اكثر أمناً وازدهاراً".

تزامناً، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعلن الأمر نفسه من القدس.

وقال في بيان نشر بالعبرية "مواطنو إسرائيل، يسرّني أن أبلغكم بأنّه في هذا المساء، توصلنا إلى اتفاق سلام آخر مع دولة عربية اخرى، البحرين. هذا الاتفاق يضاف إلى السلام التاريخي مع دولة الإمارات العربية المتحدة".

وقال نتانياهو في رسالته "استلزمنا 26 عاما للانتقال من اتفاق سلام ثان الى اتفاق سلام ثالث (...)، لكن فقط 29 يوما للتوصل الى اتفاق سلام رابع مع دولة عربية".

ويجمع خبراء على أن هذا التقارب بين إسرائيل ودول الخليج الذي بدا منذ فترة ليست بقصيرة سببه الاساسي العداء المشترك لإيران.

وتتشارك إسرائيل والبحرين ودول إقليمية أخرى مواقف متقاربة تجاه إيران. وتتهم المنامة طهران باستخدام شيعة البحرين ضدّ النظام الملكي القائم.

ويستبعد أن تكون المنامة قد أقدمت على هذه الخطوة دون موافقة من المملكة العربية السعودية، حليفتها الوثيقة التي يفصلها عنها جسر بحري.

وجاء في بيان ثلاثي صدر عن إسرائيل والبحرين والولايات المتحدة أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني سيوقعان "إعلان السلام" خلال مراسم توقيع الاتفاق بين الإمارات واسرائيل في البيت الأبيض في 15 أيلول/سبتمبر الحالي.

وجاء في البيان أنّ الرئيس الأميركي أجرى اتصالا بالعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء الإسرائيلي "اتفقوا خلاله على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين".

وقال البيان إنّ هذه الخطوة "تاريخية تجاه تحقيق السلام في الشرق الأوسط، حيث أن الحوار والعلاقات المباشرة بين المجتمعين الفاعلين، والاقتصادين المتقدمين من شأنه أن يبني على التحول الإيجابي الحالي في الشرق الأوسط، وأن يدعم الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة".

"طعنة"

وجدد ترامب تفاؤله بالنسبة الى تطوّر العلاقات مع الفلسطينيين.

وقال "سيكونون في موقع جيد جداً"، مضيفاً "سيودون الانضمام (إلى المحادثات) لأنّ أصدقاءهم سيكونون فيها".

لكن كلّا من السلطة الفلسطينية وحركة حماس سارعتا إلى إدانة الاتفاق.

وقال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني أحمد مجدلاني لوكالة فرانس برس إنّ الاتفاق "يشكل طعنة جديدة في خاصرة القضية الفلسطينية وطعنة في ظهر الشعب".

وندّدت حماس بما وصفته "عدواناً" و"إضرارا بالغا" بالقضية الفلسطينية.

وكان الملياردير الجمهوري ابتعد عن السلطة الفلسطينية منذ وصوله إلى البيت الأبيض عبر اتخاذه سلسلة قرارات لمصلحة إسرائيل، ساعياً بذلك إلى إرضاء الجماعات المسيحية الإنجيلية المهمة ضمن قاعدته الانتخابية.

واعتبر مستشار العاهل البحريني للشؤون الدبلوماسية ووزير الخارجية السابق الشيخ خالد آل خليفة أن اتفاق تطبيع علاقات بلاده مع إسرائيل "يصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها".

وِأضاف أن الاتفاق "يوجه رسالة إيجابية ومشجعة الى شعب اسرائيل، بأن السلام العادل والشامل مع الشعب الفلسطيني هو الطريق الافضل".

وكان ملك البحرين جدّد خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى المنامة نهاية آب/اغسطس، دعم دولته لإقامة دولة فلسطينية، في موقف بدا في حينه أنّه يستبعد دعوة واشنطن إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل في أمد منظور.

ويجعل هذا الاتفاق من البحرين رابع دولة، بعد الإمارات والأردن في 1994 ومصر في 1979، تقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية.