إيلاف من لندن: في ردهات التحرير، حيث تُصاغ الأرقام لغةً، ويتحوّل السوق إلى نص صحفي، رسم جمال بنون مسيرته سطراً بعد سطر. لم يكن يلاحق الخبر، بل كان يُعيد كتابته بلغة يفهمها الناس. والآن، تضعه الصحافة الدولية في واجهة صناعة الكفاءة المهنية، لا كاتباً فحسب، بل مرجعاً.

وأعلنت الأمانة العامة للاتحاد الدولي للصحافة والإعلام، يوم الأربعاء 10 كانون الأول (ديسمبر) 2025، تعيين الكاتب الاقتصادي والإعلامي السعودي جمال بنون رئيساً للمجلس الاقتصادي الأعلى ضمن قسم التدريب المهني التابع للاتحاد، على أن يتولى مهامه رسمياً بدءاً من 1 كانون الثاني (يناير) 2026.

القرار جاء بإجماع أعضاء الأمانة، ضمن استراتيجية لتعزيز الهيكل المهني بخبرات عربية نوعية، قادرة على تطوير أدوات التغطية الاقتصادية، ورفع كفاءة الصحفيين المتخصصين في قراءة السوق وتحليل المؤشرات المالية العالمية.

ويُعد بنون أحد أبرز الأسماء في الصحافة الاقتصادية العربية، وقد راكم خبرة مهنية عميقة من خلال عمله في صحف عكاظ، الاقتصادية، والشرق الأوسط، كما تولّى كتابة الرأي في صحيفة الحياة، إلى جانب مساهماته المنتظمة اليوم في صحيفتي "مال" و"إيلاف".

تجربته في الإعلام المرئي لا تقل تميزاً، فقد ترأس تحرير البرنامج الاقتصادي اليومي على قناة العربية لمدة عامين، وهو البرنامج الذي حصد جائزة منتدى جدة الاقتصادي كأفضل برنامج اقتصادي، كما قدّم برنامجاً اقتصادياً أسبوعياً على إذاعة مكس FM استمر لتسع سنوات.

في مجال تقييم العمل الصحفي، يشكل بنون مرجعًا مهنيًا معتمداً، وسبق أن شارك في لجان تحكيم عدة، أبرزها جائزة الصحافة العربية التي تُنظم سنوياً في دبي.

ويُنتظر أن يقود بنون من خلال موقعه الجديد تطوير برامج التدريب الاقتصادي داخل الاتحاد، مستثمراً خبرته في بناء مناهج مهنية دقيقة، تعزز قدرة الصحفيين على التعامل مع تعقيدات الأسواق، وتحوّل المؤشرات إلى سرد صحفي متماسك.

نظرة تأملية

لم يكن اختيار بنون مجرّد تعيين في منصب. بل يمكن قراءته كمؤشر على حاجة الصحافة العالمية إلى أصوات تعرف كيف تُفسّر العالم بلغة الاقتصاد، وتُعيد الاعتبار للكتابة المتخصصة، لا بوصفها مهارة، بل مهنة في حد ذاتها.