نأخذكم في هذه الجولة بين عناوين الصحف التي تتضمن رسالة جيمي كيميل بمناسبة أعياد الميلاد يشكر خلالها كل من دعمه وقت وقف برنامجه التلفزيوني، و"مؤامرة" قد تكون قيد التنفيذ للتمرد على النظام الانتقالي في سوريا، وحديث عن صمت الملك تشارلز عن مخالفات شقيقه أندرو.

نبدأ جولتنا من صحيفة الغارديان البريطانية حيث قدم الإعلامي الأمريكي الساخر جيمي كيميل هذا العام رسالة عيد الميلاد البديلة، وهو تقليد بريطاني يُمنح لشخصيات عامة لتقديم خطاب غير رسمي في يوم الميلاد.

واستغل كيميل هذه المناسبة ليقدم مزيجاً من السخرية والنقد السياسي، مركزاً على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعلى حالة الديمقراطية في الولايات المتحدة، مع رسالة ودية موجهة إلى الشعب البريطاني.

بدأ كيميل خطابه بنبرة ساخرة، قائلاً: "من منظور الفاشية، كان هذا عاماً رائعاً. الطغيان يزدهر هنا"، مسلطاً الضوء على ما يراه تراجعاً في الحريات داخل الولايات المتحدة خلال العام الماضي.

وروى كيميل قصة إيقاف برنامجه عن البث بعد تهديدات من الحكومة الأمريكية، بسبب انتقاداته للرئيس. وقال: "ربما قرأتم في صحفكم الملونة أن رئيس بلدي يريد أن يُسكتني – لأنه لا يريد أن أحبه بالطريقة التي يحب أن يُحب بها".

وأضاف أن ما حدث لاحقاً كان بمثابة "معجزة عيد الميلاد"، رغم أنها وقعت في سبتمبر (أيلول)، إذ خرج ملايين الناس للدفاع عن حرية التعبير، حتى من بين من لا يشاهدون برنامجه أو يعلنون أنهم يكرهونه.

وقال كيميل: "ملايين وملايين من الناس وقفوا وقالوا: لا، هذا غير مقبول… وبفضل ذلك عدنا أقوى من أي وقت مضى".

كما شبه ترامب بالملوك المستبدين، قائلاً: "والآن لدينا الملك دوني الثامن يدعو إلى الإعدامات. يحدث الأمر بسرعة".

وأوضح أن الأمريكيين يفتخرون بعدم وجود ملك لديهم، وهو ما كان سبباً في استقلالهم عن بريطانيا تاريخياً. لكنه أشار إلى أن الملايين خرجوا هذا العام في احتجاجات تحت شعار "لا ملوك"، رفضاً لما يصفه بنزعة ترامب إلى الحكم المطلق.

وألقى كيميل الضوء أيضاً على حجم الأزمة التي تمر بها بلاده، قائلاً: "نحن هنا في الولايات المتحدة نمزّق هياكل ديمقراطيتنا، مجازاً وفعلياً. من الصحافة الحرة، إلى العلم، إلى الطب، إلى استقلال القضاء، إلى البيت الأبيض نفسه، نحن في فوضى عارمة".

وأشار إلى أن هذه الفوضى لا تؤثر فقط على الداخل الأمريكي، بل تمتد انعكاساتها إلى العالم، بما في ذلك بريطانيا، محذراً من "تفكيك الديمقراطية".

دونالد ترامب: حرية تعبير أم خطاب كراهية ؟

ترامب يأمل أن يتمكن دفاع"حرية التعبير" الخاص به من النجاح. لكن ذلك لن يحدث - الغارديان

"مؤامرة على سوريا"

أسرة الأسد
AFP
تقول تقارير إن هناك من معاوني بشار الأسد من يحاول استعادة السلطة في سوريا أو على الأقل إحداث الفوضى لخلخلة الأمن في البلاد

ننتقل إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، التي ركزت على ما أسمته "مؤامرة" يحيكها كبار القادة والضباط والمسؤولين في نظام بشار الأسد السابق.

وقالت الصحيفة إنها اطلعت على اتصالات ووثائق بدا لها من خلالها أن معاوني الأسد السابقين يعملون على استعادة نفوذهم وربما السيطرة على أجزاء من البلاد.

وقالت "نيويورك تايمز" إن هذه المعلومات تشير إلى أن عدداً من قادة النظام السابق يحاولون تنظيم تمرد مسلح من الخارج، أو دعم حملات ضغط في واشنطن، أو السعي للسيطرة على الساحل السوري ذي الأغلبية العلوية.

وفي مكالمة مسربة قال غياث دلة، أحد مسؤولي نظام الأسد: "لن نبدأ حتى نكون مسلحين بالكامل".

وأشارت إلى أن أبرز المتورطين في هذا التمرد المحتمل هم سهيل الحسن (النمر)، القائد السابق للقوات الخاصة السورية، وكمال الحسن، رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، وكلاهما خاضع لعقوبات دولية.

كما أظهرت الرسائل المتبادلة بين المسؤولين السوريين السابقين في الخارج أن هناك "توزيع أموال، وتجنيد مقاتلين، وشراء أسلحة في الداخل السوري"، وفقاً للصحيفة الأمريكية.

وقالت نيويورك تايمز، في مقال لإريكا سولومون وكريستيان تريبيرت وهالي ويليس وأحمد مهدي، إن الرسائل تشير إلى أن سهيل الحسن التقى متعاونين في لبنان والعراق وسوريا رغم وجوده في روسيا منذ 2024. كما ذكرت أن كمال الحسن زار لبنان، لكنه نفى أي دور له في "إشعال تمرد مسلح".

وأشار المقال إلى تصاعد النشاط على صعيد هذه "المؤامرة" بعد أحداث الساحل التي شهدتها سوريا في مارس/آذار الماضي، والتي راح ضحيتها أكثر من 1600 شخص، معظمهم علويون، في موجة عنف طائفي بعد هجوم نفذته قوات أمنية سابقة، وهو ما رأت الصحيفة أنه يخدم أهداف القادة السابقين.

وقالت نيويورك تايمز إن "سهيل الحسن، المعروف بدمويته وتبني تكتيكات الأرض المحروقة، تحقق من هويات أكثر من 168 ألف مقاتل بينهم 20,000 يحملون رشاشات و331 مضادات طائرات و150 قذيفة مضادة للدروع، و35 قناصاً. وكان يختم رسائله بعبارة 'خادمكم، برتبة مجاهد مقدس'".

بشار الأسد يعد بإحباط "المؤامرة" التي تتعرض لها سورية

وتطرق المقال إلى الأهمية التي يتمتع بها كمال الحسن بين المخططين للتمرد في سوريا، إذ ذكر أنه خاضع لعقوبات أمريكية، لكنه يقلل من شأنها ويصفها بأنها "مسيسة ومجرد مزاعم".

وذكر أيضاً أنه قد تكون لديه شبكة نفوذ في واشنطن، علاوة على وجود تقارير تشير إلى أنه يقف وراء "مؤسسة تطوير غرب سوريا" التي تقول إنها جهة تدعم الأقليات، لكنها تستخدم للضغط على واشنطن من أجل "حماية دولية للمنطقة العلوية".

وجاء في منشور للمؤسسة: "جميع تكاليف الحملة تم تغطيتها بالكامل من قبل اللواء كمال الحسن".

وقالت الصحيفة إن المؤسسة تحدثت عن اجتماعات مع مكاتب ستة من المشرعين الأمريكيين، بينهم براين ماست وجين شاهين. لكن معاوني أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين ذكرتهم المؤسسة أكدوا أن تلك الاجتماعات كانت "روتينية ومع موظفين فقط".

وتطرقت الصحيفة إلى دور هام يلعبه رامي مخلوف فيما أطلقت عليه "مؤامرة"، علاوة على إشارتها إلى انضمام محمد الحاصوري، القائد السابق في القوات الجوية السورية المعروف بدمويته وتبني تكتيكات الأرض المحروقة.

كما ذكرت نيويورك تايمز أن هذه "المؤامرة" ليست هي مصدر القلق الوحيد في سوريا، معربة عن وجود مخاوف حيال علاقة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بتنظيم القاعدة.

ذكرى سقوط الأسد: رويترز تكشف عن "محاولات لزعزعة الأمن"، ودعوات لمقاطعة الاحتفالات

صمت الملك

الملك تشارلز والأمير السابق أندرو
Reuters
جرد ملك بريطانيا شقيقه من لقب أمير وطرده من محل الإقامة الملكي الرسمي

ننتقل إلى صحيفة التلغراف البريطانية التي تناولت ما وصفته بصمت ملك بريطانيا تشارلز الثاني حيال ما يحيط بشقيقه الأمير السابق أندرو بشأن مزاعم عن علاقته بالمدان في جرائم اعتداء جنسي جيفري إبستين.

وكان البريطانيون يتوقعون أن يحمل خطاب الملك في عيد الميلاد هذا العام شيئاً من الوضوح وسط الاضطرابات التي عصفت بالعائلة المالكة خلال الأشهر الماضية، لكن الخطاب لم يتضمن ذلك، وفقاً للتلغراف.

وقالت الصحيفة البريطانية، في المقال الذي كتبته جوديث وودز: "توقفت موائد عيد الميلاد في أنحاء بريطانيا، وتجمد الجميع أمام الشاشات، على أمل الحصول على لمحة عما يجري داخل المؤسسة الملكية التي التزمت طوال الفترة الماضية بسياسة الصمت وعدم التفسير".

يأتي ذلك على النقيض تماماً مما حدث العام الماضي عندما فاجأ الملك تشارلز الأمة بصراحته حين تحدث عن إصابته بالسرطان. أما هذا العام، فقد كان الوضع مختلفاً تماما، وفقاً لجوديث.

يأتي هذا الصمت في وقت هيمنت فيه على الأجواء في المملكة المتحدة فضيحة الأمير السابق أندرو ماونتباتن-ويندسور، الذي أصبح "مصدراً لإحراج الوطن" بعد نشر ملفات جيفري إبستين، إذ لم يمر يوم واحد منذ صدور هذه الوثائق دون ظهور تعليقات عن "سلوكه المتغطرس والمشين".

ويتساءل المقال عن الأسوأ بين الصور والرسائل المسربة للأمير السابق، إذ قالت جوديث: "هل هي الصورة التي بدا فيها مبتسماً ابتسامة ذئبية وهو ممدد فوق سيقان نساء مجهولات… أو البريد الإلكتروني الذي طلب فيه شخص يوقع باسم 'A' من بالمورال بعض ' الأصدقاء غير اللائقين'… أو 'حقائب الحفلات' التي قيل إنها احتوت على ألعاب جنسية وواقيات".

ورغم صمت الملك، إلا أنه جرد شقيقه من ألقابه، وطرده من منزله الرسمي، ودفعه إلى حياة من العزلة.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الأمريكية أنه لا يزال هناك حوالي مليون وثيقة من ملفات إبستين لم تُنشر بعد، ترى الكاتبة أنه قد يكون هناك بين هذه الوثائق ما يكشف المزيد من فضائح الأمير السابق.

وطالبت الكاتبة بحق البريطانيين في "اعتراف" فيما يتعلق بتلك الفضائح برغم أنهم لم يتوقعوا كشفًا كاملاً لما يجري خلف الكواليس.