لا تجد "إيلاف" حرجًا في مقابلة إسرائيليين، ما دام الهدف الوصول إلى الخبر من مصادره الأصلية، من دون تجميل. لكنها، وعلى لسان مراسلها في القدس مجدي الحلبي، تؤكد أنها ليست وسيطًا بين إسرائيل والرياض.

إيلاف من بيروت: التزامًا بالموضوعية، والدقة، واستقاء الخبر من مصادره الأولى، ومتابعة الحدث من أصوله، لم تتردد "إيلاف" في نشر مقابلات مع مسؤولين إسرئيليين، وصفها موقع "تايمز أوف إسرائيل" بأنها "غير مسبوقة"، كان بينها مقابلات مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ووزير الدفاع السابق، ووزير المخابرات، وزعيم المعارضة، أجراها مجدي الحلبي، مراسل "إيلاف" في القدس.

مجدي الحلبي محاورًا إيهود أولمرت

علامة دفء!

في تقرير نشره الموقع الإسرائيلي، تساءل إن كانت هذه المقابلات "علامة على دفء العلاقات بين تل أبيب والرياض"، مع العلم أن إيلاف صحيفة تصدر بالعربية من لندن حيث مكاتبها ومقرها الرئيسي، وينتشر مراسلوها في مختلف عواصم القرار ومنها الرياض. ونقل الموقع عن الحلبي قوله إن هذه المقابلات "فكرته، وأن ناشر إيلاف أحب هذه المبادرة وشجعها، وهذا لم يكن تفاهمًا سريًا بين الرياض وتل أبيب، بل مجرد قصة نجاح أخرى تشهدها مكاتب إيلاف في لندن".

يضيف الحلبي للموقع الإسرائيلي: "كانت الفكرة بسيطة. إيلاف صحيفة إلكترونية تصدر في لندن، ولسنا خاضعين لقوانين الدول العربية (باستثناء مصر والأردن اللتين أبرمتا معاهدات سلام مع إسرائيل) التي تمنع مقابلة الصحفيين مصادر إسرائيلية رسمية تحت طائلة العقوبة، كما أن قراء الأخبار باللغة العربية يقرأون دائمًا تصريحات يدلي بها قادة إسرائيليون من خلال مصادر غير مباشرة تثير الشكوك حول صحة الاقتباسات أو دقتها، لذا قررنا أن نفعل ذلك مباشرة".

يعود موقع "تايمز أوف إسرائيل" إلى ما يسميه "تقارير إعلامية عديدة" ليقول إن العمير مواطن سعودي، كان سابقًا رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، وهو مقرب جدًا من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، إلا أنه نقل عن الحلبي قوله إن "إيلاف" مستقلة تمامًا، يمولها العمير بنفسه بشكل كامل.

يبدو أن الموقع أراد فتح قناة تواصل مع العمير. فيقول التقرير بوضوح: "رفض العمير دعوة لإجراء مقابلة مع تايمز أوف إسرائيل".

الحلبي وموشيه يعالون

حملوني رسائل

يقول الحلبي للموقع: "حصلت على إذن من الناشر لإجراء المقابلات، هذا ما أعرفه، وهذا ما فعلته، من دون أي تعديلات على عملي بنسبة 99.9 في المئة“.

لا ينكر الحلبي أن من قابلهم من الإسرائيليين حمّلوه، بشكل غير مباشر، رسائل إيجابية إلى السعوديين. فرئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت قال له إن إسرائيل "مستعدة لمشاركة المعلومات الاستخباراتية مع السعوديين لأن هدفهم المشترك هو وقف النفوذ الإيراني في المنطقة".

كذلك، "انتهز زعيم المعارضة الإسرائيلية الفرصة لوصف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالثوري، والتأكيد أنه يجب أن يكون للسعوديين دور في إدارة الأماكن المقدسة في القدس، ومع ذلك، يصر الحلبي على نفي فكرة أنه يؤدي دور الوسيط بين الرياض والقدس".

الحلبي يحاور درور شالوم

لست وسيطًا

يقول: "أنا مراسل ولست وسيطًا. لا أعرف كيف أؤدي دور الوسيط. أعرف كيف أبلغ ما يحدث هنا، وأعرف كيف أقابل الإسرائيليين وأحاورهم وأنشر حواراتي معهم. إذا كان هناك ردات فعل، فهذه قصة أخرى، وأنا لم أتصرف يومًا خارج حدود الإجراءات الصحفية المعتادة للحصول على القصة المهمة والمثيرة لنشرها"، مؤكدُا أنه لم يحصل على امتياز خاص، بل كان يقدم طلب الحصول على المقابلة كأي صحفي آخر، وكان رئيس الأركان سعيدًا بإجراء مقابلة مع إحدى الصحف العربية، وتمت المقابلة في "جو إيجابي ومريح، ومن وجهة نظرنا، كان هذا إنجازًا عظيمًا"، مؤكدًا أن مقابلة إيزنكوت مع "إيلاف" أثارت الدهشة في العالم، ورفعت الاهتمام بـ"إيلاف" إلى مستوى جديد.

يشدد الحلبي على إن هدفه "منح العالم العربي صورة عادلة للمشهد السياسي الإسرائيلي المتنوع، بدلًا من الصور قصيرة النظر التي غالبًا ما توجد في الصحافة العربية"، علمًا أنه من قدامى المحاربين في الجيش الإسرائيلي.

يضيف: "أحاول تصوير إسرائيل كما هي، من دون تجميلها ومن دون تصويرها وحشًا"، مؤكدًا الاستمرار في إجراء مقابلات مع المزيد من كبار المسؤولين الإسرائيليين من جميع مكونات الطيف السياسي، من مدنيين وعسكريين وأمنيين.

يختم: "نحاول أن نظهر للعالم العربي ما هو موجود هنا".

تقرير "تايمز أو إسرائيل" منشور هنا.