إيلاف من لندن: تتصاعد الاصابات بمرض الحمى النزفية في العراق بشكل مضطرد لتقترب من المائتين مع ارتفاع عدد الوفيات الى 32 حالة كما قالت وزارة الصحة العراقية الأحد.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية عن ارتفاع إصابات ووفيات الحمى النزفية في البلاد يتسجيل 194 إصابة منها 32 حالة وفاة منذ بظهور موجة المرض الحالية فيها مطلع العام الحالي 2022 مشيرة إلى ان الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض هم مربو الماشية والعاملون في مجال الجزارة حيث يثير هذا المرض الفيروسي قلقاً دولياً إذ يتسم بظهور مفاجئ وتكون أعراضه ألماً في العضلات والمفاصل وارتفاع درجات الحرارة ونزيفا وصدمة جراء فقد الدم.
وتأتي هذه الارقام التي أعلنتها وزارة الصحة اليوم عن الإصابات والوفيات الجديدة بالمرض بعد أن كانت وزارة الصحة العراقية قد أشارت الثلاثاء الماضي 14 من الشهر الحالي الى ارتفاع الإصابات إلى 170 ضمنها 31 وفاة.

ردهات عزل واجراءات مشددة
ولمواجة تصاعد الاصابات بالحمى النزفية فقد خصصت وزارة الصحة ردهات عزل في المستشفيات واتخذت إجراءات مشددة لمواجهة المرض خاصة مع عدم وجود دواء لمعالجته إذ تقتصر على الحماية منه والعمل على عدم انتقاله فقط.
وفي تعميم على مستشفياتها في انحاء البلاد اطلعت عليه "ايلاف" فقد وجهت وزارة الصحة بتخصيص ردهات عزل خاصة تحتوى على مستلزمات العناية المركزة بأجهزتها وأدويتها المنقذة للحياة وتسمية ملاك طبي وصحي ساند للعمل في تلك الردهات.
وشددت على ضرورة الالتزام بشروط الوقاية الصحية من العدوى المكتسبة وتوفير مستلزمات الوقاية الشخصية مع منع الدخول الى تلك الردهات عدا الملاكات المخصصة للعمل فيها.
كما باشرت الوزارة حملات توعية في محافظات جنوب البلاد تستهدف محال الجزارين في الأسواق والتأكيد على ضرورة الإلتزام بالإجراءات الوقائية وارتداء التجهيزات الطبية الوقائية الموصى بها للوقاية من المرض فضلاً عن محاسبة الجزارين بضرورة وجود الإجازات الرسمية لمحلاتهم.
وأشار مدير عام الصحة العامة في وزارة الصحة الدكتور رياض الحلفي الى أن "هنالك ثلاثة إجراءات للحد من انتشار هذا المرض الأول هو قيام البيطرة بحملات واسعة لرش المبيدات في حظائر الحيوانات ومنازل المصابين وجيرانهم الملامسين، إضافة الى عملية تقطيف الحيوانات بالمبيدات".. مبيناً أن "هذه الاجراءات كفيلة بقتل الحشرات الناقلة وهي حشرة القرادة وبذلك تنتهي سلسلة النقل".
وبين أن "الاجراء الثاني يقع على عاتق وزارة الداخلية بأن تمنع تنقل الحيوانات من محافظة الى أخرى وكذلك التنقل داخل المحافظة الواحدة لكي لا يتنشر المرض، فيما يشدد الإجراء الثالث على منع الجزر العشوائي.. مؤكداً أن هذا الأمر من أهم أسباب انتقال المرض أضافة إلى أهمية توعية المواطنين كافة في التعامل مع اللحوم".
ودعا المسؤول الصحي ربات المنازل إلى "إتخاذ اجراءات وقائية بلبس الكفوف أولاً والحذر من جرح اليد أثناء التعامل مع اللحوم والامتناع عن ملامسة العين خلال ذلك لأنه ممكن أن ينتقل من الحيوان المصاب الى الجرح الموجود باليد أو من خلال ملامسة العين.

مرض فيروسي
يذكر أن مرض الحمى النزفية هو مرض فيروسي ينتقل عبر الدواجن والماشية إلى الإنسان ومن ثم ينتقل عن طريق العدوى من شخص آخر وتبلغ معدلات الوفيات للمصابين به نحو 40 بالمئة حسب منظمة الصحة العالمية.
كما أنه مرض فيروسي متوطن بسبب الإصابة بفيروس (حمى القرم-الكونغولية) حيث انه موجود ليس في العراق فقط وإنما بالمنطقة عامة وتسجل اصابات محدودة بشكل سنوي منذ عقود وقد تؤدي الى حالات وفاة .
والأشخاص الأكثر إصابة بالمرض هم مربو الماشية كالأبقار والأغنام والماعز وغيرهم وكذلك العاملون في محال الجزارة ( القصابون)".. لكن ذلك لا يعني عدم إمكانية إصابة فئات أخرى وإنما الفئات الأكثر تماسّاً مع الحيوان أثناء تربيتها ونقلها والمتاجرة بها او بعد ذبحها هم أكثر عرضة للإصابة".

انتقال العدوى.. ولا دواء
ويشير مسؤول في وزارة الصحة العراقية إلى أن "الوسيله الأكثر شيوعاً لانتقال المرض هي من خلال حشرة ناقله هي حشرة "القراد" التي تلتصق بجلد الماشية وممكن أن تنقل المرض".. موضحاً أن "هذا المرض الذي ينتقل الى الإنسان ممكن أن يسبب عدوى لإنسان آخر من خلال التماس القريب مع المريض أو أدوات المريض".
وأكد "عدم وجود لقاح لهذا المرض للإنسان أو الحيوان".. و"الأعراض الاولية الخاصة بالمرض هي الحمى وآلام متفرقة من الجسم، وربما تسجل آلام في البطن".. و"عند تطور المرض في مرحلة لاحقة قد تصل إلى النزف من فتحات الجسم مثل العين أو الأذن أو الأنف إضافة الى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى فشل الكلى وفشل الكبد وفشل عدة أجهزة بالجسم وقد تؤدي الى الوفاة".
وتوصي وزارة الصحة بالاهتمام بقواعد السلامة العامة أي القواعد الصحية العامة وخاصة النظافة الشخصية لمربي الماشية والانتباه للأعراض التي ذكرتها ومراجعة المؤسسات الصحية في حال ظهورها".