إيلاف من بيروت: تكشفت تفاصيل جديدة في قضية عصابة "التيك توك" المثيرة للجدل، التي تورطت في أعمال اغتصاب واستغلال أطفال وتوريطهم في تعاطي وترويج المخدرات. واعتقلت السلطات اللبنانية تيك توكر شهيرة تدعى جيجي غنوي واسمها الحقيقي غدير غنوي فجر السبت، في محلة الليلكي وهي أحد أفراد العصابة التي استدرجت عشرات الأطفال عبر تطبيق "تيك توك"، إلى شقق وفلل خاصة حيث تم التحرش بهم واغتصابهم.

ولا تزال التحقيقات والتوقيفات تتوالى منذ أسبوع في القضية التي هزت الشارع اللبناني.

وقالت تقارير صحافية لبنانية ان اعتقال جيجي غنوي جاء استجابةً لبلاغ البحث والتحري الذي أصدره المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان، القاضي طانيوس الصغبيني، في إطار التحقيق الأولي للمتهمين في هذه القضية أمام مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية.

وغدير هي المرأة الوحيدة المتورطة في القضية، وارتفع باعتقالها عدد الموقوفين إلى 11 شخصًا، بينهم 6 مدعى عليهم غيابيًا، وهم "بول .م" المعروف بـ"جاي" و"بيتر . ن" المعروف بـ"ستيف" وتركي، فيما الثلاثة الباقون مجهولو كامل الهوية.

وفي سياق متصل، ظهرت تفاصيل حول دور "جيجي" في القضية، حيث أنها متهمة بالمشاركة في استدراج الأطفال إلى حفلات تم خلالها ارتكاب أفعال التحرش بهم واغتصابهم. وتعمل جيجي في محلات "ماتريكس" في برج حمود، لصاحبها المدعو "آبو"، والمتورط أيضًا في القضية.

من هي جيجي غنوي؟
تُعرف "جيجي" عن نفسها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنها ناشطة و"موديل"، وقد ظهرت في مقابلات سابقة تتحدث عن جمالها غير العربي، مدّعيةً أصولًا "ميكسد ليبانيز وكورين" (لديها العرقان الكوري واللبناني)"، لكون والدها لبنانيا وأمها كورية.
وذكرت جيجي في احدى المقابلات أن مظاهر الثراء التي ظهرت عليها مؤخراً، تأتي من "فطنة المرء في معرفة الباب الذي تأتي منه الأموال ولا تطيّرها الريح".

وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام لبنانية إن الموقوف العاشر يعرف باسم "سيرجيو"، وهو صاحب محلات لتحويل العملات الرقمية.

وكان القاضي السغبيني قد وجه كتابًا إلى المديرية العامة للأمن العام للاستفسار عما إذا كان أحد المتورطين في العصابة ويدعى حسن .س موجودًا خارج لبنان، وعن تاريخ مغادرته الأراضي اللبنانية.
وأصدر بلاغات بحث وتحر ومذكرات إحضار بشبهة تورطهم في الشبكة بعد انتشار فيديوهات له وهو يعتدي على القصر، بالإضافة إلى تسجيلات صوتية يظهر فيها بأنه يبتز المدعو بول.م المعروف بـ"Jay" المقيم في السويد، والذي يتم التداول باسمه على أنه ممول العملية.

كما ادعى القضاء على رؤوس العصابة وأفرادها، كل وفق الجرم الذي ارتكبه، على أن تتواصل التحقيقات الأولية لكشف مزيد من المتورطين، سواء في لبنان أو خارجه.

وأوقف مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية ليل الاثنين، سائق تاكسي كان يتولى نقل أطفال بسيارته من بيروت ومناطق أخرى إلى أحد الشاليهات في منطقة كسروان، ويسلمهم إلى مسؤولي العصابة الذين يدسون لهم مادة مخدرة في الشراب ويغتصبونهم.

وقد يرتفع عدد الموقوفين بعد التوصل إلى أسماء جديدة وتوفر معلومات مهمة عن تورط محام مع العصابة في عمليات استدراج الأطفال والاعتداء عليهم.

وتشير التحقيقات إلى أن الأطفال المعتدى عليهم يعيشون ظروفا نفسية صعبة، ويلزمهم المتابعة الطبية والوقت لتخطي الجرم الذي وقع عليهم.

وفي أثناء التحقيقات، نفى بعض المشتبه بهم ما ينسب إليهم، رغم وجود أدلة تدينهم ومنها مثلاً رسائل نصية لهم عبر "واتساب"، وصور فوتوغرافية وفيديوهات توثق تورطهم، كانوا يتبادلونها في ما بينهم، فيما اعترف آخرون بفعلتهم وعزوا ذلك إلى أنهم ارتكبوا أفعالهم تحت تأثير الإفراط بتناول الكحول والمخدرات.
ويعكف القضاء على جمع المعلومات حول الرؤوس المحركة والممولة لهذه العصابة والموجودة في تركيا والسويد ودول أخرى.