نواف الزرو
ارتقت إلى أعلى المواقع القيادية السياسية في الكيان الصهيوني، فكانت فاعلة في الصفوف الأولى في حزب الليكود، ثم انسلخت عنه لتنضم إلى شارون الذي شكل حزب كاديما، ثم شغلت منصب وزيرة خارجية الكيان في عهد حكومة اولمرت، وشكلت ثنائيا معه في اتخاذ قرارات الحرب على لبنان/2006، وغزة/2008-2009، ثم ترأست بعد سقوط اولمرت ،الحزب في الانتخابات البرلمانية /2009 في مواجهة الليكود - نتنياهو، فتغلبت عليه في عدد المقاعد، غير أنها فشلت في تشكيل الحكومة، التي شكلها نتنياهو بعدها، وكانت قبل ذلك برتبة ضابط في الموساد الصهيوني، تصول وتجول في العواصم الأوروبية، بحثا عن صيد ثمين فلسطيني أو عربي، موظفة جمالها وإغراءاتها وجسدها في ذلك، فكان لها ما أرادت وبحثت عنه دائما، كل ذلك كان شائعا ومتداولا، إلى أن جاء اعترافها رسميا بذلك عبر صحيفة التايمز؟.
إنها تسيفي ليفني التي قد تعود قريبا على رأس حزب جديد لخوض الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، وقد تنجح لتقود الحكومة الإسرائيلية القادمة، التي ستواصل بالتأكيد السياسات الحربية والاستيطانية التي انتهجتها في ولايتها السابقة ذاتها، فقد اعترفت في مقابلة لها مع صحيفةquot;التايمز 2 / 11 / 2012 quot; إنها ليست ضد ممارسة الجنس في سبيل الحصول على معلومات تفيد الكيان الصهيوني، كاشفة عن جوانب كثيرة صادمة تتعلق بعملها سابقاً في جهاز الاستخباراتquot;الموسادquot;،حيث تفاخرت ليفني بأعمالها البطولية بتنفيذ عمليات خاصة كإسقاط شخصيات مهمة عن طريق إيقاعهم في عمليات جنسية، ومن ثم ابتزازهم لتقديم تنازلات سياسية تصب لصالح الموساد.، مؤكدة: أنها مع القتل وممارسة الجنس إذا كان الهدف الإتيان بمعلومات تفيد إسرائيل، وأن الموساد أنقذها أكثر من مرة في قضايا تورطت بها في دول أوروبية ذهب ضحيتها علماء بعضهم عربquot;، وجاءت تصريحات ليفني هذه عقب إباحة أحد أكبر وأشهر الحاخامات في إسرائيل وهو آريشفات، ممارسة الجنس للنساء الإسرائيليات مع الأعداء مقابل الحصول على معلومات.
واعتراف ليفني هذا باصطياد القادة والعلماء بتوظيفها للإغراء والجنس، ليس الأول من قبل نساء الموساد، فقد أجرت المراسلة العسكرية الإسرائيلية quot;راز شخنيكquot; مقابلات غير مسبوقة مع 4 مقاتِلات من جهاز quot;الموسادquot;، واصفة إياهن بأنهن يصلن لأخطر الأماكن، ويشتركن في أجرأ العمليات، ويُعرضن حياتهن للخطر كل يوم، مشيرة إلى أن إحداهن تحمل شهادة دكتوراه في الآداب، ونقلت quot;شخنيكquot; عن إحداهن قولها quot;نحن نستعمل أنوثتنا في عملنا الأمني بصورة كبيرة، وتوجد ألعاب إغراء وجذب ومحاولات إثارة للطرف الثاني، لكن الحد هو الإنفاذ الجنسي، بما يتضمنه ذلك من لحظات إثارة وخوفquot;، وبحسب موقع quot;قضايا مركزيةquot; -16 / 9 / 2012-quot;إنّ المقاتِلات يعتمدن على التدريب والإجراءات لمضاءلة المخاطرة، وفي بعض الحالات النادرة تقع أخطاء، فنعتمد آنذاك على قدرتنا في ترتيب أمورنا، ولذلك مع مرور الزمن ينشأ جزء من الثقة بالنفس من الإعداد، مما يمنحنا القدرة على مجابهة غير المتوقعquot;.
لقد قرأنا وسمعنا الكثير الكثير، عن نساء الموساد الإسرائيلي ودورهن في اصطياد واغتيال القادة والعلماء والنشطاء، غير أن الجديد في هذا السياق، انه بعد أن كانت دولة الاحتلال تتعامل مع عمليات الاغتيالات السياسية التي ينفذها جهاز الموساد الإسرائيلي، ضد القيادات والنخب الفلسطينية والعربية، ببالغ التكتم والسرية والحرص على عدم كشف تفاصيل تلك العمليات، يبدو أن تحولا طرأ على تلك السياسة الإسرائيلية، إذ بات من اللافت للانتباه الكشف عن الوثائق والشهادات والاعترافات، التي تكشف النقاب عن دور الموساد الإسرائيلي في مسلسلات الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية المجازرية في العواصم العربية والأوروبية والتي لم تعد سرية أو خفية أو حتى مؤجلة إلى ما بعد مرور نصف قرن من اقترافها على سبيل المثال، بل أخذت حتى الدوائر الإسرائيلية تعترف وتتباهى أحيانا بقيام الموساد بهذه العملية أو ذاك التفجير ...!
فقبل أيام قليلة فقط كشفت الرقابة العسكرية الإسرائيلية النقاب عن تفاصيل اغتيال خليل الوزير عام/1988، وسمحت بالنشر بـquot;أن وحدة quot;قيسارياquot; التابعة للموساد هي التي قامت بتنفيذ عملية اغتيال خليل الوزير، إلى جانب سرية هيئة الأركان العامة المعروفة باسم quot;سييرتمطكالquot; التي كان يرأسها إيهود باراكquot;، وكشف الصحافي المختص بقضايا التجسس والأجهزة السرية،د. رونينبيرجمان، في تقريره أن quot;ناحومليفquot; هو الذي ترأس فرقة الاغتيال في تونسquot;.
تضاف كل هذه الاعترافات والشهادات الموثقة، إلى تلك التي نشرت قبل أيام، أيضا حول جنود وضباط شاركوا في المذابح التي نفذت عام/48 في إطار سياسات التطهير العرقي، إلى جملة كبيرة أخرى من الوثائق والاعترافات حول المزيد من الاغتيالات والمجاز، ويبقى على الفلسطينيين والعرب أن يستخلصوا العبر، وأن يفعلوا في هذا الإطار عملية التوثيق وتوظيف هذه الاعترافات والشهادات في جلب قادة الكيان وأجهزتهم إلى محكمة الجنايات الدولية، عندما يحين يوم الحساب..!
التعليقات