&&حسين شبكشي&

&&

سلسلة عنيفة من الأخبار التي لا تصدق ولا تفهم تواصل خطف أضواء العناوين بامتياز. مجموعة متلاحقة من الأنباء غير المنطقية، تواصل الاستيلاء على مقدمة النشرات الإخبارية.

فضيحة جديدة لمرشح الرئاسة الأميركية دونالد ترامب عبارة عن تسريب صوتي له يهين فيه السيدات، ويعبِّر عن نزواته بأسلوب خارج ومهين، ومع ذلك لا يتأثر وضعه العام ولا يفقد مكانته في السباق الرئاسي (قديمًا كانت زلات وهفوات أقل من هذه كفيلة بإنهاء المسيرة السياسية لأي مرشح).

وخبر آخر غريب، وهو منح جائزة نوبل للسلام لهذا العام لرئيس جمهورية كولومبيا في أميركا اللاتينية خوان سانتوس، وذلك بسبب اتفاق السلام الذي تبناه مع متمردي جبهة «فارك»، بعد صراع مسلح عنيف دام لأكثر من 45 عامًا، علمًا بأن هذا الاتفاق رفضه الشعب الكولومبي في استفتاء قريب، ومع ذلك مُنِح رئيسهم جائزة نوبل للسلام علمًا بأن معظم الترشيحات كانت تتجه صوب منح «أصحاب القبعات البيضاء»، وهو الاسم الذي مُنح للعشرات من الأبطال المتطوعين في عمل الدفاع المدني الشعبي في مناطق سوريا المنكوبة، ويقومون بأعمال بطولية وأسطورية لإنقاذ الجرحى من الأنقاض المدمرة، بسبب قصف قوات الأسد وروسيا وحزب الله الإرهابي.

وهناك المصادقة الرسمية في مجلس الدوما (البرلمان) الروسي على اتفاق مع حاكم دمشق لنشر قوات جوية روسية في قاعدة حميميم في غرب سوريا، وذلك «لفترة غير محدودة»، مما يعني وبشكل صريح أن روسيا هي المهيمنة، وهو بشكل مريب يفسر انتشار مصطلح جديد ومريب في تركيا والأردن ولبنان، وهو «توطين السوريين». وهذا اللفظ والمصطلح كان حصريًا مرتبطًا بالفلسطينيين، وسبب ذلك معروف؛ أنهم تم «إخراجهم» لأجل «تقليص» العدد لصالح اليهود، وإعلان دولتهم، والآن يبدو الغرض يتحقق بشكل آخر، وهو إفراغ سوريا من طائفة لصالح أخرى، وتغيير الواقع الديموغرافي على أرض الواقع.

وهناك خبر استمرار الهبوط «العجيب» للجنيه الإسترليني أمام الدولار الأميركي واليورو الأوروبي لمستويات دنيا غير مسبوقة، والرهان متواصل لدى شريحة غير بسيطة من البنوك الكبرى بأن الجنيه الإسترليني سيستمر في مسيرة هبوطه ليتساوى مع الدولار واليورو عما قريب، ومع ذلك لا توجد حالة من القلق المهول ولا الارتباك العظيم، وكأن العالم يُهيأ لقبول هذا التغيير كمسألة واقعية وطبيعية.

أثر الصدمات في عوالم الاقتصاد والسياسة خف كثيرًا، وكأن العالم بات جلده أكثر سماكة وأقل تعجبًا واندهاشًا، وأصبح لديه الاستعداد والجاهزية لقبول أي شيء وبات لسان حاله يقول إن كل شيء جائز.

وتبقى الحيرة مستمرة.

&

&

&

&