&مطلق بن سعود المطيري

&أغلب العمليات الارهابية التي استهدفت رجال الامن، كان أطرافها ابناء قبائل "المغدور والغادر"، وهذا ليس تسليما عمليا بأن الارهاب مصدره انتماء اجتماعي محدد، ونفي هذا الاعتبار بسيط جدا: فمن كان ضحية لتلك العمليات الوحشية هم من نفس الانتماء بل والاقرب نسبا للارهابيين، نطرق هذا الباب شديد الحساسية لمعرفة كيفية تجنيد داعش لاتباعه وما هو الخط الاجتماعي الذي يحرص هذا التنظيم الوحشي على شده نحوه..

داعش من حيث النشأة والتطور، هو ابن لحاضنة قبلية في العراق، وهذا الشكل هو ما يميزه عن القاعدة، فالقبيلة عنصر اساسي في داعش، وهي ليست كذلك في تنظيم القاعدة الذي قام على اساس عربي مدني اولا، ثم تحول الى تنظيم اممي، فلم تكن به القبيلة شيء ذو اهمية عند التأسيس والتوسع، عكس داعش تماما الذي حرص على النسب واهميته خاصة نسب زعيمه الذي ادعى انه قرشي حسيني، وان نسبه هو الذي اهله للخلافة،

من جانب القول بأن الامام يجب ان يعود بنسبه الى قريش، وجانب آخر ان النسب عنصر مهم للمحافظة على اركان الخلافة المزعومة، فاغلب قبائل الشمال الغربي من العراق هم من يمد داعش برجال ونفوذ على الارض لاسباب سياسية خاصة في العراق، تلك القبائل التي جعلت ثاراتها من المكون العراقي الآخر الذي يحاول نفيها وإلغائها ثأرا عقائديا وليس سياسيا بسبب تاثير فكر داعش عليها، وبسبب الاضطهاد الذي تعرضت له باستمرار، فاصبحت الحمية القبلية شيئا مطلوبا لتماسك التنظيم وثباته امام الضربات الثقيلة التي يتعرض لها، فمن القراء من شاهد بعض شيوخ القبائل العراقية وهي تبايع زعيم داعش باسماء قبائلهم جميعها وليس باسمائهم كافراد.

الحضور القبلي في تنظيم داعش امر واضح ولا يحتاج الى القفز على حقيقته الى حقائق اخرى مثل وجود اتباع في اوروبا واميركا الذين لا ينتسبون الى قبائل، فهذه الحقائق لا تنفي الاعتبار الاول ولا تعارضه خاصة وان داعش بنظامه القبلي مفتوح على الكل تحت شعار ديني ذي بنية قبلية تستعصي على الاختراقات.

داعش لم يضف للقبيلة عادات جديدة ولكنه اضاف لنفسه قوة عنيفة فارغة من العادات القديمة للقبيلة، فرمزية القبيلة وحضورها ربما يكونان شيئا مقصودا من قبل زعامات داعش فضرب القبيلة بالقبيلة امر يضمن لاعماله الارهابية الاستمرار، ومتى ما انتزع من ابناء القبائل الولاء ضمن تضحياتهم له، خاصة واننا اصبحنا نعيش ما يمكن تسميته الارهاب العائلي، كتعويض تكتيكي عن الارهاب التنظيمي، وهذا الارهاب العائلي يستهدف عائلة الارهابيين بالاساس، فمنذ عملية "تكفا يا سعد" اصبحنا امام غدر افراد من العائلة بأقربائهم العسكريين، فكيف اصبح الاقارب اعداء بعض؟

فبناء العملية الارهابية والتخطيط لها يفياند ان الارهابيين الاقارب مطمئنون لبعضهم وجميع العمليات التي قاموا بها لم تشهد انسحاب احدهم منهم والغدر بهم والتبليغ عنهم، فهم يعملون بجو عالي الثقة، وهذا امر محير خاصة ان المطلوب رأسه قريبهم، فبناء انتماء القبيلة على قاعدة تحقيق اهداف داعش امر يحتاج التوقف امامه كثيرا.