&عكا:&منع «الماراثون المختلط»... وتغيير اسم مدرسة «أم كلثوم» الى «الفاروق»

يعيش العرب في إسرائيل منذ عامين تحت وطأة اتساع نفوذ السلفيين والإسلاميين المتشددين.

&&الناصرة &

يعيش العرب في إسرائيل منذ عامين تحت وطأة اتساع نفوذ السلفيين والإسلاميين المتشددين الذين نجحوا، من خلال التهديدات والاعتداءات وترويع المواطنين، في منع عرض أعمال ثقافية وفنية وفعاليات رياضية بحجج ودوافع مختلفة، في مقدمها ذريعة «الإساءة الى الإسلام».

بداية تحرك المتشددين كانت قبل عامين عندما منع عشرات الشباب المتشددين في مدينة عكا المختلطة، بالقوة عرض العمل الفلسطيني الفني الكوميدي الناقد «وطن عَ وتر» بداعي الإساءة الى الشريعة والإسلام في أحد مشاهده. وبضغط من أئمة المساجد وسلفيين متشددين في مدينة سخنين التي يشكل المسيحيون فيها نحو 10 في المئة، تم منع عرض فيلم «المخلص» عن حياة السيد المسيح في مسرح المدينة بداعي أنه يحتوي على معلومات وأحداث عن السيد المسيح غير صحيحة. وقبل أسبوع، غيّرت بلدية سخنين، بضغط من الإسلاميين، اسم إحدى المدارس في المدينة من «أم كلثوم» إلى مدرسة «الفاروق»، فيما طالب أئمة في مدينة الطيبة بتغيير اسم شارع محمود درويش الى شارع مكة أو الخلفاء.

وعلى رغم الأصوات الكثيرة التي انتقدت «ظاهرة كم الأفواه والمس بالحريات»، واصل سلفيون تدخلهم في الحياة الاجتماعية والثقافية، وفرضوا عضلاتهم في مدينة الطيرة حين منع شبان ملتحون بالقوة إجراء ماراثون عدو يشارك فيه عداؤون وعداءات جنباً إلى جنب بداعي أن ذلك «ضد الدين والحياء». ولم يشفع للعدائين تدخل العلمانيين والمناهضين للسلفيين، إذ نجح الأخيرون في ترهيب العداءات، كما تقر العداءة حنين راضي (36 سنة) بقولها إنها باتت تخاف أن تركض في شوارع مدينتها بعد أن تعرضت الى تهديدات وشتائم، ثم إطلاق الرصاص على منزلها وعلى سيارتها، فيما الشرطة لم تحرك ساكناً.

وفي البلدة المجاورة، جت، منع رجال دين متشددون حفلة غنائية في ساحة عمومية بداعي أنها «ضد الدين وتفسد الأخلاق»، وتبعها اعتداء جسدي من جانب رجليْن من «نادي هداية» السلفي في البلدة على المربي علي مواسي من مدينة باقة الغربية لعرضه فيلم «عمر» الفلسطيني على تلاميذه بداعي أنه تضمن «مشاهد صادمة وخادشة للحياء»، وتم تهديده علناً بالقتل. وتحت تأثير المتطرفين، فصلته البلدية من عمله، قبل أن تعيده محكمة العمل.

وينشط السلفيون في جمعيات ونوادٍ ومساجد مختلفة في عدد كبير من البلدات العربية، ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت، من دون التردد في تكفير مبدعين ومثقفين فلسطينيين في الداخل، وهدر دمهم على خلفية مواقفهم الفكرية والسياسية.

ويحذر علمانيون من خطورة الفكر الترهيبي للسلفيين على النسيج الوطني والاجتماعي لفلسطينيي الداخل، من دون أن يفلحوا حتى الآن في لجم الظاهرة. ومن المقرر أن ينظم المركز الحقوقي «مساواة» الناشط في أوساط العرب في إسرائيل الثلثاء المقبل ندوة يعتبرها كثيرون جريئة تحت عنوان «ثقافتنا في خطر - سُبل المواجهة».

ويرى مدير المركز جعفر فرح أن الندوة ستتعرض إلى «ظاهرة جديدة وغريبة عن مجتمعنا وثقافتنا وهويتنا»، في إشارة إلى محاولات الجناح المتطرف في الحركات الإسلامية والسلفيين فرض أجندة جديدة لم تكن معروفة حتى فترة وجيزة على نحو 1.5 مليون عربي يعيشون في الداخل، غالبيتهم العظمى (أكثر من 80 في المئة) من المسلمين.