عبد الغفار حسين

هناك قوّة في الحرف والكتاب وقوة في كلمة اقرأ.. «محمد بن راشد». 

أهم ما يتميز به زعيمٌ أو رئيسٌ أو مديرٌ، أو أي أحد يتسنّم المسؤولية في أي مجتمع، أن يتبنى هذا المسؤول، مشاريع التحدي؛ ليس بمعنى أن يكون مكابراً لا يقبل بغير رأيه، أو بغير عمله، ولكن التحدي في إبداع عمل منفعي، فيه للناس فائدة وخير، والتركيز على الانفرادية بتقديم مثل هذه الفائدة. وهنا يكمن التحدي الذي فيه الخير وفيه المنافع، لأن ما ينفع الناس هو الذي يبقى، وهو الذي يميز فاعله، وهنا يكمن التحدي في المنافع أيضاً، وهو خير التحديات.

هذا هو محمد بن راشد، الزعيم الذي تشرئب الأعناق، كلما ذُكر في أي مكان في العالم، صاحب التحديات المبدعة والنافعة في الوقت نفسه. 

في البداية عُرف هذا الزعيم بالإبداع في العمران المادي، مشاريع في البنية التحتية والفوقية للبلد، وإضافات لمشروعات كانت أو بدأ العمل بها، فأكملت؛ هذه المشروعات التي لو لم يعمل محمد بن راشد، ويبذل جهوداً غير عادية، لإيجادها في الواقع، لأخذ مثل هذا الإيجاد من الوقت كل مأخذ، وقد يأخذ مثل هذا الجهد سنين من العمل، ولَمَا نعمنا نحن الذين نعيش في عهد محمد بن راشد، بهذه المشروعات والإنجازات.

ولو أراد أحدنا أن يتبع خطوات كل مشروع، ويحصيها بالعدّ، لصعب عليه ذلك، لكثرتها خلال هذه الفترة الزمنية التي مرّت على زعامة محمد بن راشد، وهي تقل عن ربع القرن.

وقد خطر لي، وأنا أعدّ لهذا المقال، عقب حفل تحدي القراءة العربي، في أوبرا دبي يوم الأربعاء، أن أجهز في القريب إن شاء الله، كتاباً أجمع فيه ما كتبته عن محمد بن راشد، خلال هذه السنوات العشرين، أو العشرين ونيّف، لأن هذه المقالات تجسد شيئاً من خطوات محمد بن راشد الإبداعية، التي أضاف بها إضافة غير عادية إلى عمران دبي، وتالياً يجسد مرحلة تاريخية مهمة في تاريخ دبي وتاريخ الإمارات عامة. ويشرفني أن أكون أحد الذين واكبوا هذه المرحلة، من مراحل ازدهار دبي والإمارات بشكل عام.

ولا بدّ من الإشارة إلى نقطة يتميز بها محمد بن راشد، بين كثير من الساسة في العالم، بأنه يجمع في مشاريعه التي يبدعها، الحسنات المتعددة، من تلك التي تعدّ كالخير الجاري المستمر لمصلحة الناس، فإذا أخذنا من هذه الحسنات حسنتين اثنتين رئيسيتين، وهما الإعمار والثقافة، لكفتنا هاتان الحسنتان عما سواهما. 

ومن الميزات المبدعات لمحمد بن راشد، أنه دائم العمل في نشر الفكر الثقافي والحضاري، ولَعَمْري فإن هذه في رأس الحسنات التي يقدّمها أي زعيم لجماعته. ورغم أن الإعمار مشروع ثقافة أيضاً، فإن الجمع بين الثقافتين المادية والمعنوية، في رأس الحسنات التي يجمع بينهما أي زعيم، لأية أمة تريد البقاء وشق الطريق إلى الأمام والتحدي، من أجل المدنية والعمران.

ولقد نعمنا يوم الأربعاء، بالحضور في تجمّع جميل في «أوبرا دبي»، لمشاهدة البرنامج المعد لتحدي القراءة العربي، وفي هذا الحفل كُرّمت أعداد من المشاركين من كل أنحاء العالم. ومن الجميل أن مشروع التكريم لم يقتصر على المواطنين وحدهم، بل شمل أشخاصاً من كل أنحاء الأرض. وفازت مدرسة الإيمان الخاصة للبنات في البحرين، بمبلغ كبير وهو مليون دولار، لتميزها، وغلبة الاستفادة من القراءة بين طلابها، وهذا شيء قليل المثيل في العالم، ومن خير مبدعات هذا الزعيم الكبير الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله.

ولا بدّ لنا من الإشارة إلى أن الإعداد الفني والتنظيمي لهذا الحفل، كان بديعاً ومبهجاً، جمع بين الاستشهاد بالقراءة لدى المكرمين، والطرب الذي أضافه المبدعون في تقديم برنامج الحفل، كالسيدة بروين حبيب التي أصبحت متميزة في إضافة الرونق الإبداعي على الحفلات، كذلك من الإنصاف الإشادة بجهود الوزير محمد القرقاوي وفريق عمله في الإعداد الفني الجميل والترتيب العالي النظام لهذا الحفل المشوّق.