جاسر عبدالعزيز الجاسر

عندما يتناثر الفرح في كل أرجاء الوطن، تستوطن السعادة نفوس أبناء الوطن، والمملكة العربية السعودية تعيش هذه الأيام ومنذ أشهر حالات فرح وسعادة رغم استمرار اعتداءات الحوثيين وفلول صالح في الحد الجنوبي من أرض الوطن، ورغم مشاغبات ملالي إيران وعملائهم وما ينثرونه من أعمال إرهابية في دول مجاورة وحتى في مدينة سعودية من قبل بعض من أشرارها الذين هم أداة في يد شياطين المجوس.

رغم كل ذلك تتسع مساحات الفرح والسعادة بعد أن تم تجاوز حصار التضييق الذي فرضته تسلط عقلية من استوطن الحزن عقولهم نتيجة فهمهم الخاطئ للحياة.

جملة إجراءات وخطوات بسيطة ومريحة تتوافق مع السلوك الإنساني ولا تخرج عن أنظمة البلاد وتتوافق تماماً مع نهجنا وشريعتنا السمحاء، عادت الطيور المهاجرة لتغرد من جديد في مدن الوطن.

وهكذا التحمت نفوس وعيون السعوديين مع من يحبونهم ويلهمونهم ويشيعوا السعادة والفرح في النفوس، في جدة وفي الرياض، وقبل ذلك في الطائف.

محمد عبده وراشد الماجد ورابح صقر وخالد عبدالرحمن وطلال سلامة، هذه الكوكبة الرائعة من بلابل الفن السعودي كانت تغرد خارج الوطن وتفرض على محبيهم متابعتهم واللحاق بهم إلى لندن ودبي والقاهرة والدوحة والكويت، كان الوطن محروماً من إبداع هؤلاء النجوم وكان المحبون يصرفون المال والوقت للاستمتاع بثروة الوطن الفنية، استنزاف للأموال والقدرات الفنية وتعطيل استثمار إمكانيات مصاحبة من فرق موسيقية وقاعات، وبدلاً من نشر واحات الفن تتصحر الساحة وتهجر المدن السعودية لتزدهر مدن أخرى على حسابها.

مساحات السعادة اتسعت أكثر، وتوزعت على المدن السعودية كافة، مما جعل الكثير الكثير من المواطنين السعوديين يبقون في بلادهم، وهذا أفضل وسيلة وأنجع السبل لتحصينهم أخلاقياً وسلوكياً، لا بد وأن الحرس القديم الذي كان يعترض طرق السعادة بحصاره المطبق على الفن والترفيه البريء يقنع بما تحقق، فقد اشتعلت المدن السعودية بالعديد من المهرجانات والفعاليات الجماهيرية من فنية ومعارض. 

ففي الرياض جذب مهرجان (ربيع الرياض) قرابة نصف مليون زائر من أسر وعوائل مدينة الرياض، استمتعوا بزهور الرياض والمسطحات الخضراء والغابات وقنوات المياه ضمن عمل رائع تشكر عليه أمانة الرياض التي يسجل لها أنها أبدعت مرتين، أولاًَ في مبادرتها بإقامة مهرجانات ربيع الرياض التي تتواصل منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً، بإقامة مهرجانات كانت في البداية بسيطة تشتمل معارض للزهور في الممر الذي يفصل بين جامعة الأمير سلطان والمبنى الجديد لوزارة التعليم، يومها كانت تلك المبادرة بداية تحويل مدينة الرياض إلى مدينة تحتضن الإنسان وتوفر له السعادة، وهو مشروع بدأه الأمير عبدالعزيز بن عياف أمين الرياض السابق من خلال فكرة (أنسنة المدن) والآن يجني ثماره أهل الرياض بعد أن طورته الأمانة إلى مهرجان متكامل في مساحة كبيرة في تقاطع طريق الملك سلمان وطريق الأمير تركي الأول.

وثانياً في إقامة هذا المهرجان (ربيع الرياض) وفق تنظيم جميل ورائع خصص للعوائل حتى تخرج مع أبنائها وأطفالها لتنفس عنهم في أجواء صحية وسلوكية واجتماعية رائعة.

مهرجان ربيع الرياض تزامن مع مهرجانات وفعاليات أخرى في مدن المملكة كمهرجان الساحل الشرقي الذي يشهده كورنيش الخبر وكورنيش الدمام، ومهرجان جدة التاريخي، ومهرجان عنيزة، ومهرجان نبق وحبق في تبوك، وجميعها أدخلت الفرح والسرور إلى أهالي تلك المدن التي شاركهم فيها زوارها الذين استثمروا إجازة الربيع للاستمتاع بروح الوطن، مما رفع مؤشر السعادة في المملكة.