زاهي حواس

يمثل الكشف عن الحجرات السرية داخل هرم الملك خوفو حلم العلماء في كل مكان، حيث إن هرم خوفو هو أعظم وأهم الأهرامات المصرية، والتي وصل عددها بعد كشف الهرم الجديد لإحدى الملكات بدهشور إلى 124 هرماً خاصاً بملوك وملكات مصر في الدولة القديمة والوسطى.

وقد عاصرت الكثير من القصص والحكايات المثيرة حول هرم الملك خوفو، وأهمها ما أثير في كل مكان عن الاكتشافات التي أقوم بها داخل الهرم، والادعاء بأن هذه الاكتشافات تثبت أن الهرم لا يخص مصر، بل هو نتاج حضارات أخرى مثل حضارة القارة المفقودة - أطلانتس - الوهمية! بل لقد قالوا إنني أخفي هذه الاكتشافات التي أصل إليها عن طريق سرداب يبدأ من حمام مكتبي بمنطقة الهرم وينتهي أسفل هرم الملك خوفو؟! وتناولت الصحف هذا الموضوع الذي أصبح حديث كل الـNew age أي الأشخاص الذين يعتقدون في هذه الخزعبلات، وهم ملايين في كل مكان ومنهم جماعة «الروزاكروشن»، وجماعة «إدجار كيسي»؛ وجماعات كثيرة أخرى في أميركا وأوروبا.. وقد حدث أن زارني صحافي أميركي ووجه لي هذا الاتهام قائلاً إنه جاء من أميركا لكي يحقق في هذا الموضوع ويكشف سر الحمام. وقبل أن أجري معه أي حديث طلبت منه أن يذهب ويزور حمامي، وفعلاً ظل نحو نصف ساعة يبحث في كل مكان داخل الحمام، وبعد ذلك جاء لمقابلتي وأجرى معي حديثاً صحافياً عن هذا الموضوع وقلت له: «ماذا ستفعل الآن بعد أن شاهدت بعدم وجود سراديب من مكتبي تصل إلى الأهرامات؟ فأجاب بأنه سوف ينشر صورة الحمام على الإنترنت لكي يعرف العالم حقيقة الموضوع، وبالفعل قام بنشر الصور على الإنترنت. أرجو ألا يضحك القارئ لهذا المقال لأن ما أكتبه هو حقيقة ويظهر جنون العالم بالآثار المصرية أو كما أطلق عليها (جنون اسمه الفراعنة)».
وقصة أخرى بطلها الأميركي لاري هانتر الذي جاء إلى مصر وعاش في قرية نزلة السمان، وكان هدفه من الزيارة هو الكشف عن مزامير داود، حيث يعتقد أن هذه المزامير موجودة داخل الحجرة السفلية الموجودة أسفل هرم الملك خوفو! وطلب أن يقوم بالحفر داخل الهرم، وأوضحت له بأنه من المستحيل أن يحفر أي شخص داخل الهرم، بالإضافة إلى أن أي أعمال حفائر في مجال الآثار تخضع لشروط، أهمها أن الآثار لا تتعامل مع أشخاص، بل تتعامل مع مؤسسات علمية من جامعات ومتاحف، بالإضافة إلى أنني لا أستطيع منح تصاريح حفائر لأن المنوط بذلك هي لجنة تعرف باسم اللجنة الدائمة للآثار المصرية. وللأسف قام بعض الخبثاء بخداع الرجل وأكدوا له أنني الوحيد الذي أصرح بالعمل داخل الهرم وتحول هذا الشخص إلى وحش كاسر يريد أن ينتقم مني لأنني لم أسمح له أن يكتشف مزامير داود داخل الهرم، وجاءت له الفرصة عندما سقط حجر من جسم أبو الهول في الواحدة ظهراً، وحدث الخلاف بين المرحوم أحمد قدري والوزير فاروق حسني، وقام لاري هانتر بالاتفاق مع حارس أبو الهول الذي طُرد من العمل لسوء تصرفاته، وعمل معه فيديو عن قصة مختلقة تماماً يشير فيها إلى أن حجر أبو الهول سقط بفعل فاعل، وعاشت مصر مع الصحافة والشرطة سنوات تعتقد في كلام هانتر حتى جاء رئيس النيابة أمير فؤاد ليعلن الحقيقة للناس وأن هانتر خدع كل المصريين.