علي سعد الموسى
في قصة الراقص المستفزة لنا جميعا على رصيف شارع الفن الأبهاوي سأكتب: لا يمكن لهوس فردي أن يسلب من بين أيدينا حكاية شارع صاعد تحول بالفعل الموجب إلى واحد من أشهر الشوارع الوطنية.
كنت على ثقة أن سمو أمير المنطقة لن يترك لمثل هذه الحادثة والمتورط فيها أن يهرب بأمان من طائلة القانون، وهذا ما كان بالفعل. وسأكتب اليوم بكل تجرد مع حفظ الأسماء: أصبت بالدهشة العارمة من (دردشة) فضائية كان البعض فيها يرى أن ما حدث يدخل في باب الحريات الشخصية، أو في أسوأ التوقعات شيء من الطيش العابر. بعضهم يتعلل بالتبرير أن المجتمع اليوم على أبواب رحلة فاصلة من الانفتاح والتواصل. ومرة أخرى أصبت بصدمة بعض الردود، فالقصة عدا أنها تعاكس تربيتنا الدينية فهي أيضا تسبح ضد تيارنا الأخلاقي وقيمنا الاجتماعية الموروثة. وفي بعض الأحيان صار هاجسي الخاطئ يظن أن مثل هذه القصص المنبوذة هو شيء
من المؤامرات المختلقة لتشويه صور التربية المحمودة والبريئة التي نعيشها في الفترة الأخيرة، لكن الوقائع المكتشفة تبرهن على خطأ افتراضي مع هذه القصة بالذات.
الجهاز الرسمي الحكومي أدرك شوق الأسرة السعودية لكسر (تابوه) الترفيه، ومع هذا لن يسمح هذا الجهاز بالانـحطاط الفردي إلى مثل هذا السلوك.
يجب أن يكون مثل هذا الاختلال عبرة لكل من يجرؤ إلى حد الرقص علنا على الرصيف. كل مناشط التربية الوليدة مكفولة بالنظام والقانون.
ومرة أخيرة سأعود للمرافعة عن شارع الفن: على أرصفة هذا الشارع، ولأكثر من موسمين، كان الشارع باب رزق وحياة لعشرات الأسر المنتجة. عشرات النساء الشريفات اللواتي وجدن به مصدر دخل حلال شريف، فلن تسلبه منهن أبدا قصة لمراهقة.
شارع الفن فكرة عبقرية لإبراز مفاتن هذه الجميلة وإغرائها السياحي مثلما هو لوحة طبيعية لتسويق ثقافة المكان والإنسان. شارع الفن هو أحدث فكرة تسويق سياحي يقصده الآلاف في ذروة الموسم، حتى أصبح في ظرف وجيز واحدا من أشهر المعالم السياحية الوطنية.
مرة أخيرة: لن تسرقه قصة مستفزة.
التعليقات