عقد في القصر الجمهوري في بعبدا مساء أمس لقاء ثلاثي ضم رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.


وخصص الاجتماع للبحث في المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية التي تجرى بواسطة الأمم المتحدة لتصحيح الحدود في النقاط المتنازع عليها في ضوء نية إسرائيل بناء الجدار الأسمنتي على طول الحدود الجنوبية. وانضم إلى الاجتماع لاحقاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم المكلف متابعة هذا الملف، ورئيس البعثة العسكرية اللبنانية إلى الاجتماع الثلاثي في الناقورة العميد الركن أمين فرحات ومساعده العميد رولي فارس.

وعلمت «الحياة» أن مفاوضات سرية كان يقوم بها الأميركيون والأمم المتحدة للوساطة بين إسرائيل ولبنان حول تصحيح الحدود البرية والبحرية، وأن هناك معطيات استدعت عقد الاجتماع بين الرؤساء الثلاثة.

وكان عون أكد ان «الفلتان الأمني الذي تشهده منطقة بعلبك لن يستمر، وأن إجراءات وتدابير أمنية ستتخذ لإعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة التي ستبقى «مدينة الشمس» والمعلم الأثري والحضاري الأبرز في لبنان».

ودعا عون «أبناء المنطقة إلى التعاون أكثر مع الأجهزة الأمنية وإرشادها إلى مرتكبي الاعتداءات والسرقات الذين يستهدفون أمن المنطقة وسلامة ابنائها»».

موقف عون جاء خلال استقباله، نائب بعلبك الهرمل علي المقداد مع وفد من نقابة اصحاب المؤسسات والمحال التجارية في منطقة البقاع عرض له «الوضع الأمني في بعلبك والاعتداءات التي يتعرض لها المواطنون والتجار من قبل مسلحين يعبثون بالأمن من دون ان تتمكن القوى الأمنية من توقيفهم».

وقال عون بعد لقائه وفداً من مدينة سانت إتيان الفرنسية»: «منذ عودتي الى لبنان حتى اليوم، أبذل جهوداً كبيرة للحفاظ على الاستقرار فيه والعيش في اطار ديموقراطي. ونحن نعاني من نتائج الحروب في المنطقة المحيطة بنا، وبصورة خاصة بالنسبة الى عدد النازحين السوريين الكبير الى لبنان، الأمر الذي يكون مشكلة كبرى لنا، وعلينا إيجاد الحل الملائم لها. وهذا أمر صعب لأن المجتمع الدولي لا يساعدنا على حلها، بل يشترط التوصل الى سلام وحل سياسيين كاملين في سورية قبل عودتهم، وهذا ما يجعلنا عرضة لمخاطر كبرى».

وأشار عون إلى أن «النزاع في سورية تحول إلى صراع بين قوى عظمى، الأمر الذي يجعل معه من الصعوبة بمكان التكهن متى يتم التوصل الى حل سياسي له، وأمامنا نموذج اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يزالون في لبنان ينتظرون منذ قرابة سبعين سنة الحل السياسي في فلسطين، ولا افق لهكذا حل بل موجة نزوح جديدة، خصوصاً مع إعلان إسرائيل يهودية الدولة».

وأوضح أن «بإمكان النازحين السوريين العودة الى ديارهم، لأن قسماً كبيراً من سورية بات يعيش في ظل الأمن والاستقرار، ولا يجب انتظار الحل السياسي النهائي لعودتهم».