أي عظمة هذه التي تفاخر بها المملكة العالم كله، ليس كمثلها فخر، وليس أدلّ على ذلك من أن ملوك المملكة حتى هذا العهد الزاهر بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-، أحب اسم إلى قلوبهم هو خادم الحرمين الشريفين، هذا اللقب الذي منذ أن أُطلق وهو تاج يفاخر فيها الملك حين يتولى الأمانة، ولأنه الملك سلمان الذي يعرفه العالم كله، فهو خير من يعرف أين يضع ثقته، وفي خدمة ضيوف الرحمن وحسن استقبالهم والتسهيل عليهم وراحتهم، اختار لهذه المهمة الأسمى عملاً، ولي عهده الأقدر عملاً سيدي محمد بن سلمان -يحفظهم الله جميعاً-، وما سهل المهمة أن سيدي ولي العهد يقود شعباً كله يحب خدمة ضيوف الرحمن، يقود شعباً بعد نذره نفسه لخدمة وطنه وضيوف الرحمن في بيته الحرام أمام كعبته في مكة المكرمة الشريفة.

سمو سيدي ولي العهد وصل إلى مكة ليكون الأقرب لتولّي مهمة الإشراف المباشر لمتابعة شؤون المعتمرين ضيوف الرحمن، ومتابعة جميع الخدمات والتأكد من كل التفاصيل سعياً لخدمة ضيوف رب العزة الوافدين إلى بيته العتيق في مكة المكرمة، وخدمة ضيوف الرحمن مسيرة بدأت منذ وحد الملك عبدالعزيز المؤسس -طيب الله ثراه- المملكة، وهو ومن تولى بعده؛ يضعون خدمة الحجيج والمعتمرين في قمة أولوياتهم ولا أي شأن آخر يعلو على شرف هذه المهمة لديهم، وقد سار على ذات النهج العظيم سمو ولي العهد، فكانت الخدمات للحجيج والمعتمرين هي الأكمل والأبرز، حتى الشعب السعودي ومؤسساته الرسمية من وزارات وهيئات وأمن ومطارات ومتطوعين، كانوا على ذات الخطى، ولقد شاهد العالم بأسره كيف أن خدمة ضيوف الرحمن تقدمها بلادنا على أسس وقواعد علمية، مسخر فيها كل أحدث أنواع التطورات التكنولوجية، صحياً وأمنياً ونقلاً ومروراً وسكناً وحركة وتنقلاً.

سمو ولي العهد في مكة المكرمة يعزز وجوده من نوعية العمل، ورجالاته المخلصين يؤدون الأمانة وكل ما من شأنه خدمة ضيوف الرحمن، من سمو أمير منطقة مكة وسمو نائبه -يحفظهم الله-، ومروراً بكل كوادر العمل والمتابعة في خدمة ضيوف الرحمن، لكنها الأمانة رغم ثقلها يحملها سمو سيدي ولي العهد، ويمضي بها، ويؤكد على أن العمل في خدمة الضيوف لا بد أن يكون دائماً الأفضل، ويتجدد في النوعية والكمية، ويتقدم في المستوى ليس من عام لعام، بل في نفس موسم العمرة، فهذه رؤية محمد بن سلمان، وهذا نهجه في العمل، وهكذا تكون المخرجات، محبة في قلوب ضيوف الرحمن للمملكة قيادة وشعباً.

من بين حروف مقالتي هذه أتوجه بالعرفان والشكر لكل القائمين على خدمة ضيوف الرحمن، من أصغر متطوع ومتطوعة عمراً، إلى كل القيادات من كل الوزارات، رجالات الأمن، ورجالات المرور والصحة والنقل، المطارات والمنافذ البرية والبحرية، الجوازات والدفاع المدني والهلال الأخضر، لا عذر لي إن نسيت أحداً لم أذكره، ولكني أجد العذر الأكبر حين أقول شكراً ولي العهد، شكراً محمد بن سلمان، لأن شكره هو شكر لكل من يعمل ويساهم في خدمة ضيوف الرحمن، ذكرته الحروف أو نسيته، يكفيه أنه في وجدان محمد بن سلمان وفي عمله الذي يعززه له رب البيت الحرام سبحانه وتعالى.