بدأ العد التنازلي يقترب من نهايته (ويمكن القول بداية رؤية جديدة) نحو رؤية المملكة 2030، وبالتالي فإن كافة الفعاليات التي تجري وستجري خلال الفترة القادمة، هي فعاليات اللمسات الأخيرة وبدء مواسم القطاف لهذه الرؤية المباركة، ولا يمكن وصف أي ملف أنه الأهم، لأن كل الملفات الوطنية مهمة جدا بكافة أنواعها ومسمياتها، وبطبيعة الحال ملف النقل بشكل عام، والطيران بشكل خاص له حيز كبير من الأهمية، لأنه المعزز الأول الداعم المباشر لكل الملفات الأخرى، السياحية والرياضية والاقتصادية والترفيهية والمجتمعية وتطوير البنى التحتية وتوزيع التمركز السكاني في المملكة، وإحياء المدن وتواصلها، وهيئة الطيران المدني السعودية بدأت منذ سنوات في وضع الخطط الاستراتيجية نحو مستقبل واعد متميز منتج للطيران، وللتأكيد فإنه وللعلم في النسخة الثانية من هذا المؤتمر قد شهد مشاركة 60 دولة، وتوقيع 52 اتفاقية ومذكرة تفاهم، و116 اجتماعًا ثنائيًّا، وتنفيذ العديد السياسات والإستراتيجيات المهمة لقطاع الطيران المدني، إضافة إلى توقيع عدد كبير من الشراكات بين المؤسسات الحكومية والخاصة.

النسخة الثالثة القادمة التي ستقام في نهاية شهر مايو القادم، وبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ويرعاه-، حيث من المنتظر أن يشهد مشاركة أكثر من 5 آلاف من خبراء صناعة الطيران في العالم، وقادة شركات الطيران العالمية، ومسؤولي منظمات وهيئات الطيران في الدول المشاركة، ومنتظر أيضا أن يتم بحث ومناقشة قضايا مهمة جدا، مكملة لما تم الاتفاق عليه في النسختين السابقتين، خاصة قضايا قطاع الطيران العالمي، والنقل الجوي، إضافة إلى عمليات تحسين وتطوير الخطط اللازمة لضمان استدامة بيئية في مجال الطيران المدني، إضافة إلى مشاريع تمكين النقل الجوي المتقدم، وكيفية تعزيز مستوى الربط العالمي.

هيئة الطيران المدني متمثلة برئيس مجلس إدارتها معالي وزير النقل المهندس صالح بن ناصر الجاسر، ورئيسها معالي عبدالعزيز الدعيلج، وكوادر الهيئة بطبيعة الحال، يعلمون بشكل حثيث ودقيق على ضمان سير أعمال الهيئة، ومواكبة كل التطورات والتحديثات في مجال الطيران، وجميعهم وهم يعدون يهيئون لاستضافة وتنفيذ المؤتمر العالمي، يعلمون جيدا أن ساعة الافتتاح في 2030 قد اقتربت، وأن ملف الطيران الذي هو بأمانتهم، سيكون الملف الأول الذي يوضح قوة الرؤية وفاعلية نجاحها، الوصول إلى المملكة والتحرك فيها، هو أول ملاحظة سيسجلها العالم، إضافة أنه الملف الأول الذي يسهل إنجاح بقية الملفات، النقل بشكل عام بريا وبحريا والأهم جويا، لا بد وأن يكون كل شيء على أعلى مستوى، تميز وريادة.

وللأمانة ومن متابعتنا لأعمال هيئة الطيران المدني بشكل خاص، فإننا نلمس واقعا رائعا من حيث المخرجات ومواكبة كل حديث وتطور تكنولوجي، ولكن ما يهمنا أيضا هو وجود بصمة سعودية خاصة تميزنا عن غيرنا من بقية العالم، نعم نحن نؤيد سياسة البدء من حيث انتهى الآخرون، وتبادل الخبرات وتدفق المعلومات، لكن يلزمنا ونحن قادرون بإذن الله تعالى أن يكون هناك منتج في عالم الطيران ببصمة سعودية بحتة، لدينا الإمكانيات والقدرات والمؤهلات، وخلف هذا كله قيادة ملهمة طموحة بمنهجية ومؤسسية سيدي ولي العهد عراب الرؤية محمد بن سلمان -حفظه الله-، وبالتالي فإن وجود كود طيران سعودي خاص يقتدي به العالم كله، أمر ليس بمستحيل ولا صعب، وشبابنا قادرون عليه بتوفيق الله ورعايته.

المملكة اتخذت خطوات عديدة في عالم خدمات الطيران المدني والتجاري التخصصي، ولعل طيران الرياض كان إحدى أهم ثمار هذه الخطوات ونتائجها، وسيكون لنا مع هذا الطيران الوطني العالمي وقفة في مقالات خاصة عنه قريبا جدا إن شاء الله.