نأتي إلى هذه الدنيا مواليد ونظن أننا نجلب الرزق لآبائنا، نظرية سوداوية أفقرت كثيراً من متوسطي الدخل حتى ظل ينجب أبناء ينسى ما اسمهم ولم سماهم من شدة ما وصل إليه من الإفلاس وتراكم الديون ومضاعفة الجهد والعمل، لا يهم كل ذلك وَذَا المهم هو أن يمهد كل طفل على أن يكون التعليم في المدارس تلقيناً وترديدا ثم لصقاً أو مجرد رخصة يحصل عليها حتى تتيح له الصلاحية لمزاولة العمل، نسبة كبيرة من الخريجين في تخصصاتهم يظنوا أن الشهادة كفيلة بأن تأتي إليه بالوظيفة وهذه ضريبة تفاقس البطالة في أعظم الدول التي تسجل أرقاماً اقتصادية عالية في ميزانيتها.

تنهض الشعوب بتزايد شبابها العاملين وبنظيرتها البطالة هي التي تقتل آمالهم وتدفعم إلى الانحراف، ترى ما سبب تزايد نسبة البطالة في كل عام؟ مع أن هنالك دولاً تعاني من تزايدها وهي تصنف من أغنى الدول؟ ولم يصنَّفوا فقراء رغم بطالتهم بأنواعها، إنها كارثة التخطيط لتخصيص أكبر حصة من الميزانية العامة للدولة للتعليم ومع ضعف مخرجاته إلا أنه يتوجب عليه أن يكون عاطلاً حتى يبحث عن العمل، وضعت برامج لتخثر وتجفف غزارة البطالة من ضمنها برنامج (حافز) الذي دفع الشباب إلى تعطيل أذهانهم حتى عن العمل حتى بعض طلاب الجامعات بدؤا يتقاعسون عن تكملة الدارسة والانضمام إلى "حافز " وكأنه يقول كن عاطلاً لعامين حتى نبحث ونوفر لك عملا بدلاً من أن يعالج شرع نوافذ البطالة بأنواعها فوقف اليوم بعد ما أدرك أنه أعمى العين بدلاً أن يجملها.

نستطيع أن نعكس المعادلة حتى نحصل على حالة إيجابية لمحورنا نعمل من أجل أن نتعلم بدلاً من نتعلم لكي نبحث عن عمل! وليس لا أن نعمل خلال الدراسة ونطبق ومن أجل ألا تزيد البطالة بطالة علينا أن نقسّم التعليم إلى مهني يخرجه إلى نوافذ العمل وإلا لا فائدة من هذه الشهادات التي تزف به إلى التخرج وهو عاطل، لم لا يكون في بعض المدارس مصانع يطبقوا على أرض الواقع وتطول فترة التدريب سنوات ليتمرس ويكتسب خبرة بدلاً أن يحمل شهادة قبل ترم التخرج ثم التطبيق هل هذه مهنة كافية في أن تستقطب المنشآت الطلبة الجدد!! حسناً سوف تستقطب لكنها سوف تضخ مبالغ كثيرة مقابل إعداده وتدريبه إلى رأس العمل.

ولو نلتفت إلى بعض التجار لم تكن حصيلة تجارته علماً بل خبرة فلم لا نعزز في الشباب الطموح وأنه يستطيع أن يكون تاجراً فرأس المال الموجود هو عافية البدن بالإضافة إلى الفرص التي تقام في كل نافذة تفاعلية تقيمها الدولة لدفع الشباب إلى المشاريع الصغيرة من خلال تمويلهم عبر صندوق التنمية وبرامج أخرى تم تفعيلهامن خلال مؤسسات غير ربحية تحت مظلة حكومية.

إن زيادة مثل هذه المشاريع التي يعتنقها الشباب لا شك أنها تزيد من عجلة التنمية واستغلال طاقات كانت مهدرةٍ وتقلص نسبة البطالة من كل عام.

مخرجات المؤسسات التعليمية في كل عام تتزايد ليبحث عن عمل وربما العائق الأكبر هو عدم اكتساب خبرة ومهارةٍ تظهر في سيرته العملية فيظل يبحث عن عمل وأصحاب العمل من حقهم أن يرفضوا أو يتجاهلوا كل المتقدمين إليهم إلى أن يظهر شيء في سيرته أو من خلال المقابلة الشخصية، فلم لا يطور الطالب نفسه ويعمل كي يتعلم من خلال الالتحاق بالأعمال التطوعية قد يتغذي عقله ومهاراته أيضاً للخوض في العمل فثقافة التطوع ليست مفهومة لدى البعض بأنه لا يمكن أن يعمل الشاب إلى بمقابل مادي والله تعالى لا يضيع عمل أحد وقال في كتابه {اعملوا فإني عامل} فلا تستهين في أي عمل تقدمه وتتبرع بوقتك من أجل أن تقدم خدمة إنسانية وتضع لك بصمة في المجتمع من خلال الاشتراك في مثل هذه البرامج ضمن رؤية المملكة 2030م التي هي مرآة للفرد في مجتمعه وتهذيبه لغرس ثقافة التطوع، فاستقطاب الشركات الخاصة شباب التطوع لمّا شاهدت أعمالهم وأثبتوا جديتهم من خلال التكليف بالعمل التطوعي،وقصص نجاح كثير من الشباب ابتدؤوها من خلال التطوع والاشتراك في مبادرات اجتماعية فأعطني أيها الطالب المتخرج جهدك ووقتك في هذه الأعمال لأخبرك حينها من تكون.

كاتبة سعودية