هم الذين يهتمون بمناقشة اعراض المرض.. ولايهمهم معرفة اسبابه... أو نتائجة.
واذا ناقشوا النتائج فإنهم يناقشونها دون معرفة المقدمات.
الذين يطفحون على سطح الظاهر ويستوحشون الغوص في الجوهر.... فمثلا في السياسة:
سيناقش المحلل السطحي ظاهرة الإرهاب كعرض يجب التعامل معه بالمسكنات وليس كمرض يجب أن يتم البحث عن مسبباته الرئيسية ومعالجتها من جذورها... وهناك المحلل السطحي التبريري، وهو أكثر غباء وخبثا، حيث يلجأ الى تبرير كل فعل إرهابي مثلا.. بالهروب الى ذكر تبريرات لاعلاقة لها بالفعل القبيح.
كأن يقوم ارهابيون بعمل ارهابي في مكان ما ضد الأبرياء فينبري من يدافع عنهم بطريقة خبيثة وسطحية متعمدة فيقول.. مثلا:
ألا تقوم دولة الواق واق بقتل الناس في بلدهم الوقواقي؟!
بهذه الطريقة الخبيثه يتعامل السطحيون مع تلك الظاهرة الخطيرة كالذي يكافح البعوض برش المبيدات فوق المياه الآسنة وليس بتجفيفها.
والفكر الفاسد.. في عقول الناس، كالماء الآسن في المستنقعات الموبوءة، لايخرج منه سوى المرض.
وبدلا من معالجة حامل الفكر الملوث لابد اولا من اجتثاث ذلك الفكر من الكتب الآسنة بالمرض.. وتجفيف المنابر والمناهج من كل الافكار التي تغرس في العقول بذرة الكراهية لكل شيء جميل ومختلف ومتنوع.
والسطحيون.. نوعان:
نوع غبي وبريء..
ونوع غبي بخبث.. أي أنه يتعمد الغباء والخبث.. وهو الأخطر، لأن السطحي البريء عندما يكتشف الحقيقة فإنه يكفر بمن كان يلقنه الزيف. 
أما السطحي الذي يتقمص الغباء فإنه خبيث بالفطرة ومستعد أن يعمل لصالح من يدفع له حتى لو ضد أهله.
والسطحيون سواء الأبرياء أو الخبثاء لايرون في الوسائل الحضارية سوى ما يجعلهم يتفاخرون باقتناءها واستخدامها فيما يرسخ التخلف والرتابة والشقاق.. دون الاستفادة منها في نشر العلوم وعمل البحوث والاقتداء بمن صنعها لخدمة العلم والعمل.
وهم كالذباب والصراصير.. يتكاثرون حول القاذورات ومواسير الصرف.. عكس المفكرين الذين يتواجدون دائما حول الرحيق لتذوق عسل الحقيقة حتى لو حال خرط القتاد دونها.
دار حوار بين عقلاني و سطحي خبيث، تعمد العقلاني أن يفضح السطحي الخبيث أمام نفسه.. برغم علمه أنه لا يستحي:
العقلاني: ألا تعتقد مثلي أن منظِّر الإرهاب.. في الكتب وعلى المنابر.. هو الإرهابي الحقيقي الذي يجب محاكمته؟
السطحي الخبيث: صحيح.. لكننا لا نستطيع ان ندين ارهابيا يمارس ارهابه بيننا وهناك من يمارس الارهاب في بورما!!
السطحي: أها... إذن.. على الناس ألا يطالبون بتركيب صرف صحي في مناطقهم في أمريكا مثلا.. مادام أن أهل مدينة في بنقلادش لا يتمتعون بخدمة الصرف الصحي؟!
السطحي الخبيث:
أنا لم أتحدث عن امريكا.. وانما عن السنغال!!
العقلاني: أنت مع الارهاب.. أو ضده؟!
بالفصيح:
أنت إرهابي.. أم لا؟!
السطحي الخبيث: أتريد أن تورطني مع أمريكا...؟
بالطبع أنا ضد الإرهاب!!
العقلاني: كيف تكون ضد الإرهاب..وأنت في منابرك الإعلامية تدعو الى تكفير الآخر.. و نفيه.. وقتلة؟!
السطحي الخبيث: لم أدعو أبدا الى قتل الأمريكي والغربي.. وهل تعتقد انني غبي الى هذا الحد؟!
العقلاني: لكنك تكفر أبناء وطنك!!
السطحي الخبيث: أها... ألم أقل لك أنك علماني؟!

ديالكتيك.. ثعلبي.. حين تتحاور مع سطحي متمرس في الخبث المدفوع الثمن.
يبدأ معك الحوار بشكل بريء وعندما تعلن القبض على أفكاره وهي تمارس الخبث، يروغ كما يروغ الثعلب أثناء محاولته الهروب من المأزق ويعود بك من جديد الى مربع الحوار الأول: كي ينقذ خبثه من منطقك.
والسطحي الخبيث: قد يكون متلبسا بأية عباءة... سواء عباءة الدين او الثقافة او أية عباءة يلبسها كي يمرر أهدافه.. وعندما ينكشف أمره فهو لا يستحي وهذا مايجعله يصنع مايشاء في سبيل حفنة من مال او صفعة من آمر.
السطحي الخبيث: عبد.. تشبعت روحه بقيم الذل والإنبطاح، يستطيع أن يبذل المستحيل في سبيل اقناع السذج والبلهاء أن أكل التفاح حرام... ثم ينقلب على نفسه ليثبت لنفس البلهاء أن اكل التفاح حلال.
وفي كلتا الحالتين: يصدقه البلهاء ويتقلبون معه كيفما يريد بعقولهم التي لا تفكر.
السطحي الخبيث: يسلطه آمروه على السطحيين الأبرياء.. والآمرون هنا: قد يكونون جهات مخابراتية أوتنظيمات ممن يدفعون مالا لمن يخدم بدون عزة نفس أو كرامة لتحقيق أهدافهم الأخبث.
يقتنع البلهاء مرات بفائدة الملوخية ومرات أخرى يكرهونها حسب ما يتم إيحاءه لهم من قبل السطحي الخبيث.
يدفعهم للجهاد المقدس في افغانستان لمصلحة امريكا ضد الاتحاد السوفيتي: صديق العرب.
ثم يحرم عليهم الذهاب للجهاد في افغانستان ضد امريكا.
السطحي الخبيث: يقنع السذج من اتباعه المنزوعة عقولهم من جماجمها: ان الاستنجاد بأمريكا لتحرير الكويت من صدام حرام شرعا... وان الاستنجاد بالناتوا لتمزيق ليبيا وسوريا حلال شرعا.
ويذهب السطحيون الأبرياء مرددين شعار الله أكبر لذبح العرب والمسلمين وعندما تحترق ورقتهم: يتم القضاء عليهم في الموصل وحلب ليتم ارسالهم صوب هدف آخر.
هكذا.. يتم استعفال الشعوب التي لا تستخدم عقولها.. الشعوب التي تمنح المشعوذين وتجار الكرامة والفضيلة أن يتاجروا بهم في اسواق تورا بورا والموصل وحلب والرقة.. بدلا من استخدام العقول والاموال المهدرة في بناء بلدان متحضرة وشعوب قوية وحرة..!
وكلما.. استيقظ وعي السطحيين السذج:
يتم اعادة برمجة عقولهم عن طريق السطحي الخبيث الذي كسب الخبرة في السيطرة على عقول السذج الأبرياء عبر المنابر التي تدعو مزمجرة بإسم الله ويذهب خطباؤها الى لندن وجنيف وتركيا كلما أمَّنوا جبهة الجهاد ورفدوها بالآلاف من المجاهدين الذين يتم تجميعهم للموت كل فترة من فترات الزمن العربي المخجل.
مليارات من أموال العرب: تذهب للقتل والاقتتال 
ليس من أجل بناء مصانع
او مصحات..وجامعات..
وانما لتأسيس جيوش يقتل بعضها بعضا 
تتوقف بسببها التنمية وتتعطل البرامج التي يجب ان تخطط لتطوير البلدان والانسان..
وتحضر الشركات العالمية لعقد صفقات المشاريع التي لا تبني انسانا بقدر ما تسلبه ثروته وحاضره ومستقبله.
تبا للتخلف 
والعملاء والخونة...
تبا للشعوب التي يستهويها القتل وممارسة الكراهية.. واذا ماحدثتهم عن الحرية: حسبوها دعارة.
وهل هناك دعارة أقبح من أن يكون الإنسان: عنزا في قطيع؟!