يقولون العرب الحكمة يمانية... لكن الرئيس الانتقالي لليمن هادي لا يتمتع بها في كل المراحل التي تتطلب حكمة وقرار منة بعد أن تورط اليمن وتعرضت المنطقة للتهديد حيث كان هادي الخطأ والحطب التي تشعل الفتنة بقصد وبدون قصد، النائب المجهول والاحتياطي لزعيم المؤتمر يجد نفسه فجأة بعرش صالح وبيده مستقبل مختلف بدافع من المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية التي لم ولن يكون فارسا لها بل هو الحاجز الأول فيها...

هادي ترك "اليمن الجديد" ملعبا إيرانيا تحت شعار الحوثي بعد ما تفرغ لقمع واجتثاث حزب المؤتمر والحرس الجمهوري بالتعاون مع الحوثي والإخوان، حيث يدركون جميعا أن رجال الدولة اليمنية الشمالية والجنوبية وأبناء شيوخ القبائل العربية هم أعضاء بالمؤتمر والحرس، وكان إبعادهم يعني سيطرتهم وفرض رؤيتهم الحزبية على اليمن والمنطقة، فتحولت صنعاء لنسخة من قم، وأصبح هادي فارا بشرعية مع هروب حلفائه الأخوان رغم سيطرتهم على اركان الحكومة ومزاعمهم لحمايتها...

رغم جراح صنعاء وقسوة المحتل الإيراني ثارت العاصمة بقيادة صالح ضد "حلفاء الضرورة "، لكن الشرعية كانت أبعد "الأصدقاء والأعداء" عنها رغم قدرتها العسكرية والقرب الجغرافي من قلب صنعاء، حتى تمكن الحوثي من كل العاصمة إثر اغتيال صالح، الذي قاده القدر إلى أن يكون رجل الثورة اليمنية الجديدة في وجه الهمجية الحوثية، التي تعمل لسلخ جلد اليمن العربي لرغبة إيرانية تحت مزاعم لأحقية أهل البيت الكرام بالحكم باليمن.

التحالف الخطأ في صنعاء سقط مع ثورة صالح، وتبدلت التحالفات الداخلية والخارجية ولو مؤقتا، وأصبح كل اليمن بدعم من التحالف عدو لكهنة صعدة، لكن الشرعية ما زالت تمارس دور المخرب والعاجز في أهم مراحل الأزمة، ما يسمح للحوثي بالقدرة على إعادة قراءة المشهد اليمني وخلق تحالف ولو بالقوة من أجل كسب نقاط سياسية تخدم الحركة أمام المجتمع اليمني والعالمي، بل وحتى تسمح لهم بتصفية وإبعاد من عجز هادي عن استيعابهم قبل سقوط صنعاء.من قادة المؤتمر الرافضين لحوثنة اليمن.

وعليه فإن التحالف العربي يتوجب عليه عدم ترك القيادة لفريق الشرعية الراغب باستمرار الحرب دون جهود لدحر الانقلاب، بل يجب عليه تجميدها كما طالب خالد بحاح، وتمكين القوى السياسية اليمنية الفاعلة من تشكيل حكومة حزب انتقالية حتى لو حصر عملها في المناطق الشمالية، بالنظر لتصريحات هادي ضد "إرث صالح السياسي" وتغير في تصريحات أطراف بالحكومة ضد مشروع المصالحة الداخلية المقبلة من أجل دحر الحوثي، والتي تظهر وعدم رغبتهم بالسماح لخلق أرضية جديدة لتسع لحزب المؤتمر "جناح صالح" الأكبر والأهم باليمن

خاصة مع التعيينات الجديدة لوزراء في الشرعية يتبعون لكهنوت صعدة ولهم تاريخ ضد التحالف وحتى هادي، يعتبر مؤشر على إرسال رسالة طمأنة بعدم إقصاء من يؤمن بفكر الحوثي، بينما يستمر هادي بالعداء لشعب الجنوب العربي، الأمر الذي يظهر انصهاره بالمشروع الاخونجي الرافض لتقرير مصير الجنوب رغم أن المقاومة الجنوبية تعتبر صِمَام الأمان للشرعية وشريك التحالف الأول.

كما وقد تكون ملامح لرغبة من هادي بإعادة التحالف بين صقور الأخوان والحوثي بدعم من تركيا وقطر رغم نفى قادة حزب الإصلاح باليمن والرياض التقرب مع الحوثي، وهذا يدل على أن إدارته الانتقالية تخالف تحركات الشارع اليمني وعمليات التحالف المجتمعة للبحث عن تسوية يمنية تعيد

اليمن للسلام وتدحر الانقلاب وتنظر لمستقبله السياسي المرتقب الذي لن يكون سعيدا حتى يتخلص من سموم الأحزاب العقائدية.