فاليري بليم
واشنطن: قالت عميلة المخابرات المركزية الأميركية السابقة التي كانت محور فضيحة حاصرت اكبر مساعدي ديك تشيني نائب الرئيس يوم الجمعة ان وظيفتها كعميلة سرية انتهت فجأة عندما كشف هويتها مسؤولون بادارة بوش. وفي شهادتها امام لجنة بالكونجرس قالت فاليري بليم التي كانت تتحدث علانية للمرة الاولى خلال اربع سنوات منذ ان كشف مقال باحدى الصحف النقاب عن هويتها quot;شعرت بأنني اصبت في احشائي.quot; وأضافت quot;لم يعد باستطاعتي ممارسة العمل الذي دربت على القيام به.quot;

وجذبت الشهادة التي كانت متوقعة بدرجة كبيرة من المرأة الشقراء والتي كانت موضوعا لصورة نشرتها مجلة فانيتي فير اهتمام العشرات من الصحفيين والمصورين ونقلتها على الهواء قنوات التلفزيون الاخبارية. وجرى الكشف عن هوية بليم بعد فترة قصيرة من توجيه زوجها الدبلوماسي اتهاما لادارة بوش بتغيير معلومات مخابرات لتبرير قضية غزو العراق.

وظلت ملتزمة الصمت في الوقت الذي سعى فيه المحققون لتحديد ما اذا كان مسؤولو الحكومة قد انتهكوا القوانين بالكشف عن هويتها للصحافيين. ولم يتهم أحد بمسؤولية الكشف عن هوية بليم لكن لويس (سكوتر) ليبي المدير السابق لمكتب ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي أدين في وقت سابق من هذا الشهر بالكذب وعرقلة سير التحقيق.

واظهرت الادلة في تلك المحاكمة ان ليبي وعددا من مسؤولي البيت الابيض سربوا هوية بليم بهدف تشويه سمعة زوجها وهو السفير السابق جوزيف ويلسون. وأرسلت المخابرات المركزية الأميركية ويلسون الى النيجر في عام 2002 لكشف طموحات العراق النووية. وأدى تقريره في عام 2003 عن تلك الرحلة الى وضع البيت الابيض في موقف الدفاع حول ما اذا كان قد ضلل الرأي العام تجاه قدرات العراق النووية والتي كانت سببا رئيسيا في بدء الحرب.

والتركيز الضيق على محاكمة ليبي ترك العديد من الاسئلة دون اجابات حول جدوى اهمية تسريب هوية بليم. وقال حلفاء لادارة بوش ان هذا التسريب لم يلحق ضررا كبيرا لانها كانت تعمل في وظيفة مكتبية بمقر المخابرات المركزية الأميركية.

وابلغت بليم (43 عاما) لجنة الاشراف والاصلاح الحكومي بمجلس النواب بأنها احتفظت بمكانتها السرية وقتها وان عددا قليلا من الاشخاص هو الذي علم بأنها تعمل في المخابرات المركزية الأميركية. وقالت quot;لم يكن الامر شائعا في محيط (منطقة) جورجتاون quot; في اشارة الى الحي الراقي بواشنطن. واضافت ان الكشف عن هويتها أنهى فعليا قدرتها على القيام بمهام سرية في الخارج كما فعلت مؤخرا وسيصعب على المخابرات المركزية الأميركية تجنيد عملاء في المستقبل.

وقالت quot;اساء مسؤولون حكوميون كبار في البيت الابيض ووزارة الخارجية باهمال وتهور استخدام اسمي وهويتي.quot; واضافت quot;كان عليهم ان يتحلوا بالمثابرة في حمايتي وحماية كل ضابط بالمخابرات.quot; وقالت بليم ايضا انها ليست المسؤولة عن ارسال زوجها الى رحلة النيجر كما ألمح مسؤولون بالبيت الابيض.

وقال رئيس اللجنة هنري واكسمان وهو ديمقراطي من كاليفورنيا ان الكونجرس سيجري تحقيقا اضافيا حول ما اذا كان مسؤولو البيت الابيض اساءوا استخدام معلومات سرية. وقال واكسمان quot;لا يتعلق الامر بليبي او بفاليري بليم ويلسون.quot; وأضاف quot;انه يتعلق بسلامة امننا القومي.quot;

***العميلة السابقة للمخابرات المركزية الأميركية فاليري بليم ويلسون تتحدث امام لجنة الاشراف والاصلاح الحكومي بمجلس النواب في واشنطن يوم الجمعة. تصوير: لاري داونينج - رويترز.