وسط معارضة إشتراكية للزيارة
اورتيغا في إيران يرغب في تغيير النظام الحاكم في العالم

يوسف عزيزي من طهران: أكد الرئيس محمود احمدي نجاد خلال استقباله أمس لنظيره النيكاراغوي دانييل أورتيغا، أن إيران ونيكاراغوا ستبذلان جهودهما لإرساء نظام يقوم على السلام والعدالة. وأفاد مراسل وكالة مهر للأنباء أن أحمدي نجاد صرح للصحافيين بعد الإنتهاء من مراسم الإستقبال الرسمية للرئيس النيكاراغوي في مطار مهر آباد، قائلاً: quot;إن بإستطاعة الشعبين اللذين يملكان طاقات وامكانات كبيرة أن يستثمرا هذه الطاقات والامكانات، وأن يتضامنا مع بعضهما أكثر على طريق الاستقلال والحرية quot;.

وضمن ترحيبه بقدومأورتيغا، أكد الرئيس احمدي نجاد بأنه سيتم خلال هذه الزيارة وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقات التي توصل إليها البلدان في نيكاراغوا، ووضعها قيد التنفيذ. وأشار الرئيس احمدي نجاد إلى أن محادثاته مع نظيره النيكاراغوي ستشمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك.

كما صرح الرئيس النيكاراغوي دانيل أورتيغا في طهران بأن quot;الأوضاع الحالية تمكننا من إقامة نظام جديد للعالم، ونأمل أن نتمكن من تغيير النظام الحالي الحاكم في العالم واستبداله بنظام جديد قائمquot;.

وقال أورتيغا بعد الإنتهاء من مراسم الاستقبال الرسمية التي اقيمت: quot;نحن خلال محادثاتنا مع أميركا قمنا بشرح مواقفنا الشخصية السياسية الواضحة جدًا من الإمبريالية quot;. وأكد اورتيغا على ضرورة العمل على خلق المواقف الموحدة بين الشعوب، قائلاً: quot;نحن اليوم في اميركا اللاتينية لدينا هذا الشعور، وإن كافة شعوب وحكومات أميركا اللاتينية تسير في هذا الاتجاه ولديها إيران إلى جانبهاquot;.

وأعرب الرئيس النيكاراغوي عن سروره لزيارة إيران، موضحًا أن هدف هذه الزيارة هو تعزيز العلاقات الثنائية بين إيران ونيكاراغوا. وأوضح أورتيغا بأنه ينتخب اصدقاءه باختياره التام ولم يأخذ الرخصة في ذلك من أحد، وقال إن نيكاراغوا اليوم دخلت مرحلة جديدة من ثورتها، وهي مليئة بالأمل لبناء غد أفضل لشعبها، ونأمل أن نلمس في هذه المرحلة الجديدة العدالة والحرية والديمقراطية الواقعية والوحدة الوطنية في البلاد.

تنديد اشتراكي بالزيارة

من جهتها نددت الأوساط اليسارية الإيرانية بزيارة الرئيس النيكاراغوي لإيران، حيث قال الناشط الشيوعي د. فريبرز رئيس دانا: quot;على اورتيغا و الآخرين الذين يدّعون بالإشتراكية أن يعلموا بأنهم يزورون بلدًا ذات أرث رهيب في اغتيال الاشتراكيين، حيث تحول إلى ساحة لنهب واستئثار اليمينيين التابعين للأثرياء الذين يسيطرون على السلطة منذ 30 عامًاquot;.

وانتقد رئيس دانا وهو خبير اقتصادي و ناشط سياسي ماوصفه بتملق الرؤساء الاشتراكيين لدول نيكاراغوا وكوبا وفنزويلا وبوليويا لإيران، قائلاً: quot;على هؤلاء أن يعلموا أنهم يرتبطون بحكومة كانت وخلال حياتها كلها من أعداء الإشتراكيين في ايران. فعقب قيام الثورة و في العام 1981 قامت كل هذه الحكومة واحمدي نجاد عضوًا لصيقًا بها، بإعتقال وتعذيب وعمليات اغتيالات فجيعة للقوى اليسارية والاشتراكيةquot;.

وقال فريبرز رئيس دانا في مقابلة مع موقعquot; روزquot; الايراني وفي إشارة إلى محمد علي عموئي الزعيم السابق لحزب تودة الشيوعي المحظور في إيران، قال: quot;هناك شخصيات في إيران لا تزال حية لكنها محرومة من حريتها ومقيدة فعلاً. فأحد هؤلاء quot;عموئيquot; الذي قضى 37 عامًا من حياته في سجون الشاه والجمهورية الإسلامية وهناك شخصيات صمدت في السجون، وشخصيات أخرى قضت 50 عامًا من عمرها في الكفاح على طريق الاشتراكية، لكنهم لم يتلقوا إلا الجفاء. فالأحداث المرعبة التي وقعت في إيران بين عامي 1981 ndash; 1984 والكارثة الوطنية التي وقعت في العام 1988 يجب أن تكون شوكة في عيون الإشتراكيين في أي بقعة من العالمquot;.