"مشروع مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي سيكون الأول من نوعه في المنطقة من حيث مستوى الحيادية والاستقلالية، ومن شأنه حث باقي الدول ليحذو حذوه".

لم يكن الكلام الذي أطلقه رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني في الشهر الاخير من العام الماضي، سوى مقدمة للعمل الكبير الذي ينتظر هذه المؤسسة .. والآمال المعقودة عليها.

اليوم، تحول "المشروع" الى حقيقة بعدما كشفت مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي عن التفاصيل التشغيلية للمؤسسة، ودورها في الفصل في المنازعات الكروية التي تحصل بين اللاعبين والأندية.

خطوة بدأت ملامحها بالظهور في الاشهر الاخيرة من العام الماضي، وكانت اولى الثمرات ورشة العمل التعريفية التي نظمها اتحاد الكرة لهذا الخصوص وكشف خلالها أيضا عن انشاء رابطة مستقلة للاعبين ومؤسسة قطر للتحكيم الرياضي، حيث اعتبر رئيس الاتحاد حينذاك أن هذا المشروع من شأنه المساهمة في تحسين البيئة الرياضية في الدولة ورفع مستوى الشفافية .

ملأنا الفراغ القانوني ..

ويعتبر ابراهيم خليل المهندي الذي انتخب رئيسا لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي في 24 آب/ اغسطس الماضي، أن هذه الخطوة جاءت لتملأ الفراغ القانوني الذي كان سائدا،"طبعا لقد كان هناك فراغا قانونيا في هذا المجال، لكن وبإنشاء المؤسسة اصبح هناك تفعيل للهيئات القانونية".

ويضيف في حديث لوكالة "فرانس برس":" اعتقد ان المؤسسة ستحل الامور العالقة، وهذه الخطوة تحسب بلا شك للاتحاد القطري لكرة القدم ودوري نجوم قطر ومؤسسة رابطة اللاعبين".

ويؤكد المهندي ان هذه الخطوة من شأنها ايضا تصويب العديد من الامور العالقة من خلال الاحتكام لهيئة التحكيم .

ويشير رئيس مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي الى ان قرارات المؤسسة ستكون ملزمة خصوصا أن اللجوء اليها يتم بملء ارادة الاطراف لذا يجب على الجميع ان يتقبلوا القرارات الصادرة".

ويؤكد في هذا الاطار أنه ووفقاً للنظام الأساسي للمؤسسة ستكون قرارات هيئة قطر للتحكيم الرياضي غير قابلة للطعن ونهائية.

ويلفت المهندي الى ان المؤسسة ستستعين في البداية بخبرات من محكمة "كاس" الرياضية الدولية بهدف تأهيل الكوادر الموجودة في قطر.

النطاق يتوسع مستقبلا!

وفي رد على سؤال اذا ما كانت مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي ستوسع نطاق عملها لتشمل اتحادات اخرى غير كرة القدم، قال المهندي إن هذه المؤسسة تخص الآن اتحاد كرة القدم فقط لكن لا ضير بأن تنضم اتحادات اخرى الى هذه المؤسسة في المستقبل.

ويقول المهندي "الهيكل قائم على الفصل بين إدارة المؤسسة المتمثلة في الجمعية العامة ومجلس إدارتها وهيئة قطر للتحكيم الرياضي والمختصة في الفصل بالنزاعات".

وتتكون الجمعية العامة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي من 4 مقاعد، مقعد لاتحاد الكرة، ومقعد للمؤسسة دوري النجوم، ومقعدين للرابطة القطرية للاعبين من أجل تحقيق التمثيل العادل للاعبين.

ويتألف مجلس الإدارة من المهندي (رئيسا) وسلمان أحمد الأنصاري نائبا للرئيس وعضوية هاني طالب بلان.

ويؤكد سلمان الأنصاري نائب رئيس مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي في هذا الاطار أن مؤسسة دوري نجوم قطر واتحاد الكرة يملكان ترشيح نصف أعداد المحكمين والرابطة القطرية للاعبين تمتلك أيضاً ترشيح نصف الأعداد الآخر، لكن قبول واعتماد المرشحين يتم من خلال الجمعية العمومية للمؤسسة .

وسيكون هناك أمين عام لهيئة قطر للتحكيم الرياضي كموظف، كما يجري العمل على ترشيح رؤساء أقسام للتحكيم العادي والتحكيم بالاستئناف لهيئة قطر للتحكيم الرياضي، وسيكون كل رئيس قسم مستقل في عمله ولا يخضع لأي جهة،.

وستعمل مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي وفقا لأفضل المعايير الدولية مؤكدا انها ستعمل ايضا على وضع برامج لتهيئة الكوادر القطرية للتحكيم الرياضي.