لا يعد الاسباني اندوني زوبيزاريتا المدير الرياضي لمرسيليا الفرنسي بـ"ظهور ميسي جديد"، مشيرا في حديث لوكالة "فرانس برس" الى ان مشروعه مع النادي المتوسطي ليس مشابها لما قام به مع فريقه السابق برشلونة.

تابع زوبيزاريتا مرسيليا مطلع تسعينيات القرن الماضي، عندما كان تحت قيادة رئيسه الجدلي السابق برنار تابي من ابرز الاندية الفرنسية والاوروبية.
 
انذاك اصبح الفريق الفرنسي الوحيد يحرز لقب دوري ابطال اوروبا عام 1993، عندما ضم لاعبين من طراز الحارس فابيان بارتيز والمدافعين بازيل بولي وجوسلان انغلوما ومارسيل دوسايي ولاعبي الوسط الغاني عبيدي بيليه وفرانك سوزيه والقائد ديدييه ديشان والمهاجمين الالماني رودي فولر والكرواتي الن بوكسيتش.
 
يتذكر زوبيزاريتا الذي خاض اكثر من 300 مباراة مع برشلونة و126 مباراة مع منتخب اسبانيا بين 1985 و1998: "كان فريقا يملك روحا كبيرة، شغفا لكرة القدم، كنا نشعر بذلك".
 
فتح مرسيليا الذي تدهور كثيرا بعد رحيل مالكه السابق روبير لوي دريفوس، فتح صفحة جديدة مع شرائه من قبل الثري الاميركي فرانك ماكورت.
 
يقول زوبيزاريتا: "شعرت بان مشروع فرانك ماكورت و(الرئيس) جاك-هنري ايرود كان صلبا، وليس مشروعا للظهور فقط في السوق الفرنسي".
 
وتابع: "يريدون تطوير فريق كرة يرتبط بالمدينة وتطوير الناشئين وهو عمل يروقني، فانا مطور للهيكليات".
 
استمع زوبيزاريتا (55 عاما) في بادىء الامر الى المعنيين في النادي، خصوصا ماكورت والمدرب الجديد ايضا رودي غارسيا. بعدها قام بتحليل المعطيات في فريق غاب عنه منصب المدير الرياضي بين ايار/مايو 2014 وتموز/يوليو 2016.
 
رأى الحارس الدولي السابق انه "في مرسيليا، هناك أحجية غير مترابطة. مثلا كان يجب تغيير الارضية الصناعية القديمة لمركز التدريب. كان هناك حاجة ماسة للقيام بذلك، لكن لم يتخذ احد قرارا بهذا الشأن او قام بجدولتها. مثال اخر حول اكتشاف اللاعبين، لدينا تقارير جيدة لكن ليس البنية لاتخاذ القرار. نحن بحاجة لتحويل البيانات حول اللاعبين الى معلومات وتقاسمها. هذا عمل مساعدي البرت فالنتين الذي سينضم الينا".
 
- لا ماسيا فرنسية -
 
يقوم المدير الرياضي السابق لبرشلونة بتطوير مشروع كرة القدم في مرسيليا، وبدأ الحديث منذ الان حول الاعداد لفترة الانتقالات الصيفية.
 
يعرف زوبيزاريتا تماما هذا الملف "لكن الحديث عن المركاتو الان في شهر شباط/فبراير فهذا امر صعب... العمل الاول يكون بتحديد شكل اللاعبين وليس هوياتهم، وعمل البرت سيساعدنا. هناك مسار كامل للوصول الى الاسماء. ويجب ايضا تطوير مشروع للناشئين في مرسيليا".
 
بعد خمس سنوات في منصب المدير الرياضي مع برشلونة، بدأ الجميع في مرسيليا يقارن مع مركز تكوين "لاماسيا" الذي انجب لاعبين من طراز الارجنتيني ليونيل ميسي واندريس اينيستا وتشافي هرنانديز.
 
وعن مشروع تكوين مرسيليا، يرى حارس اتلتيك بلباو وبرشلونة وفالنسيا السابق: "المشروع الذي نطوره تابع لمرسيليا، وليس لبرشلونة، فهم لديهم حاجات ووسائل مختلفة. يمكننا التعلم والاستفادة من تجارب الاخرين وليس نسخها، فالمشروع يجب ان يكون خاصا بك".
 
عرف مرسيليا مواسم مضطربة في السنوات الاخيرة، وهو يحتل راهنا المركز السادس في الدوري بفارق 20 نقطة عن موناكو المتصدر، قبل مواجهة باريس سان جرمان حامل اللقب في مباراة منتظرة الاحد.
 
لا يزال جمهور "فيلودروم" ينتظر نجما يعيده الى المنصات المحلية والاوروبية، ولما لا من طراز ميسي خريج اكاديمية برشلونة: "نسأل دوما +متى سنجلب ميسي الجديد؟+ لكن السؤال الجيد هو: عندما يظهر لاعب ذات مستوى رفيع، يجب ان نتخذ القرار، نعم أم لا (هل يجب ان يلعب)؟. عندما يقولون لي ان الوضع اسهل مع ميسي، ارد انه بعمر الخامسة عشرة كان ميسي صغيرا امام لاعبين أكبر من بنية صلبة. يجب منح الفرصة، والثقة للاعبين الصغار. في الحقيقة، اللاعب يقوم بتطوير موهبته، ونحن نقوم بتسهيل هذا الامر".
 
بدأ مرسيليا مع مدربه غارسيا بمنح الثقة للاعب الوسط الموهوب مكسيم لوبيز: "رودي منحه الثقة. يجب ان نساعده على سلوك المسار الصحيح. الشيء الاصعب لدى الناشين هو لحظة الخيار: عندما تملك لاعبا بعمر الثامنة عشرة ويبدو جاهزا، هل تتعاقد مع لاعب اخر في فترة الانتقالات؟ هل سيفضل جمهورنا احد اللاعبين من داخل النادي ام نجما كبيرا في فترة الانتقالات؟".