يبدو الارتباك سيد الموقف في صفوف نادي باريس سان جرمان الفرنسي لكرة القدم في مطلع العام الحالي، بعد تأخر لاعبين في العودة من الاجارة، وتصريحات متناقضة حول مستقبل بعضهم، وذلك قبل نحو شهر من مواجهة مرتقبة ضد ريال مدريد في الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا.

فقد شهد النادي في الأيام القليلة الماضية، تأخر لاعبيه الأرجنتيني خافيير باستوري والأوروغواياني إدينسون كافاني في العودة من الإجازة الشتوية، في خطوة تلاها تذكير قائد الفريق البرازيلي تياغو سيلفا اللاعبين بواجبتهما تجاه النادي الذي لم يسلم أيضا من انتقادات داخلية بعد مباراته الأخيرة ضد أميان (2-صفر) في كأس الرابطة المحلية.

ولا شك بأن عنوان صحيفة "ليكيب" الفرنسية الرياضية الجمعة، وهو "خلاف"، لن يعجب مشجعي فريق العاصمة الفرنسية، لاسيما وان الأخير الذي أنفق أكثر من 400 مليون يورو الصيف الماضي لضم البرازيلي نيمار والفرنسي كيليان مبابي، سيواجه أبرز اختبار له أوروبا عندما يلاقي بطل الموسمين الماضيين ريال مدريد في 14 شباط/فبراير المقبل ذهابا في مدريد، و6 آذار/مارس إيابا في باريس.

وبدأت شرارة هذه المشاكل مع غياب كافاني وباستوري عن موعد معاودة فريقهما تدريباته، فتأخر الأول يومين والثاني خمسة أيام، بينما كان المدرب الاسباني أوناي إيمري يصر على "عودة الجميع معا".

غاب اللاعبان عن المباراتين الاولين هذه السنة ضد رين (6-1) في الدوري المحلي، وأميان في كأس الرابطة. لم يشأ إيمري التطرق الى عقوبة بحق اللاعبين، مشيرا الى ان "الامور تبقى داخلية".

مرت المباراة الأولى على خير، الا ان الثانية كانت أكثر تعقيدا.

وبلغ الأمر بالمدافع البلجيكي لسان جرمان توما مونييه حد انتقاد الفريق بقوله "لم نقارب المباراة بشكل جيد (...) أكان الامر يتعلق بأميان أو ريال مدريد، يتعين علينا مقاربة المباراة بالطريقة ذاتها والامر لم يكن كذلك".

أبعد من الانتقادات للأداء في الملعب، وجه سيلفا انتقادات في وسائل الاعلام لباستوري وكافاني، معتبرا ان العودة الى التمارين "كانت لحظة هامة للفريق، كان يجب التفكير بالأمر جيدا قبل القيام بحركات مماثلة".

وفي ظل التقارير الصحافية عن رغبة باستوري بالرحيل، قائلا "أعتقد ان باستوري أبلغ النادي رغبته بالرحيل، لكنهما لم يتوصلا الى اتفاق"، في تصريح نفاه الأرجنتيني بقوله "لم أتحدث أبدا مع (تياغو) سيلفا لا عن مشكلتي ولا مستقبلي. لم أضغط أبدا على أي أحد. هذا ليس أسلوبي".

ويبدو ان باستوري الذي يطالب بوقت لعب اكبر في صفوف باريس سان جرمان لا سيما في المباريات الهامة لكي يحجز مكانه في التشكيلة الأرجنتينية المشاركة في مونديال روسيا 2018،، تأخر بسبب متاعب صحية لصديقته الحامل منذ ثمانية أشهر، بحسب موقع "ياهو سبورت".

- الادارة تتدخل - 

بذل مجلس إدارة النادي المملوك من هيئة قطر للاستثمارات الرياضية، جهودا لإخماد نار التوتر. وقام المدير الرياضي للنادي أنتيرو هنريكي بارسال بيان الى وسائل إعلام الجمعة، يؤكد فيه ان نية النادي "كانت ولا تزال حل هذه الوضعية داخليا من دون نشر التفاصيل علنا".

أضاف "في هذا الاطار، أقف تماما الى جانب المدرب".

وفي تصريحات الجمعة، قال المدرب الاسباني ان فريقه "قوي وفي كامل تركيزه". أضاف "اللاعبون أذكياء، النادي يتمتع بخبرة أكبر، وأنا أيضا أملك الخبرة وأدرك انه في الخارج يمكن ان يتواجد أحد ما، لديه مصالح ضدنا، يحاول زعزعة استقرارنا" في إشارة الى تقارير صحافية اسبانية حول رغبة ريال مدريد في ضم نيمار، اللاعب السابق لغريمه برشلونة.

أضاف "صحيح، في الداخل يمكن ان تحصل بعض الامور الصغيرة بعد الاجازة لكنها ضئيلة وسنعود الى طبيعتنا".