تنطلق في محافظة البصرة الأربعاء بطولة ودية ثلاثية بمشاركة سوريا وقطر، يريدها العراق فرصة لاثبات جدارته بإقامة مباريات كرة القدم، بعد أيام من قرار الاتحاد الدولي (فيفا) السماح باستضافته المباريات الرسمية.

وتقام البطولة التي كانت مقررة بشكل مسبق، حتى 27 آذار/مارس الحالي على ملعب البصرة الدولي الذي يتسع لنحو 65 ألف متفرج، وتفتتح بمباراة بين "أسود الرافدين" والمنتخب القطري الذي يزور العراق للمرة الأولى منذ العام 1979 عندما شارك في النسخة الخامسة من بطولة كأس الخليج.

وقال نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم علي جبار لوكالة فرانس برس "نحاول عبر هذا التجمع الكروي تأكيد استحقاق العراق بعودة المباريات الدولية الرسمية على ملاعبه وجدارته في استقبالها".

وأضاف "نسعى إلى تنظيم جيد ومباريات ناجحة بكل المقاييس التي يحددها الاتحاد الدولي (فيفا)، رغم الطابع الودي للبطولة".

وكان رئيس الاتحاد الدولي جاني انفانتينو، قد أعلن الجمعة اثر اجتماع لمجلس الفيفا في بوغوتا، السماح للعراق باستضافة مباريات دولية رسمية في مدن البصرة وكربلاء الجنوبيتين، وأربيل مركز إقليم كردستان الشمالي، في خطوة انتظرها العراقيون منذ فترة.

وكان الاتحاد الدولي قد خفف العام الماضي من الحظر المفروض بشكل شبه متواصل منذ تسعينات القرن الماضي على استضافة المباريات الدولية الرسمية في العراق، مجيزا اقامة المباريات الودية على ملاعب المدن الثلاث، قبل ان يعمد الجمعة الى السماح بإقامة المباريات الرسمية أيضا.

إلا أن الفيفا رفض في الوقت الراهن طلب العراق إقامة مباريات ودية في بغداد، بحسب إنفانتينو الذي أكد أن الموضوع يحتاج إلى مزيد من الدرس.

- تزاحم خليجي -

وكان وزير الرياضة والشباب العراقي عبد الحسين عبطان، قد قال لفرانس برس الشهر الماضي، ان بلاده تعول على الدعم السياسي الخليجي، لاسيما السعودي، للدفع باتجاه رفع الحظر.

كما تلقى العراق منتصف شباط/فبراير الماضي، رسالة دعم قطرية عبر زيارة وفد كبير من الاتحاد القطري لكرة القدم الى بغداد.

وتتضمن البطولة ثلاث مباريات هي قطر والعراق (الأربعاء)، وقطر وسوريا (في 24 آذار/مارس)، والعراق وسوريا (في 27 منه).

والمنتخب القطري هو أول منتخب يخوض مباراة في العراق بعد القرار الأخير للفيفا، علما ان ملعب البصرة استضاف في 28 شباط/فبراير الماضي، مباراة ودية تاريخية بين العراق والسعودية، كانت الأولى للمنتخب الأخضر في بلاد الرافدين منذ العام 1979 أيضا.

وأعرب رئيس وفد المنتخب القطري طلال الكعبي عن سعادته بكون العنابي أول الخليجيين الزائرين للعراق بعد الفيفا.

وذكر الكعبي في تصريحات فور وصول البعثة القطرية إلى البصرة الثلاثاء أن "سعادة الوفد القطري غامرة ونحن نطأ أرض بلاد الرافدين (...) يشعرنا بالفخر والاعتزاز مشاركة العراقيين أفراحهم".

من جانبه، وصف قائد المنتخب القطري حسن الهيدوس الزيارة بـ"التاريخية"، قائلا إن "وجودنا في بلدنا الثاني ومساهمتنا في تعضيد العلاقات القطرية العراقية أمر يشير إلى الوحدة والتلاحم بين أبناء الخليج العربي".

والتقى المنتخبان العراقي والقطري للمرة الأخيرة في كانون الأول/ديسمبر الماضي في الكويت ضمن بطولة كأس الخليج الثالثة والعشرين، في مباراة انتهت لصالح "أسود الرافدين" بهدفين لهدف.

- اعتذار كويتي -

ويشارك المنتخبان القطري والسوري بتشكيلتهما الاساسية في البطولة التي كان من المقرر ان تكون رباعية، الا ان الكويت اعتذرت عن خوضها لأسباب لم يتم تحديدها بشكل رسمي، علما ان تقارير صحافية كويتية ألمحت الى ان الاعتذار أتى على خلفية تزامن موعد البطولة، مع مباراتين وديتين سيخوضهما المنتخب الكويتي ضد الأردن والكاميرون هذا الأسبوع.

كما عمد الاتحاد العراقي الى نقل البطولة من ملعب كربلاء إلى البصرة، ما أثار حفيظة وزارة الشباب والرياضة التي كانت تسعى إلى تكرار سيناريو النجاح الباهر الذي حققته مباراة السعودية الودية.

الا ان رئيس الاتحاد العراقي عبد الخالق مسعود أكد ان القرار يعود لكون "ملعب البصرة الدولي يضم ملعبا للتدريب وهذا لم يتوفر في ملعب كربلاء".

كما وصل الاثنين الى البصرة وفد المنتخب السوري لكرة القدم بقيادة مدربه الجديد الألماني بيرند شتانغه الذي يعرف العراقيين ويعرفونه جيدا.

وكان شتانغه عين مدربا للمنتخب العراقي في العام 2002، وغادر العاصمة بغداد قبيل أيام قليلة من بدء الغزو الأميركي للعراق في آذار/مارس 2003.

وستكون هذه البطولة أول اختبار لشتانغه مع المنتخب السوري، بعد الاتفاق معه نهاية كانون الثاني/يناير على الاشراف عليه خلفا لأيمن حكيم.