قبل دخول منتخب الأرجنتين، في منافسات مونديال روسيا 2018, كانت الشكوك تحوم حول قدرته على الظهور بصورة قوية في المسابقة.

جهاد عمر_إيلاف: ولكن عقب التعادل مع أيسلندا في المباراة الأولى (1-1), ازدادت الشكوك, لا سيما بعدما تعرض خورخي سامباولي مدرب "التانغو" لانتقادات كبيرة, بسبب التشكيلة التي وصل بها إلى روسيا.

ولم تقدم الأرجنتين ما يشفع لها للخروج فائزة أمام أيسلندا, إذ كان ليونيل ميسي على وجه الخصوص محاطا برقابة شديدة من الخصم, ما جعله يظهر بصورة غير جيدة, بالإضافة لإهداره ركلة جزاء.

وفي التقرير التالي نستعرض أبرز التغييرات التي تحتاجها الأرجنتين في اللقاءين المقبلين أمام كرواتيا ونيجيريا تواليا, تجنبا للخروج المبكر من المونديال.

تغيير خط الوسط

كان خط الوسط أحد أبرز نقاط الضعف ضد أيسلندا, وعليه فإن سامباولي سيكون مطلوبا منه الدفع بعناصر أكثر حيوية في هذا المركز, لإمداد المهاجمين بالكرات أمام مرمى الخصوم.

ولم يقدم لوكاس بيليا وخافيير ماسكيرانو عرضا قويا في خط الوسط, لا سيما أن الفريق كان مضغوطا في هذه المنطقة أمام أيسلندا, خاصة أن بيليا عانى من فقدان الكرة أكثر من مرة, بالإضافة لتمريراته المقطوعة, وهذا ما دفع ميسي للرجوع أحيانا لاستلام الكرة وتوزيعها, وهو التكتيك الذي أراح أيسلندا, التي تكتلت في خط الدفاع, لإبعاد "البرغوث" عن مرماها.

ويعدّ إيفر بانيغا الوحيد في خط الوسط الذي بإمكانه أن يتحمل مسؤولية استلام الكرات وتمريرها لبدء الهجوم, وهذا ما فعله أمام أيسلندا عندما دخل بديلا في الدقيقة 54.

ولهذا يجب على سامباولي الدفع به ضد كرواتيا, التي تملك ترسانة قوية في خط الوسط أمثال لوكا مودريتش, وإيفان راكيتيتش, وماتيو كوفاسيتش.

إبعاد غير المناسبين للخطة

رغم أن "التانغو" دخل لقاء أيسلندا بتشكيلة تضم العديد من اللاعبين المميزين, إلا أنهم خيّبوا الآمال المعقودة عليهم, مقدمين عرضا لا يليق بهم.

وبين اللاعبين الذي فشلوا بتقديم أي إضافة ضد أيسلندا, هو آنخيل دي ماريا, الذي لم يكن يساهم بشكل حقيقي في الإضافة الهجومية على مرمى الخصم, واكتفى بالشكاوى من التدخلات المستمرة عليه.

في المقابل, قضى لوكاس بيليا وماركوس روخو معظم أوقات الموسم الأخير مصابين, ما يثير علامات الاستغراب حول صحة قرار سامباولي بوجودهما في التشكيلة الأساسية, بالإضافة للخطأ الكبير بوجود إدواردو سالفيو كظهير أيمن أمام أيسلندا, في الوقت الذي يلعب فيه كجناح مع فريقه بنفيكا البرتغالي.

ولعل هذا الأمر أظهر اللاعبين المذكورين أنهم خارج الخدمة في اللقاء, ما يفسر الاستبدال المنطقي لبيليا ودي ماريا على وجه الخصوص, لهذا سيكون مطلوبا من سامباولي أن يُظهر شجاعة كبيرة في تشكيلته وخطته أمام كرواتيا, وذلك بالدفع بلاعبين شبان وأصحاب خبرة قادرين على الظهور بشكل متماسك أمام كريستيان بافون, وفيديريكو فازيو، وغابرييل ميركادو, وإلا من الممكن أن نرى الأرجنتين خارج المسابقة من الدور الأول.

حراسة المرمى

من الصعب أن نتذكر المرة الأخيرة التي كان فيها المنتخب الأرجنتيني يضم حارس مرمى جيد، وهذا أمر كلّف "التانغو" كثيرا في البطولات العالمية.

ولم يظهر ويلي كاباييرو كحارس قيادي يستحق حماية مرمى الأرجنتين خلال لقاء أيسلندا, إذ لم يكن يتوقع أن يكون أساسيا أصلا في المونديال, بعدما أصيب الأساسي سيرجيو روميرو قبل المونديال بأيام, وهو الذي كانت لديه أخطاء كارثية أيضا.

ولعل ما يثير الغرابة في ذلك, أن سامباولي تجاهل استدعاء جيرونيمو رولي المتألق مع ريال سوسييداد الإسباني, حتى عند إصابة روميرو, وهو القرار الذي كان سيريحه في هذا المركز.

وكان كاباييرو أحد الحراس المميزين قبل عدة سنوات, حينما لعب مع ملقا, لكن منذ انتقاله إلى أجواء الكرة الإنكليزية مع مانشستر سيتي ومن بعده تشيلسي, أصبح الخيار الثاني لحراس أمثال جو هارت, وكلاوديو برافو, وتيبو كورتوا تواليا.

ويملك سامباولي فرصة الدفع بحارس جديد إما سيكون ناهول غوزمان أو فرانكو أرماني, إلا أن المشكلة هي ابتعادهما عن خوض المباريات الدولية الكبرى منذ فترة, في ظل اعتماد المدربين خلال الفترة الماضية على روميرو, لهذا فإن بقاء كابييرو وارد أمام كرواتيا.

اتخاذ قرارات جريئة

عندما قرر سامباولي عدم استدعاء ماورو إيكاردي لتشكيلة المنتخب, وصفت وسائل الإعلام القرار بـ"الجرئ", مفضلا عليه لاعب الوسط الهجومي كريستيان بافون "22 عاما".

ووقف الإعلام مذهولا أمام هذا القرار, إلا أن المدرب سيكون مطلوبا منه القيام بنفس الخطوة الجريئة في التشكيلة الأساسية ضد كرواتيا.

وكان من الواضح أن التشكيلة التي ظهرت أمام أيسلندا, لم تكن في يومها, لهذا يجب على سامباولي الدفع بلاعبين حيويين في المباريات, أمثال بافون, وبانيغا, وباولو ديبالا, وجيوفاني لو سيلسو, وتناسي أسماء كبيرة في مقدمتهم بيليا, ودي ماريا, وحتى خافيير ماسكيرانو.

وبخصوص مركز المهاجم الصريح, سيكون سامباولي مجبرا على الدفع بسيرجيو أغويرو وغونزالو هيغواين دفعة واحدة, لأجل الضغط على دفاعات الخصم, وصناعة الإزعاج الكافي للوصول للشباك.

إبعاد ميسي عن خط الوسط

يحتاج ميسي للبقاء قريبا من منطقة الخصم قدر الإمكان لأجل مشاهدته وهو يصنع الخطورة الكاملة والكافية لهز الشباك, إلا أن ذلك لم يكن ضد أيسلندا, بعدما اضطر اللاعب للرجوع لخط الوسط لأجل استلام الكرات.

ويعتبر ميسي السبب الوحيد وراء صعود الأرجنتين إلى نهائيات كأس العالم، ومن المؤكد أن وجوده في خط المقدمة سيكون مرعبا للمنافسين, لذلك هو بحاجة لمساعدين في هذا المركز, بهدف إبعاد رقابة الخصوم عنه, وإراحته, وهو الأمر الذي استغلته أيسلندا كذلك, نظرا لغياب مساعديه خلال تلك المباراة.

لذلك سيحتاج سامباولي للحديث مع قائد المنتخب, وحثّه على ضرورة البقاء قرب مربع العمليات, وهذا من شأنه أن يخيف الخصم ويربك حساباته, مع ضرورة أن يكون خط الوسط متجانسا, ويمكن للثنائي بانيغا ولو سيلسو حل مشكلة التمرير بشكل أسرع.