شهد اليوم السابع من كأس العالم في كرة القدم الأربعاء، خروج ثلاثة منتخبات عربية من الدور الأول هي السعودية ومصر، بهدف من لويس سواريز لصالح الأوروغواي، بينما تكفل البرتغالي كريستيانو رونالدو بإخراج المغرب بهدف واحد أيضا.

وباتت روسيا المضيفة والأوروغواي أول المتأهلين الى دور ثمن النهائي، بعد فوز الأخيرة على السعودية 1-صفر في مدينة روستوف، في حين تمكنت اسبانيا من تحسين وضعها وتحقيق فوز صعب على إيران (1-صفر)، بعد تعادلها القاتل مع البرتغال في المباراة الأولى (3-3).

وبنتيجة الأوروغواي، بات في رصيد كل من المنتخب المضيف لكأس العالم والمنتخب الأميركي الجنوبي، ست نقاط من الجولتين الأوليين، بينما بقي رصيد المنتخبين العربيين خاليا، ليخرجا من الدور الأول.

على ملعب روستوف أرينا، كان هدف مهاجم برشلونة الاسباني سواريز (23)، في مباراته الدولية الرقم مئة، كافيا لفوز منتخب بلاده وتأهله برفقة روسيا الفائزة الثلاثاء على مصر ونجمها العائد محمد صلاح 3-1.

واحتفل سواريز (31 عاما) بشكل مثالي بمباراته، واختير أفضل لاعب فيها.

وقال مدربه أوسكار تاباريز عنه "احساسه بالمسؤولية لافت (...) يتحمل الضغط الذي يختبره وهذا يمنحه شخصية فريدة. حتى عندما لا يلعب بشكل جيد، دائما ما يؤمن انه قادر على المساهمة لصالح الفريق".

وفي الجولة الثالثة الأخيرة من المجموعة الاثنين المقبل، ستكون مواجهة الأوروغواي وروسيا حاسمة لتحديد متصدر المجموعة. وفازت الأوروغواي في مباراتها الأولى على مصر 1-صفر، وروسيا على السعودية 5-صفر.

من جهته، سعى "الأخضر" لطي صفحة الخسارة القاسية أمام روسيا الخميس، والتي دفعت مسؤولين رياضيين لانتقاد اللاعبين. وأجرى المدرب الأرجنتيني خوان انطونيو بيتزي أربعة تغييرات على تشكيلة المباراة الأولى، فشارك الحارس محمد العويس بدلا من عبدالله المعيوف، والمدافع علي البليهي بدلا من عمر هوساوي، وفهد المولد في الهجوم بدلا من محمد السهلاوي، وهتان باهبري في الوسط بدل يحيى الشهري.

وحسن المنتخب الذي يشارك للمرة الخامسة في المونديال، من أدائه مقارنة بالمباراة الافتتاحية، مع انضباط دفاعي وتنسيق هجومي. الا ان هدف المباراة جاء من خطأ للعويس الذي خرج لابعاد كرة اثر ركلة ركنية، الا انه لم يحسن تقدير مسارها لتصل الى سواريز الذي تابعها في المرمى.

وقال الارجنتيني خوان انطونيو بيتزي مدرب السعودية بحسب الموقع الالكتروني للمنتخب "الاختلاف بين مباراة روسيا واليوم كان هائلا (...) وبالعودة إلى مباراة الافتتاح لا أمتلك سببا واحدا لهذا الاختلاف".

- المغرب يقدم أداء قويا ويودع -

وبعد ظهر اليوم، فقد المغرب حظوظه في العبور الى ثمن النهائي بخسارته بهدف اضافي لرونالدو على ملعب لوجنيكي.

وأتى هدف أفضل لاعب في العالم خمس مرات، من كرة رأسية بعد ركلة ركنية في الدقيقة الرابعة، وكان كافيا لفوز بلاده 1-صفر، وإبعاد أسود الأطلس عن المنافسة في مشاركتهم الخامسة والأولى منذ 1998.

وواصل رونالدو هوايته التهديفية بعد "هاتريك" المباراة الأولى ضد اسبانيا، ليرفع رصيده الى أربعة أهداف في روسيا في صدارة ترتيب الهدافين، وسبعة أهداف في مجمل مشاركاته في المونديال (أربعة مع الحالي).

كما رفع نجم ريال مدريد رصيده الدولي الى 85 هدفا، ليصبح أفضل هداف في تاريخ المنتخبات الأوروبية. وقال "أنا سعيد جدا. الشيء المهم كان الفوز في المباراة وكسب النقاط الثلاث"، منوها بأداء مغربي "قوي".

وعلى رغم أدائهم الجيد وسيطرتهم على مراحل عدة، لم يتمكن أسود الأطلس من الاحتفاظ بأمل المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة، بينما وضعت البرتغال قدما في ثمن النهائي بعدما رفعت رصيدها الى 4 نقاط. 

وقال مدربهم الفرنسي هيرفيه رونار "لقد تجرأنا، لعبنا بشكل قتالي ضد منتخب يتفوق في الهجوم المضاد، خاطرنا ... لكننا لم نكافأ"، موجها التحية الى لاعبين "كل الشعب المغربي فخور" بهم.

وانتقد رونار التحكيم وعدم احتساب خطأ للمنتخب خلال تنفيذ الركلة الركنية التي جاء منها الهدف.

وفشل المغرب في الافادة من فرص عدة أتيحت له، خصوصا قائده المهدي بنعطية الذي أهدر فرصتين بارزتين في الدقائق الأخيرة. في المقابل، لم يظهر المنتخب البرتغالي بطل أوروبا بالمستوى القوي الذي قدمه ضد اسبانيا بطلة العالم 2010 وأوروبا 2008 و2012.

- اسبانيا تعوض بصعوبة -

وفي المباراة الثانية من المجموعة نفسها، عوضت اسبانيا المرشحة بقوة للقب ثان في المونديال، تعادلها مع البرتغال في المباراة الأولى، وحققت فوزا صعبا بهدف "محظوظ" في مواجهة تكتل دفاعي إيراني صلب.

وسجل "لا روخا" هدفه الوحيد عبر مهاجمه دييغو كوستا في الدقيقة 54. وأفاد مهاجم أتلتيكو مدريد من عامل الحظ في تسجيل الهدف، اذ ان الكرة ارتدت من ركبته الى مرمى الحارس الايراني علي رضا بيرانفاند، أثناء محاولة الدفاع الايراني تشتيتها من منطقة الجزاء.

وهو الهدف الثالث لكوستا في المونديال بعد ثنائيته ضد البرتغال.

ولم يحقق الاسبان بداية مثالية في مباراتهم الأولى والتي أتت بعد يومين من هزة على رأس الجهاز الفني تمثلت بإقالة مدربهم جولن لوبيتيغي اثر الاعلان عن انتقاله الى ريال مدريد بعد النهائيات، وتكليف فرناندو هييرو ذي الخبرة المحدودة تدريبيا، بتولي المهمة خلال المونديال.

أما إيران التي فازت على المغرب صفر-1 بهدف للمهاجم المغربي عزيز بوحدوز خطأ في مرمى فريقه في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، ففشلت في البناء على فوزها الأول وتعزيز حظوظها لبلوغ الدور ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخها.

وتصدر المنتخب الاسباني المجموعة بأربع نقاط وبفارق نقاط اللعب النظيف عن البرتغال، بينما تجمد رصيد إيران عند ثلاث نقاط، علما ان "تيم ميللي" لا يزال يحظى بفرصة جدية لانتزاع إحدى البطاقتين.

وستكون الجولة الثالثة الأخيرة في 25 حزيران/يونيو، حاسمة لتحديد هوية المتأهلين عن المجموعة، حيث تتواجه ايران التي تشارك للمرة الخامسة، مع البرتغال في سارانسك، واسبانيا مع المغرب في كالينينغراد. ويكفي المنتخبين الايبيريين التعادل للتأهل معا الى الدور المقبل.