كان الأرجنتينيون يعولون على كأس العالم لكرة القدم لتغيير أفكارهم ونسيان مشاكل التضخم والتمتع بأهداف ليونيل ميسي والحلم بلقب ثالث... لكن الشك يساورهم قبل المباراة الحاسمة ضد نيجيريا في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الرابعة من المونديال الروسي.

الثلاثاء، بدءا من الساعة 15,00 بالتوقيت المحلي (18,00 بتوقيت غرينيتش)، يتوقع ان تشل الحركة في البلاد بأكملها عندما يتسمر الأرجنتينيون لساعتين أمام شاشة التلفزيون لمتابعة ميسي وزملائه ضد نيجيريا، في مباراة حاسمة لجحز بطاقة التأهل الى الدور ثمن النهائي لمونديال 2018 بعد نتيجتين مخيبتين أمام إيسلندا (1-1) وكرواتيا (0-3).

ويقول عمر سانتيان (55 عاما) وهو من قدامى المحاربين في حرب جزر فوكلاند "لا أعتقد أننا سنتأهل، ليس بسبب نيجيريا، ولكن بسببنا نحن".

ويروي خوان كوردوبا، الموظف البالغ 30 عاما، بأسف ان فوز نيجيريا على أيسلندا (2-صفر) قوبل بالتصفيق في الأرجنتين لأنه "يمنحنا فرصة أخرى، ومرة أخرى سنتأهل بعد معاناة"، في اشارة الى معاناة الارجنتين في حجز بطاقتها من التصفيات وانتظارها الجولة الاخيرة لضمان ذلك، بثلاثية سجلها ميسي نفسه في مرمى الاكوادور.

- اللغز ميسي -

بين متشائمين أو متفائلين بحذر، يشعر الأرجنتينيون بخيبة أمل من قائد المنتخب. البلاد كلها تسأل عن لغز الأداء المحير لميسي مع المنتخب.

ويعتبر صانع الساعات فيكتور غرانادوس (63 عاما) انه "في برشلونة، ينجحون في جعله (ميسي) يتألق، ولكن ليس هنا (المنتخب). آمل في ان نتأهل، ولكن إذا تأهلنا، فلن يكون هناك الكثير من الأمل في ثمن النهائي".

يبدي فرناندو إسبوسيتو (64 عاما) الذي يرأس شركة نقل أسفه لأن "(كريستيانو) رونالدو، أو الايسلندييون، يشرفون الرياضة. ليس نحن"، مضيفا "لاعبونا ليس لديهم الشغف. ضد كرواتيا، في الشوط الثاني، كنت أفضل ألا يلعب ميسي".

أضاف ان اللاعبين "يعكسون ما نعيشه نحن المواطنون: ضعيفون، غير مسؤولين ومتبجحون... نحن لا نتقدم".

ويشير غيدو ليفي الى ان ميسي "ليس قائدا. هو عبقري، لاعب استثنائي. لكن لا يمكنك أن تطلب منه حمل الفريق على كتفيه".

 سيرجيو نونيز، بائع الصحف البالغ 45 عاما، لا يريد تحميل ميسي المسؤولية "اعتقدت أنه مع (المدرب خورخي) سامباولي، سيكون حال المنتخب أفضل، ولكنها الكارثة".

تعتبر كرة القدم مهمة جدا في الأرجنتين لدرجة انه في أيام مباريات المنتخب الوطني، يحطم الغياب عن العمل أو المدرسة مستويات قياسية. وتضع الشركات شاشات تلفزيون في مكاتبها خلال كأس العالم، وفي مواعيد المباريات، تكون الشوارع مهجورة.

في جو عام من الشغف، يتم انتقاد عروض المنتخب الأرجنتيني بشدة. الفشل يعد بمثابة مأساة وطنية.

ويقول الطبيب النفسي مارسيلو روفيه "المشكلة في هذا البلد هي أن الجميع يعتقد أنهم يعرفون الكثير عن كرة القدم، فنسمع أي شيء. كلهم ​​ينتقدون المدرب".

- الاكتئاب العام -

تقول ياميلا موراليس، وهي أم تبلغ من العمر 30 عاما تعيش في حي شعبي في بوينس آيرس، إنها "فقدت ثقتها" بالمنتخب.

بالنسبة إليها، كرة القدم "هي دائما فرصة جيدة للاحتفال" ونسيان صعوبات الحياة اليومية. تضيف "إذا فزنا، يكون الباقي أسهل، لكن الحكومة يمكن أن تنتهز الفرصة للتصويت على القوانين التي تعقد حياتنا".

تتابع بخيبة "أعتقد أن نيجيريا ستلقننا درسا، وسيكون مستحقا".

بحسب ليفي (54 عاما) الموظف في بلدية المدينة "حتى الآن، لم يحالفنا الحظ، والاكتئاب هو السائد".

يقول ماتياس طالب، تاجر يبلغ من العمر 29 عاما يبيع قمصان كأس العالم، بنبرة حزينة: "البلد لا يعيش وضعا اقتصاديا جيدا، كان من الممكن ان يكون المونديال وسيلة للشعور بالقوة للحظة".

ويعود الخروج الاخير للمنتخب الارجنتيني من الدور الاول للمونديال الى عام 2002 الذي أقيم في اليابان وكوريا الجنوبية. لاعبو المدرب (في حينه) مارسيلو بييلسا الذين تألقوا بشكل كبير في التصفيات الاميركية الجنوبية، استهلوا مشوارهم في اليابان بفوز على نيجيريا (1-0) قبل خسارة أمام إنكلترا (0-1) وتعادل مع السويد (1-1).

جمع فريق غابريال باتيستوتا وهرنان كريسبو وخوان سيباستيان فيرون ودييغو سيميوني 4 نقاط في نهاية الدور الاول بفارق نقطة خلف السويد وانكلترا.

بشكل عام، عندما تكون الأرجنتين في مشكلة، يخرج العبقري ميسي كل ما في جعبته، وبالتالي يأمل الأرجنتينيون في حصول معجزة. 

يقول ماتياس طالب ان لديه "ثقة كبيرة بميسي. لم يكن على الموعد حتى الآن، لكن لا تزال لديه مباراة".

وبحسب بابلو كورتيس "نيجيريا؟، يجب العودة الى الواقع. هذه المباراة في متناولنا. وبمجرد تخطينا الدور الأول، ستبدأ بطولة أخرى".