اختار المهاجم الفرنسي كيليان مبابي ان يبرز في المحطة الأهم لمنتخب بلاده لكرة القدم، بالتفوق على الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي السبت في الدور ثمن النهائي لكأس العالم في روسيا، وانتظار موعد في ربع النهائي مع برتغال كريستيانو رونالدو أو أوروغواي لويس سواريز.

ومع دخول منافسات مونديال روسيا 2018 مرحلة الحسم، تفوق المنتخب الفرنسي بطل 1998 على الأرجنتين بطلة 1978 و1986 بنتيجة 4-3، في مباراة حماسية لافتة أقيمت على ملعب قازان أرينا.

وبلغ المنتخب الفرنسي الدور ربع النهائي للمرة الثانية تواليا، بينما ودعت الأرجنتين في وقت مبكر نسبيا في هذه النسخة، بعدما بلغت نهائي مونديال البرازيل 2014 وخسرت بصعوبة أمام ألمانيا (صفر-1 بعد التمديد).

وتلاقي فرنسا في الدور ربع النهائي الفائز من المباراة الثانية من الدور ثمن النهائي التي تقام السبت، وتجمع بين البرتغال والأوروغواي.

وفي حين حقق مبابي (19 عاما) انجاز ان يصبح أول لاعب دون العشرين يسجل هدفين في مباراة اقصائية في المونديال منذ الاسطورة البرازيلية بيليه عام 1958، شكلت المباراة خيبة أمل كبيرة لميسي (31 عاما) الذي يتوقع ان يكون قد خاض آخر كأس عالم له، وفشل مجددا في إحراز لقب أول مع منتخب بلاده، بعدما توج أفضل لاعب في العالم خمس مرات، مسيرته كلاعب بكل الألقاب الممكنة مع ناديه برشلونة الاسباني.

وباتت الأرجنتين ثاني منتخب متوج سابقا وثاني مرشح للقب يودع المونديال الروسي بشكل مبكر، بعد ألمانيا التي خرجت من الدور الأول.

- مبابي السريع والأرجنتين المخيبة - 

وسجل مبابي السريع هدفين وصنع ركلة جزاء لمنتخب بلاده.

وقال مبابي "أنا سعيد جدا، هي مدعاة للاطراء ان أكون ثاني لاعب بعد بيليه، لكن علينا ان نضع الأمور في اطارها: بيليه يمثل فئة أخرى".

وتفوق "الديوك" على ملعب قازان أرينا، بثنائية لمبابي (64 و68)، وهدف لكل من انطوان غريزمان (13) وبنجامان بافار (57). وسجل للأرجنتين انخل دي ماريا (41) وغابريال ميركادو (48) وسيرخيو أغويرو (90+3).

وجاء الخروج الأرجنتيني ليتوج سلسلة مباريات مخيبة لم يقدم فيها الفريق أداء يليق بكوكبة المواهب المتواجدة في صفوفه، وسط تقارير عن شرخ بين اللاعبين والجهاز الفني، وانتقادات متكررة للمدرب خورخي سامباولي.

وقال الأخير ان الخروج "مؤلم لاسيما أن اللاعبين قاموا بمجهود هائل"، مضيفا "كانت مباراة صعبة للغاية لكننا لم نحقق هدفنا هنا في روسيا. أنا حزين، أنا محبط. أعتقد انه أمر طبيعي"، متطرقا الى مستقبله بالقول "بما أني هنا، أن أتمكن من التواجد هنا، يعني بأنني لن أقرر مستقبلي اليوم".

وبدأ المنتخب الفرنسي المباراة بشكل قوي، دون ان يتأثر بهتاف آلاف المشجعين الأرجنتينيين الذين تقدمهم أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا. وعول الفرنسيون على السرعة الهائلة لمبابي وقدرات المراوغة التي يتقنها، لاختراق دفاع أرجنتيني لم يكن في أفضل حالاته.

وبعدما تمكن بنجامان بافار من معادلة النتيجة لفرنسا في الشوط الثاني، انهار الدفاع الأرجنتيني سريعا، وسمح لمبابي بتسجيل هدفين في ظرف أربع دقائق. 

- موعد هجومي بين البرتغال والأوروغواي - 

ومن المنتخبات التي تلعب اليوم، لا تزال البرتغال الوحيدة الباحثة عن لقب عالمي. أحرزت في 2016 للمرة الأولى لقب كأس أوروبا، ما ضمن لرونالدو لقبا قاريا بعدما حصد كل الألقاب مع ناديه ريال مدريد الاسباني.

ستكون مباراتها ضد الأوروغواي بنكهة اسبانية. رونالدو نجم ريال سيكون في مواجهة دييغو غودين، قائد الأوروغواي وقلب دفاعها ودفاع أتلتيكو مدريد.

مسجل أربعة أهداف للبرتغال في الدور الأول، يبدو وحيدا في مضمار فريقه، على رغم المحاولات المتكررة لمدربه فرناندو سانتوس لنفي ذلك.

قال الأخير "نحن أولا وقبل كل شيء فريق، لأنه إذا لعب كريستيانو بمفرده، فسنخسر. حتى لو سجل ثلاثة أهداف، هو بحاجة الى الفريق (...) أتمنى أن يكون فريقنا في مستوى الاوروغواي، وفي هذه الحالة سيحدث كريستيانو الفارق".

بالنسبة الى مدرب الأوروغواي أوسكار تاباريز، رونالدو "من مهاجمي النخبة، لديه إمكانات هائلة ويجب أن نخطط لهذه المباراة ضد فريق منافس، مع الأخذ في الاعتبار أهمية كل لاعب بشكل فردي وعلى الصعيد الجماعي. كريستيانو رونالدو هو أيضا قائد بكل مؤهلاته، لكن لن يكون هناك لاعب واحد يراقبه، لن يراقبه (دييغو) غودين فقط".

رونالدو في مواجهة الثنائي القاتل لويس سواريز وإدينسون كافاني. موعد هجومي نادر في بطولة عالم شهدت تسجيل 122 هدفا في الدور الأول.