بدأت مسابقة كأس العالم 2018 تلفظ أنفاسها الأخيرة، مع وصولها للمحطة الختامية، بوصول فرنسا وكرواتيا للنهائي.

جهاد عمر_إيلاف: وعلى مدار حوالي شهر كامل، عاش العالم الكثير من الاضطرابات والصدمات، بفعل بعض النتائج المثيرة والمفاجئة في المباريات، خاصة مع خروج بعض المنتخبات الكبرى مبكرا.

وشكّلت خسارة ألمانيا أمام المكسيك أول الصدمات العالمية الكبرى، بالإضافة للسقوط المدوي للأرجنتين على يد كرواتيا، وكذلك خروج إسبانيا أمام روسيا، ثم وداع البرازيل على يد بلجيكا، وهو ما أكد فعليا أن بعض مجريات البطولة كانت خارج التوقعات.

في المقابل ظهرت قلة من المنتخبات بصورة رائعة، إذ كانت فرنسا قوية في جميع الجولات والمباريات، في الوقت الذي كشفت فيه كرواتيا وبلجيكا وأوروغواي عن عناصر مميزة في صفوفها، الأمر الذي أكد أن هذه البطولة لها نصيب من العروض الساحرة في المباريات.

وفي التقرير التالي نستعرض أجمل 5 مباريات في مونديال 2018 منذ بدايته وحتى وصوله للمحطة الختامية.

ألمانيا والسويد (2-1):

كانت مباراة قوية للغاية، إذ لعبت فيها لألمانيا لأجل الفوز فقط، وبدأت بالهجوم منذ البداية، في المقابل قدّمت السويد عرضا دفاعيا قويا بقيادة أندرياس غرانكفيست الذي كان رائعا في الدفاع.

ورغم الهجوم الألماني، باغتهم السويديون بالتسجيل في الشوط الأول، وهو ما جعل ألمانيا تتخلى عن حذرها، وتهاجم في الشوط الثاني.

وازدادت حدة الهجمات الألمانية، ونجح ماركو رويس بتعديل النتيجة، رغم إصابة زميله سيباستيان رودي، وفي النهاية كانت الأمور تتجه للتعادل بين الطرفين، وخروج ألمانيا من المونديال.

وفي الدقيقة 95 أثبت توني كروس للعالم أن اللقاء لا ينتهي إلا مع صافرة الحكم، وبالفعل أحيا آمال ألمانيا بالتأهل من خلال إحرازه هدفا من ركلة حرة على حافة منطقة الجزاء ومن زاوية صعبة، لتكون هذه المباراة من اللحظات البارزة في هذا المونديال.

كرواتيا وروسيا (2-2) (6-5) بركلات الترجيح:

التقى الكروات الأقوياء بالمضيفين في مباراة ربع النهائي، التي كان الجميع يترقبها لرؤية موقعة حافلة بالإثارة والندية، لا سيما أن روسيا كانت قادمة من فوز على إسبانيا.

وفاجأت روسيا نظيرتها كرواتيا بعرض حيوي هجومي، رغم أدائها الدفاعي ضد إسبانيا، وبالفعل تقدمت عبر دينيس تشيريشيف في الشوط الأول، قبل أن يتعادل ماريو ماندزوكيتش لكرواتيا سريعا.

الشوط الثاني من هذه المواجهة كان قويا، إذ تبادل المنتخبان التسديدات، لكن في النهاية انتهت المباراة بالتعادل (1-1)، قبل أن تتجه المجريات للشوطين الإضافيين.

دوماغوي فيدا وضع كرواتيا في المقدمة خلال الشوط الإضافي الأول من ضربة رأسية، إلا أن روسيا عادت في الشوط الإضافي الثاني من رأسية أخرى لماريو فيرنانديز، قبل أن يودّع المستضيف المسابقة من خلال خسارته في ركلات الترجيح (5-6).

بلجيكا والبرازيل (2-1):

قبل انطلاق الدور ربع النهائي، كان الجميع يرشّح البرازيل لخطف بطاقة الوصول للنهائي، ولكن كان لبلجيكا رأي آخر.

دخل نجوم "السامبا" اللقاء بغياب كاسيميرو "المسمار" للإيقاف، ولسوء الحظ سجل بديله فرناندينيو لويس روزا بالخطأ في مرماه، ما جعل بلجيكا تتقدم في أول ربع ساعة.

وعندما حاول البرازيليون العودة سريعا في النتيجة، صعقهم كيفن دي بروين بهدف آخر، لا سيما بعد التحركات الرائعة لزميليه روميلو لوكاكو وإيدين هازارد، وهو هدف أحبط ثورة "السامبا" كثيرا.

في الشوط الثاني، كثّفت البرازيل من هجماتها، كونها لا تملك أي خيار آخر، إذ هاجم دوغلاس كوستا من الجهة اليمنى، بعد نزوله بدلا من ويليان بورخيس دا سيلفا، كما لم يستطع غابرييل خيسوس ونيمار دا سيلفا العثور على أي ثغرة للوصول لشباك "الشياطين الحمر".

وجاء هدف إحياء الأمل لـ"السامبا" متأخرا نوعا ما عبر ريناتو أغوستو في الدقيقة 79، لكنه لم يكن كافيا لإنقاذ فريقه من الخسارة، ما جعل بلجيكا تحتفل بأغلى انتصار لها في تاريخ كرة القدم.

فرنسا والأرجنتين (4-3):

كانت هذه المباراة في دور الـ16، وامتلكت كل المقومات الكلاسيكية لكرة القدم، إذ كان أنصار الأرجنتين يأملون حصول معجزة في أداء "التانغو" وعلى وجه الخصوص رؤية انتفاضة نجمهم ليونيل ميسي، في المقابل كان الفرنسيون مرشحون للفوز بشكل واحد.

ولكن الأمر المفاجئ، هو الظهور المبهر لكيليان مبابي مع "الديوك" في تلك المباراة، إذ حصل على ركلة جزاء سجل منها أنطوان غريزمان هدفا، وأحرز هدفين حاسمين، كفلا لمنتخب بلاده الانتصار (4-3).

وشهدت هذه المواجهة تسجيل أهداف رائعة ربما هي الأجمل في المونديال، بأقدام أنخيل دي ماريا من تسديدة على بعد حوالي 25 ياردة، وهدف بينيامين بافارد الذي جاء بطريقة مميزة من كرة لولبية استقرت في الشباك الأرجنتينية.

ويتحمل الدفاع الأرجنتيني المسؤولية كاملة عن الخسارة في هذه المباراة، إذ وصفته وسائل الإعلام بـ"الهش"، بسبب سهولة اختراقه من الأطراف، خاصة في الجهة التي تواجد فيها مبابي.

إسبانيا والبرتغال (3-3):

لم يكن أحد يتوقع أن تكون هذه المباراة مثيرة بشكل خرافي، إذ كانت على الورق تشير إلى أنها قوية، لكن أن تشهد تسجيل 6 أهداف فهذا كان أمرا مستبعدا.

ورشّح الجميع وقتها إسبانيا لتحقيق الفوز، في ظل امتلاكها ترسانة من النجوم، بينما لا تضم البرتغال سوى نجمها الأوحد كريستيانو رونالدو.

وتقدم رونالدو للبرتغال من ركلة جزاء، بعدما عادت إسبانيا إلى المباراة بنسق بطئ، خاصة مع انتشار أندريس إنييستا وإيسكو في وسط الملعب، ونجح زميلهما دييغو كوستا بخطف التعادل.

ولكن رونالدو رفض هذا الأمر، إذ سدد كرة قوية بعدها عجز الحارس ديفيد دي خيا عن التصدي لها، لتخرج البرتغال فائزة (2-1) في الشوط الأول.

الشوط الثاني شهد هجمات إسبانية بلا هوادة، وبالفعل دوّن كوستا التعادل في أول 10 دقائق، ثم سجل زميله ناتشو فيرنانديز هدفا عابرا للقارات بعد 3 دقائق، لتصبح إسبانيا متقدمة (3-2)، وتبدو أقرب للفوز، خاصة أنها سيطرت على المباراة.

ولكن مجددا يثبت رونالدو أنه النجم الأوحد لـ"برازيل أوروبا"، عندما نفّذ ركلة حرة مباشرة قبل دقيقتين على النهاية، استقرت في الشباك، لتكون هذه المباراة هي الأجمل في المونديال من خلال عرض "الدون" الخرافي على وجه الخصوص.