في حوار مع إيلاف تحدثت الإعلامية إيمان عز الدين عن برنامجها quot;صباح أونquot; الذي تقوم بتقديمه على قناة أون تي في، كما تحدثت أيضا عن عملها في التليفزيون المصري وبدايتها في شبكة راديو وتليفزيون العرب.


القاهرة: عاشت الإعلامية إيمان عزالدين حالة من السعادة بعدما نجح برنامجها quot;صباح أونquot; الذي تشارك في تقديمه مع الإعلامي يوسف الحسيني، في إنقاذ حياة أكثر من 1200 شخص أغلبهم من المصريين، بعد اشتعال النيران في عبارة كانت تقلهم قبل أيام، وذلك من خلال إستغاثة تلقاها البرنامج على الهواء من أحد الركاب.
إيلاف التقت إيمان لتحدثنا أكثر عن مسيرتها الإعلامية، وبرنامجها المنوع quot;صباح أونquot; الذي يذاع يومياً من الأحد الى الخميس في التاسعة صباحا، في اللقاء التالي.
*بداية نود أن نتعرف عليك أكثر؟
**إسمي إيمان عزالدين، بدأت علاقتي بالإعلام منذ الصغر حيث شاركت في العديد من أغاني الأطفال، وقدمت تجربة على التليفزيون المصري وعمري 12 عاماً تقريباً استمريت فيه لمدة عامين ثم انشغلت بعد ذلك بالدراسة في المرحلة الثانوية، وعندما حصلت على مجموع مرتفع التحقت بكلية الهندسة تحقيقاً لرغبة أهلي على الرغم من أنني كنت ارغب في أن التحق بكلية الإعلام، وخلال دراستي بالكلية سافرت الى إيطاليا وكنت من اوائل الملتحقين بشبكة راديو وتليفزيون العرب ART عندما بدأت البث، وكان وقتها لا توجد اية قنوات فضائية في العالم العربي، وعملت في كل شئ، حتى اكتشفتني الإعلامية الراحلة همت مصطفي التي أدين لها بفضل كبير لانني تعلمت منها الكثير، حيث كانت تعمل في الشبكة بعد خروجها على المعاش من التليفزيون المصري، وكان لديها اقتناع بأنني اصلح لأن أكون مذيعة على الرغم من ان عمري وقتها لم يتجاوز 17 عاماً، وخلال أحد المرات كان من المفترض ان تكون موجودة لتقديم البرنامج الذي يبث على الهواء لكنها تغيبت لسفرها لبلدها وتأخرها في العودة، وقامت بإختياريلأكون مكانها، وبعد ذلك اختارتني لأكون واحدة من ثلاثة مذيعات يقدمن برنامج يومي على الهواء مباشرة، كما أنني كنت أول مذيعة تقوم بتقديم نشرة الأخبار الرياضية على الشاشة من خلال ART.
وخلال هذه الفترة كنت اواصل الدراسة في مصر حتى حصلت على البكالوريس في 7 سنوات بعد اعتذاري عن دخول الامتحان لعامين وكنت اتنقل بين القاهرة وإيطاليا، بعدها استقريت في مصر وكانت لدي رغبة في البداية بالتليفزيون المصري وذهبت الى هناك بالفعل وبدأت في قناة البحث العلمي المتخصصة ووقتها كانت لا تزال في بدايتها، وكنت اعتبرها خطوة للوصول للعمل في قطاع الأخبار فلميكن لدي وساطة حتى التقيت رئيس قطاع الاخبار وقتها وقدمت نفسي له وانني اجيد ثلاثة لغات وبدأت العمل دون تعاقد طوال هذه الفترة حتى أثبت نفسي وبعد ذلك لم يتم تعيني إلا بعدما طلبت ذلك منهم.
*ولماذا تركت التليفزيون المصري؟
**خلال عملي بقطاع الأخبار قمت بعمل تقارير تقدم في البرنامج وكنت اقوم بالإعداد والتحضير لها وإجراء المونتاج الخاص بها لتكون جاهزة للعرض، وبعد ذلك قدمت نشرة أخبار السادسة وطلبت من رئيس قطاع الأخبار ان اشارك في تقديم برنامج صباح الخير يا مصر، لكن القائمين على الإدارة في ذلك الوقت اعتذروا وتحججوا بحجج واهية.
*وكيف جاء انضمامك الى قناة ON TV ؟
**في سبتمبر 2009 اتصل بي الإعلامي البرت شفيق رئيس القناة وطلب الجلوس معي واتفقنا على ان اقدم نشرات على القناة،وقمت بالفعل بتقديم نشرة الأخبار ثلاثة او اربعة أيام خلال فترة عملي بالتليفزيون وبعد ذلك فوجئت باعتراض من القائمين على التليفزيون، ووافقوا لي على أكثر من طلب كنت قد تقدمت به مسبقاً، وعرضوا زيادة مرتبي لكني رفضت لالتزامي الأدبي مع القناة واستمر ذلك ثلاثة شهور، حتى حصلت على أجازة مفتوحة من التليفزيون، وبدأت العمل رسمياً في قناة ON TV من يناير 2010 بتقديم نشرات الأخبار.
*وفكرة برنامج quot;صباح أونquot;؟
**من خلال الإعلامي البرت شفيق رئيس المحطة، جيث إجتمع معي وعرض على فكرة البرنامج، وانه يريد ان يقدم برنامجمنوعفي الفترة الصباحية ، وانا اثق فيه بشدة نظراً لخبرته في مجال الإعلام، بالإضافة الى انه أحد الإعلاميين القلائل الذين يجيدون صناعة النجوم وتوظيفهم بشكل جيد.
*لكن البرامج الصباحية لا تحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة مقارنة بالبرامج المسائية؟
**أؤمن ان كل توقيت برنامج له جمهوره، فجمهور البرنامج الصباحي، يختلف عن جمهور البرنامج المسائي، بالإضافة الى ان التطورات السياسية في مصر اصبحت متسارعة بشكل متلاحق، من ثم اختلفت طبيعة البرامج الصباحية، لأنها كانت تركز الأخبار الخفيفة ومطالعة الصحف والحديث عن المطبخ والفن والماكياج، أما الان فالفترة الصباحية أصبحت مليئة بالأحداث السياسية التي تطغي في هذه الفترة على كل شيء.
وحول العمل في برنامج مباشر وليس مسجل تقول:حلقة أمس حققنا فيها انفراد عالمي نقلته عنا وسائل الإعلام وهو خبر الحريق الذي تعرضت له العبارة بعد ساعات قليلة من تحركها، وتم إبلاغنا بالموضوع من خلال أحد الركاب الذي بادر بالاتصال بنا لأنه رأى في البرنامج صوتاً للمظلومين، وكان أول نشر للخبر من خلالنا ونقلته عنا وسائل الإعلام المختلفة سواء المصرية او العالمية بل أن المسؤولين الرسميين لم يعلموا عن الحريق إلا من خلالنا وتم الاتصال بنا لمعرفة التفاصيل وهو ما يدل على ان المسؤولين يتابعون برنامجنا.
*لكن النقل المباشر للحدث أحياناً يوقع الإعلاميين في العديد من المشاكل؟
**بداية أود ان أؤكد لك أننا لا نذيع أي خبر على الهواء مباشرة إلا عندما نكون متأكدين منه بشكل كامل، لان السبق لا يأتي على حساب مصداقية الخبر، وهي سياسة متبعة في القناة بشكل عام، بالإضافة الى ان طبيعة البرنامج وتوقيت بثه توضح انه سيقوم بنقل الأخبار على الهواء مباشرة فور حدوثها لان التوقيت الصباحي هو توقيت وقوع الأحداث، وبالتالي فإنا خبرتنا في مجال العمل الإعلامي تؤهلنا انا ويوسف لكيفية التعامل مع الحدث بالشكل المناسب.
*وهل يلعب فريق الإعداد الخاص بالبرنامج دور في ذلك؟
**فريق الإعداد له دور مهم في الاتصالات الهاتفية بالضيوف والمداخلات التي تتم في مثل هذه الأحداث لكن الاسئلة التي توجه للمسؤولين تكون مهمتي انا ويوسف، في مثل هذه الظروف الاستثنائية، لكن بالنسبة للأيام العادية تكون هناك فقرات تم الاتفاق على تفاصيلها.
*يلاحظ في فقرات البرنامج الاهتمام بالشأن الخارجي بشكل أكبر من باقي البرامج؟
**الاهتمام بالشأن الخارجي يأتي في سياق ما يحدث في الشأن المصري وليس بمعزل عنه، فمثلا عن متابعة الانتخابات في تونس كان يتم المقارنة بينها وبين التوقعات للانتخابات المقبلة في مصر، فكل الدول التي نناقشها ونتحدث عنها لها علاقة مباشرة بنا وما يحدث فيها يشبه ما يحدث لدينا.
*انطلق البرنامج مع بداية شهر يوليو، وانضم لك لاحقا الإعلامي يوسف الحسيني ليشارك في تقديمه، ولاحظنا تحول كبير في أدائك؟
**كنت اتمني ان يكون يوسف معي من البداية، لاني اعتبر اننا شكلنا ثنائياً جيداً، فكل منا يكمل الاخر، ويكمل ما بدأه الاخر مع الضيف، وساعد في ذلك أننا كنا على معرفة سابقة قبل ان نتشارك في تقديم البرنامج، بالاضافة ان كل منا ليس لديه مشكلة مع الاخر ولا توجد اي quot;نفسنهquot; غيرة بيننا، ومن ثم تواجدنا سويا يجعل البرنامج يخرج بشكل متميز، أما بالنسبة للغة العربية الفصحي التي كنت اتحدث بها في البداية فكان ذلك لكون المذيع الذي كان يشاركني يتحدث بها وبالتالي تحدثت بها لأنني اجيدها.
*والخطوط الحمراء في ظل الاوضاع الجديدة للإعلام؟
**اتفقت مع يوسف من البداية على اننا لا نملك خطوط حمراء ولا توجد موضوعات لا يمكن تناولها، لاننا لا نخشى أحد أو نخاف منه وبالتالي علينا ان نتحدث بكل حرية ونناقش كل شئ، ونتحمل نتيجة ذلك أياً كانت العواقب.
*بما أنك ابنة التليفزيون المصري، كيف ترين ما وصل إليه في الوقت الحالي؟
**أعتقد ان التليفزيون المصري في طريقه الى الموت quot;إكلينيكياًquot; وبحاجة الى سنوات من أجل استعادة مشاهديه مرة أخرى، لانه لا يزال يسير بنفس الطريقة التي كانت تتبع في ظل النظام السابق وما حدث هو مجرد إقالة شخصيات واستبدالها بشخصيات أخرى، وما حدث في تغطيته لأحداث ماسبيرو أكبر دليل على ذلك، أيضاً لا بد من الغاء وزارة الإعلام لأن هذه الوزارة ليس لها مكان في الدول المتقدمة التي تسير على خطى الديمقراطية لأن هذه الدول توجد بها هيئات مستقلة لمتابعة وسائل الإعلام وما تقدمه.