إيلاف من لندن: قد تكون مشاكل الرؤية التي تؤثر على قدرة الشخص على القراءة والكتابة، أو القيادة، أو تمييز الألوان، أو الحكم على المسافات علامة مبكرة على مرض الزهايمر، وهو النوع الأكثر شيوعا من الخرف.

وقد أظهرت الدراسات السابقة أن التغيرات في العينين، مثل تلف الأوعية الدموية، قد تساعد في دفع تطور مرض الزهايمر.

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون لويحات بيتا أميلويد - التي تعتبر أحد الأسباب الرئيسية لمرض الزهايمر في الدماغ - على شبكية العين وفي عدسة العين، مما يشير إلى طرق غير جراحية محتملة للكشف عن مرض الزهايمر.

الآن، يقول باحثون من جامعة لوبورو في المملكة المتحدة أن فقدان الحساسية البصرية يمكن أن يتنبأ بمرض الزهايمر قبل 12 عامًا من التشخيص النهائي.

يقدم العلماء النتائج التي توصلوا إليها في ورقة بحثية نشرت في مجلة Scientific ReportsTrusted Source، وهي النتائج التي نقلها موقع "ميديكال نيوز توداي" البريطاني.

ما هي الحساسية البصرية؟
في هذه الدراسة، استخدم الباحثون بيانات من أكثر من 8000 من البالغين الأصحاء، وأجرى المشاركون في الدراسة اختبار الحساسية البصرية، والذي يقول الباحثون إنه يقيم سرعة المعالجة البصرية للشخص ووقت رد الفعل.

طلب الاختبار (الآلي) من المشاركين الضغط على شريط مسافة لوحة المفاتيح عندما رأوا مثلثًا يتشكل في حقل من النقاط المتحركة على الشاشة.

"تشير الحساسية البصرية إلى قدرة الفرد على اكتشاف ومعالجة المعلومات البصرية بدقة وكفاءة،".

أحمد بيجي، باحث دكتوراه في كلية الرياضة والتمارين والعلوم الصحية بجامعة لوبورو في المملكة المتحدة، وأحد الباحثين في هذا المجال، أوضح تفاصيل الدراسة لموقع "ميديكال نيور توداي".

وأوضح أن "فقدان الحساسية البصرية يمكن أن يؤدي إلى صعوبات مختلفة في إدراك ومعالجة المعلومات البصرية، مثل صعوبة التعرف على الأشياء أو الوجوه، وصعوبات في القراءة أو التنقل في البيئات المألوفة، وتحديات في إدراك التفاصيل البصرية أو التباينات". "على سبيل المثال، قد يواجه الشخص ذو الحساسية البصرية المنخفضة صعوبة في قراءة لافتات الشوارع أثناء القيادة."

الحساسية البصرية كمؤشر للخرف
وتابع بيجدي: "لقد قررنا دراسة الحساسية البصرية كمؤشر للخرف لأن الأبحاث السابقة أظهرت أن الأفراد المصابين بالخرف غالبًا ما يعانون من عجز في المعالجة البصرية، حتى في المراحل المبكرة من الحالة".

وأضاف: "لقد تم ربط الإعاقات البصرية بزيادة خطر الإصابة بالخرف في المستقبل، مما يشير إلى أن تقييم قدرات المعالجة البصرية يمكن أن يكون أداة قيمة في تقييم مخاطر الخرف".

توقع الخرف قبل 12 سنة
ومن خلال أبحاثهم، وجد العلماء أن المشاركين في الدراسة الذين حصلوا على درجات منخفضة في اختبار الحساسية البصرية لديهم خطر أكبر للإصابة بالخرف في المستقبل.

قال البروفيسور إيف هوغرفورست، دكتوراه، ورئيس قسم علم النفس البيولوجي ومدير أبحاث الخرف في جامعة لوبورو، والمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة :"لقد وجدنا أن النتيجة المنخفضة في هذا الاختبار، يمكن أن تشير إلى خطر الإصابة بالخرف في المستقبل، في المتوسط قبل 12 عامًا من التشخيص، خاصة عند استخدام هذا الاختبار مع اختبارات ذاكرة محددة أخرى وبعض اختبارات الأداء الإدراكي العالمي عملت بشكل جيد للتنبؤ بهذا الخطر".

وقال بيجدي: "نحن نهدف إلى استكشاف إمكانية الجمع بين تقييمات الحساسية البصرية والاختبارات المعرفية والنفسية العصبية الأخرى لتحسين دقة التنبؤ بمخاطر الخرف".